المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (35) * * *   * قَالَ اللَّهُ عز وجل: {قَالَ سَنَشُدُّ - تفسير العثيمين: القصص

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌(الآيات 1 - 3)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (5، 6)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌الآية (12)

- ‌الآية (13)

- ‌الآية (14)

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (18)

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآيتان (21، 22)

- ‌الآية (23)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (26)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (27)

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (30)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌الآية (46)

- ‌الآية (47)

- ‌الآية (48)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (49)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (50)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (53)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (54)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (55)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (56)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (57)

- ‌الآية (58)

- ‌الآيات (59 - 64)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (66)

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (69)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (70)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (71، 72)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (73)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (74)

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (76)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (77)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (78)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (79)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (80)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (81)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (82)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (83)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (84)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (85)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (86)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (87)

- ‌الآية (88)

الفصل: ‌ ‌الآية (35) * * *   * قَالَ اللَّهُ عز وجل: {قَالَ سَنَشُدُّ

‌الآية (35)

* * *

* قَالَ اللَّهُ عز وجل: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: 35].

* * *

قال المُفَسِّرُ رحمه الله: [{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ} نُقَوِّيكَ {بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} غَلَبَةً {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} بِسُوءٍ اذْهَبَا {بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} لَهُمْ].

قوله تعالى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ} أي: نُقَوِّيكَ، والشدُّ بمعنى: التقوية، والعَضُد: هُوَ الْعَظْمُ الكامل فِي عَظْمِ الذراع والمَنْكِب، وشدُّ العَضُدِ كِنَايَةٌ عَنِ التقوية؛ لِأَنَّ الْيَدَ هي آلة العَمَل، فإذا شُدَّ عَضُدُها وقُوِّيَ صارت قويَّة، والمعنى: أنَّنا سنُقَوِّيك، ونُؤَيِّدك بأخيك.

قوله تعالى: {بِأَخِيكَ} هو هارون، فقد أَجَابَ اللَّهُ طَلَبَ موسى، والسين فِي قَوْلِهِ:{سَنَشُدُّ} تُفيد التنفيس، وتُفيد تأكيد الشَّيْء وتقريبَه، أي: إِنَّهُ سَيَكُونُ قريبًا، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ إِذَا قَالَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ فمَعْنَاهُ أَنَّهُ يتقوَّى الآن؛ لِأَنَّ اللَّهَ وَعَده أَنْ يُرْسِلَ هارون معه، إضافةً إِلَى أَنَّهُ سَيَكُونُ مُعِينًا لَهُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ.

قوله تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} أي: غَلَبَة، وهذه بُشرى ثانية لَهُمَا جَمِيعًا، {وَنَجْعَلُ} أي: نُقيِّض لكما سلطانًا، والمراد بالسلطان هنا يقول المُفَسِّرُ رحمه الله:

ص: 168

[غَلَبَة]، والسلطان فِي الْقُرْآنِ يَأْتِي بِمَعْنَى الغَلَبة والقُدرة، ويأتي بمعنى الدَّليل؛ لِأَنَّ الدَّلِيلَ يَتقوَّى بِهِ الْإِنْسَانُ، وَيَكُونُ لَهُ بِهِ قُوَّةٌ، قَالَ اللَّهُ تعالى:{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يونس: 68]، ومعنى {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} أي: مَا عِنْدَكُمْ دليلٌ بهذا، وقوله تعالى:{فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرَّحمَن: 33]، أي: بقُوة وغَلَبة، وقوله:{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} [النحل: 100]، أي: سيطرته وغَلَبَته.

قوله تعالى: {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} أي: بسوء، والمعنى: لا ينتهون إليكما بالسوء، فما خِفْتَ مِنْهُ فَإِنَّهُ سوف ينتفي بِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَك مِنْ تأييدٍ بأخيك، وهذه بُشرَى لهما، وتُفيد التقويةَ، وهي نظيرُ قَوْلِهِ تعالى:{لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46].

قَالَ المُفَسِّرُ رحمه الله: [اذْهَبَا {بِآيَاتِنَا}. . .] وكأنَّه يَرَى أَنَّ قَوْلَهُ: {بِآيَاتِنَا} منفصل عَنْ قَوْلِهِ: {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} ، ولهذا قدَّر لها فِعلًا يَتَعَلَّقُ بِهِ، وَيَكُونُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ الْوُقُوفُ عَلَى قَوْلِهِ:{فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} ، ثم نبدأ فنقول:{بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ نَجْعَلَ قوله:{أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} تابعًا لتقدير المُفَسِّر رحمه الله وَهُوَ قَولهُ: {اذْهَبَا} ؛ لأن التابعين لَمْ يَذْهَبُوا بالآيات. هَذَا وَجْهٌ.

وَالْوَجْهُ الآخَرُ هُوَ أَنَّ قَوْلَهُ: {بِآيَاتِنَا} مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: {وَنَجْعَلُ} ، أي: ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، أي: بسبب آياتنا نجعل لكما السلطان، فلا يستطيعون الوصول إليكما، ولا إبطالَ دعوتِكما، وَعَلَى هَذَا لَا يُحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ فِي الآيَةِ.

وَيَتْبَعُ ذَلِكَ أَنْ نَصِل قَوْلَهُ تعالى: {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} بقوله: {بِآيَاتِنَا} أي:

ص: 169

بسبب ما معكما مِنَ الآيَاتِ، وَهَذَا المَعْنَى هُوَ الصَّحِيحُ لأسباب؛ أولًا: لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ؛ ولأنَّ التَّقْدِيرَ لَابُدَّ أَنْ تسبِقَه مرتَبَتَان:

المرتبة الأولى: إثبات أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا، وهو يُعْرَفُ بكون المَعْنَى لَا يَسْتَقِيمُ بِدُونِ تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ.

المرتبة الثَّانية: إثبات أَنَّ تَقْدِيرَ المحذوف هو ذاك، وهذا يُعيِّنه السِّياق؛ لأن السِّياق هُوَ الَّذِي يُعيِّن نوعَ المحذوفِ.

فَإِذَا كَانَ الْكَلَامُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا التَّقْدِيرِ، فالأفضل عدمُ التقدير، وَهَذِهِ الآيَةُ معناها واضحٌ جدًّا عَلَى الْقَوْلِ بعدم التقدير، والمعنى هو: نجعل لكما سلطانًا بسبب آياتِنا التي معكما، {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} .

وَهَذَا المَعْنَى أَيْضًا أوضحُ مما قَدَّره المُفَسِّر وغيرُه؛ لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقَةِ يَقُولُ تعالى: {بِآيَاتِنَا} والآيات هنا جمعٌ، وَقَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ:{فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [القَصَص: 32]، فاللَّه عز وجل قد أرسلهما بآيتين، ولذلك فالصَّواب هُوَ أَنَّ الآيَةَ موصولٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَيَكُونُ تَقْدِيرُ قَوْلِهِ تبارك وتعالى:{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا} : ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، فلا يَصِلُون إليكما.

وَزَعَمَ بَعْضُ المُعْربِين أَنَّ قَوْلَهُ: {بِآيَاتِنَا} مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: {الْغَالِبُونَ} ، وَهَذَا فِي المَعْنَى قَرِيبٌ مِما ذَكَرْنَا، أي: أنتما ومَن اتَّبَعَكما الغالبون بآياتنا.

والغالب فِي الآيَاتِ هُوَ الَّذِي جُعِلَ لَهُ بِهَا سلطان، ويقول عَلَى هَذَا: فلا يصلون إليكما أنتما، ومَن اتَّبَعَكُما الغالبون بآياتنا.

وَهَذَا لَا شَكَّ أنه أَحْسَنُ مِن تقدير المُفَسِّر رحمه الله؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى حَذْفٍ؛

ص: 170