الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثًا حدثه عن أبي زيد الهروي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"صَلَّى حَتَّى تَورَّمَتْ قَدَمَاهُ". فقالوا: أخطأ فيه، أو أخطأ أبو زيد فيه.
قال أبو سعيد -يعني: ابن الأعرابي-: فقدم علينا رجل من ولاء خالد بن أسيد من الشام، يكنى: أبا خالد واسمه عبد العزيز بن معاوية، فحدثنا به عن أبي زيد الهروي، عن شعبة، عن الأعمش، كما حدث أبو قلابة. قال: فجاء معه على حديثه.
وقال ابن عساكر: أبو قلابة لقب.
وفي "سؤالات الحاكم" للدارقطني: قيل لنا: إنه كان مجاب الدعوة، صدوق كثير الخطأ في الأسانيد، لا يحتج بما ينفرد به، بلغني عن شيخنا أبي القاسم ابن بنت منيع أنه قال: عندي عن أبي قلابة عشرة أجزاء ما منها حديث يسلم إما في الإسناد وإما في المتن، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام فيه.
وخرج أبو عبد اللَّه الحاكم حديثه في "المستدرك"، وصحح إسناده. وقال في "فضائل الشافعي": من فقهائهم.
3537 - (د س ق) عبد الملك بن محمد الحميري البرسمي، أبو الزرقاء، ويقال: أبو محمد الصنعاني من صنعاء دمشق
(1)
ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" وقال: قال أبو الفتح الأزدي الموصلي: عبد الملك بن محمد الصنعاني ليس بالمرضي في حديثه. وظفر المزي بأن هذا الرجل ذكره ابن عساكر فعاب على صاحب "الكمال" اختصاره، وزعم أن خليفة ذكره في الطبقة الخامسة، وابن سعد في الطبقة السادسة، وترك من كتاب خليفة: برسم من حمير، ومن كتاب ابن سعد: البرسمي من حمير.
3538 - (بخ) عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، أبو الوليد، المدني ثم الدمشقي، أمير المؤمنين
(2)
(1)
انظر: تهذيب الكمال 18/ 405، تهذيب التهذيب 6/ 368.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 862، تهذيب التهذيب 6/ 422، 878، تقريب التهذيب 1/ 523، 1347، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 180، الذيل على الكاشف رقم 954، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 180، تاريخ البخاري الكبير 5/ 429، ميزان الاعتدال 2/ 664، البداية والنهاية 9/ 61، سير الأعلام 4/ 246 والحاشية، الثقات 5/ 119.
ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال: كان من فقهاء أهل المدينة وقرائهم قبل أن يلي ما ولي، وهو بغير الثقات أشبه.
وعند التاريخي: كان مروان سمى ابنه القاسم، فلما بلغه النهي عن ذلك سماه عبد الملك.
وذكر المزي شيئًا من حاله من عند ابن سعد ووفاته من عند غيره. وابن سعد قد تولى جميع ذلك، فقال: قال مسلم بن عقبة: وأي رجل عبد الملك؟ ! قل ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبهًا.
أنبا محمد بن عمر بن واقد، حدثني أبو معشر قال: مات عبد الملك بدمشق يوم الخميس في النصف من شوال سنة ست وثمانين، فكانت ولايته من يوم بويع إلى يوم مات إحدى وعشرين سنة وشهر ونصف، كان تسع سنين منها يقاتل ابن الزبير، وسلم عليه بالخلافة في الشام ثم بالعراق بعد قتل مصعب، وبقي بعد مقتل ابن الزبير واجتماع الناس عليه ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال، وقد روى لنا أنه مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة، والأول أثبت وهو على مولده سواء.
وفي "حلى العلى" لعبد الدائم القيرواني: عن الشعبي: كان عبد الملك يدعى حمامة المسجد، وكان لا يخاير بين صبيان المكاتب تحرجًا وتورعًا، فلما ولي الخلافة قال له ابن المسيب: بلغني أنك شربت الطلاء. قال: نعم والدماء.
وقال الطبري في "طبقات الفقهاء": كان من مقدمي التابعين في العلم والفضل.
وفي "الجمهرة": عادة وهو خليفة حسان بن بحدل ومنظور بن زيد بن أفعى بالشام قال: ومالي في دمشق ولا مر ما شئت أن عرضه ولا ومالي بعد حسان بن عمرو ومالي بعد منظور خليل.
وقال المبرد: كان عبد الملك من العلم والرأي بموضع، ومن أكثر الناس علمًا، وأبرعهم أدبًا، وأحسنهم في شبيبتة ديانة، ولما قتل عمر. . . . المصحف في حجره فطرحه فقال: هذا فراق بيني وبينك.
وفي "تاريخ البخاري الصغير": دخل عبد الملك بن مروان على عثمان بن عفان رضي الله عنه فقبله، وزاد في "الكبير": وقال لي محمود: عن وهب، عن أبيه، عن قتادة: ولي عبد الملك أربعة عشر سنة، وكانت فتنة ابن الزبير ثمان سنين.
وفي "تاريخ أبي الفرج": قال الشعبي: دخلت على عبد الملك في علة أعوده،
فقلت: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أصبحت كما قال عمرو بن قميئة:
كأني وقد جاوزت سبعين حجة
…
خلفت بها عني عذار لجامي
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى
…
فما بال من يرمي وليس برام
فلو أنها نبل إذا لاتقيتها
…
ولكنما أرمى بغير سهام
قلت: لست كذلك يا أمير المؤمنين، ولكنك كما قال لبيد:
باتت تشكي إلي النفس مجهشةً
…
وقد حملتك سبعًا بعد سبعينا
فإن تزادي ثلاثًا تبلغي أملا
…
وفي الثلاث وفاء للثمانينا
فعاش حتى بلغ تسعين، فقال:
كأني وقد جاوزت تسعين حجة
…
خلعت بها عن منكبي ردائيا
فعاش حتى بلغ مائة وعشرًا فقال:
أليس في مائة قد عاشها رجل
…
وفي تبلغ عشر دونها عمر
فعاش حتى بلغ مائة وأربعين، فقال:
ولقد سَئِمتُ من الحياة وطُولِها
…
وسُؤالِ هذا النَّاسِ كَيْفَ لَبِيدُ
وقال المرزباني: يلقب: أبا الذبان؛ لبخر كان فيه، وهو القائل من أبيات كتب فيها إلى الحجاج:
فإن بز مني غفلة فرشية
…
فرئيتما قد غص شاربه
وإن بز مني وثبة أسوة
…
فهذا وهذا حلة أنا راكبه
فلا يأمني والحوادث جمة
…
فإنك تجزي ما أنت كاسبه
وإن أغض جفن العين يوما
…
على القذى وأورد بالأمر الذي أنا طالبه
فذلكم للأمر العظيم كأنني أخو
…
غفلة عنه وقد شال غاربه
فإن كف لم أعجل عليه وإن أنا
…
وثبت عليه وثبة لا أراقبه
وذكره في كتاب "الشعراء المنحرفين" عن علي رضي الله عنه.
وذكره الهيثم في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: أنبأنا. . . . . الأعمش، عن أبي صالح قال: كان فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان.
وقال الهيثم: وكان من هذه الطبقة: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف؛ وهو دونهم في الفقه، ورواه الجاحظ في كتاب "فضل الكتاب" عن وكيع عن الأعمش عنه.
وقال الطبري في كتاب "الطبقات": كان من مقدمي التابعين في العلم والفضل.