الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4289 - (ع) عَمْرُو بْنُ الْعَاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو محمد السهمي
(1)
قال الليث بن سعد وابن البرقي، وابن يونس، وابن معين، والمدائني، وابن بكير، والعجلي في آخرين: مات سنة ثلاث وأربعين. كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن البرقي لم يقله إِلا نقلا عن الليث بن سعد وكذلك ابن بكير، فتكراره الليث وابن البرقي وابن بكير غير جيد.
قال البرقي في كتابه "معرفة الصحابة" -الذي لم ينقل المزي منه لفظة فيما رأيت إلا بوساطة ابن عساكر، وإذا لم يذكره ابن عساكر لا تجد منه لفظة عند المزي- قال: أخي محمد بن عبد اللَّه، وكانت وفاته بمصر يوم الفطر، وصَلَّى عليه عبد اللَّه بن عمرو سنة ثلاث وأربعين.
أنبا بذلك ابن بكير عن الليث بن سعد وقال جدي: وكانت وفاته -فيما أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن يحيى بن بكير، عن الليث- سنة ثلاث وأربعين وسِنه بضع وتسعون. فيما ذكره يحيى بن بكير انتهى، وفي هذا رد لما ذكره أيضًا المزي عن يحيى: وسنه سبعون قاله ابن بكير بباء موحدة قبل العين المهملة -فيما ضبطه عنه المهندس- وهو غير جيد لما يأتي بعد، ولما ذكره هو من أنه يذكر ولادة عمر بن الخطاب.
وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، ثنا الفضل بن العباس، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد قال: وفي سنة ثلاث وأربعين تُوفي عمرو بن العاص. وفي "مَجْمَع الْغَرَائِب": لما قدم ليسلم رأى أبا هريرة يريد الإسلام. . . إلى المدينة.
وقال ابن يونس -الذي ذكر المزي وفاته من عنده توهمًا إلا زيادة في كتابه وتركها، واعلم أنا علمنا أنها إنما نقلها من "كتاب ابن عساكر"، إذ لو كانت من أصل "تاريخه" لوجد فيه مِمَّا أخل بذكره في كتابه-: روى عنه من أهل مصر:
(1)
انظر: تهذيب التهذيب 8/ 56، 84، تقريب التهذيب 2/ 72، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 288، الكاشف 333، تاريخ البخاري الكبير 303، تاريخ البخاري الصغير 1/ 437، الجرح والتعديل 6/ 242، الثقات 3/ 265، الاستيعاب 3/ 1184، أسد الغابة 4/ 244، تجريد أسماء الصحابة 1/ 411، الإصابة 4/ 650، سير الأعلام 3/ 77، طبقات ابن سعد 9/ 140، البداية والنهاية 8/ 25، أسماء الصحابة الرواة ت 80.
عقبة بن عامر، ومحمد بن عبد اللَّه بن عمرو، وزياد بن جزء الزبيدي، وقيس بن سمير التجيبي، وناعم بن أُجَيْل الهَمْداني، وتميمُ بنُ فِرَعَ المَهْري، ورَبِيعَة بن لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ، وأبو رشدين بن عبيد الحميري، وذاخر بن عامر المعافري، وجندب بن عمارة الأزدي، وبجير بن ذاخر المعافري، وعلقمة بن عاصم المعافري، ومَرْثَد بن عَبْدِ اللَّه الْيَزَنِي، وأبو العالية الحضرمي، وأنعم بن ذري الشعباني، وعمرو بن قحذم الخولاني، وعامر بن عبد اللَّه المعافري، وأبو الحكم مولى عمرو بن العاص، وأبو عتبة مولى عمرو بن العاص. زاد الجيزي: مُحَمَّد بن رَاشِد الْمُرَادِي، وعبد الرحمن بن جبير، وأبا فراس يزيد بن رباح مولى عمرو بن العاص، ورَاشِد مَوْلَى حَبِيبِ بْن أبي أَوْسٍ الثقفي، وعياض بن عقبة بن نافع.
وفي قول المزي عن البرقي: يُقال: إنه أسلم عند النجاشي؛ قصور ما ذكره الجيزي في كتاب "الصحابة" إذ روى ذلك مُطولا عن محمد بن إسحاق، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مَوْلَى حبيب بن أبي أوس الثقفي قال: حدَّثني عمرو بن العاص من فيه. . . فذكره، وهو في السيرة لابن إسحاق أيضًا.
وفي "كتاب أبي نعيم الحافظ": خرج إلى النجاشي بعد الأحزاب، فأسلم عنده، فأخذه أصحابه فأضاموه فأفلت منهم مُجَردًا ليس عليه قشرة، فأظهر للنجاشي إسلامه، فاسترجع له النجاشي جميع ماله من أصحابه ورده إليه. وكان يسرد الصوم، ولَمَّا تُوفي كان له نحو المائة سنة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمَنَ عَمْرُو
(1)
"، روى عنه زياد وهني مولياه.
وقال ابن نمير: مات سنة اثنتين وأربعين. وكذا ذكره القراب عن أبي حسان الزيادي.
وفي "الاستيعاب": [وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة العدوي] كان من مهاجرة الحبشة، [قيل: إن عمرو بن العاص أسلم سنة ثمان قبل الفتح]، وقيل: أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، ووفاته سنة
(1)
أخرجه أحمد 4/ 155، رقم 17449، والترمذي 5/ 687، رقم 3844 وقال: غريب وليس إسناده بالقوى. والروياني 1/ 171، رقم 212، والطبراني 17/ 306، رقم 845. وأخرجه أيضًا: ابن عساكر 46/ 134.
ثلاث وأربعين أصح.
وذكر الجاحظ في كتابه "الزَّرْع وَالنَّخْل": كان عمرو بن العاص مِمَّن يقر بالبعث في الجاهلية مِمَّن لا يتنصر ولا يتهود ويصححه ولا يعرفه وكذلك قيس بن ساعدة، ويزيد بن الصعق، والأعشى، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى ومجريبة الأسدي وغيرهم.
وفي "كتاب أبي أحمد العسكري": قال أبو اليقظان: أمه النابغة. وقال غيره: أمه سلمى بنت النابغة من بني جلان وذكر عمرو أنه أسلم سرًّا على يد جعفر بن أبي طالب بأرض الحبشة. وقال غيره: أسلم سنة أربع وحضر بدرًا مع المشركين، و"استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على عمان، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها"، وكان على الناس يوم أجنادين، وتُوفي سنة ثلاث وأربعين، وأكثرهم يقول: سنة ثمان وخمسين.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة طبقة الخندقيين، وذكر "أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة بعثه إلى صنم هذيل بسواع فهدمه، وبعثه سنة تسع إلى بني فزارة يصدقهم وجاء خصمان يختصمان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يَا عَمْرُو؛ اقْضِ بَيْنَهُمَا
(1)
" وبعثه إلى مَلكي عُمان: عبد وجَيفر ابني الجلندي بكتاب يدعوهما إلى الإسلام فأسلما، ولما أجمع أبو بكر رضي الله عنه أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول مَنْ سار من عماله عمرو بن العاص فأمره أن يسلك على أيلة عامدًا لفلسطين ومعه ثلاثة آلاف، وخرج أبو بكر يمشي إلى جنب راحلة عمرو وهو يُوصيه وقال: إني قد استعملتك على مَنْ مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة، ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد ورغبهم فيه.
وكانوا أمراء أبي بكر هو ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، فكان عمرو هو الذي يُصَلِّي بالناس إذا اجتمعوا، وإنْ تفرَّقوا فكل رجل على أصحابه، وكان أمر الناس إلى عمرو يوم أجنادين ويوم فحل، وفي حصار دمشق حتى فتحت.
(1)
أخرجه أحمد 4/ 205، رقم 17858، والطبراني كما في مجمع الزوائد 4/ 195 قال الهيثمي: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه. وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد ص 120، رقم 292، والدارقطني 4/ 203. والحديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني 6/ 395، رقم 2866.
أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن عمرو بن شعيب قال: تُوفي عمرو يوم الفطر بمصر سنة اثنتين وأربعين، قال محمد بن عمر: سمعت من يذكر أنه تُوفي سنة ثلاث وأربعين.
قال محمد بن سعد: وسمعت بعض أهل العلم يقول: تُوفي عمرو سنة إحدى وخمسين، انتهى. الذي قاله المزي عن محمد بن عمر. مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين. وقال ابن سعد عن الهيثم: مات سنة إحدى وخمسين. فينظر في فرقان ما بين القولين، ثُمَّ إن الهيثمَ لم يذكر وفاته إلا في سنة ثلاث وأربعين في "تاريخه"، لم يذكر سنة إحدى وخمسين بحال، وبعيد أن يختلف قوله هذا الاختلاف؛ لأن ابن سعد إذا روى عنه يصرح باسمه ولا يكنى عنه.
وذكر الأخفش: أن من اعتصَّ السيف مكان العصا قيل فيه: العاصي بالياء، وكان أبو عمرو يعتصه فقيل له ذلك أو قيل له: ذلك تفاؤلا، وفي "ليس" لابن خالويه: قال جرير للفرزدق: [الكامل]
تَصِفُ السُّيُوفَ وغَيْرُكُمْ يَعْصَى بِهَا
…
يا ابْنَ القيُونِ وذاكَ فِعْل الصَّيْقَلِ
وفي "سيرة" ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب في غزوة بدر: [الطويل]
بِأَيْدِيهِمْ بِيضٌ خِفَافٌ عَصَوْا بِهَا
…
وَقَدْ حَادَثُوهَا بِالْجَلاءِ وَبِالصَّقْلِ
واللَّه تعالى أعلم.
وفي "كتاب ابن الأثير": مات سنة سبع وأربعين، وثلاث أصح.
وفي كتاب "المفجعين" لأبي العَبَّاس: كان عمرو قصير القامة، عظيم الهامة، ناتئ الجبهة، واسع الفم، عظيم الكفين والقدمين، بعيد ما بين المنكبين، إذا تكلَّم ملأ صوته المسجد.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير": نظر عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يَمْشِي فقال: ما ينبغي لأبي عبد اللَّه أن يمشي على الأرض إلا أميرًا.
وفي "الفصوص" لابن صاعد: عن محمد بن سلام: لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمرًا وخالدًا وعثمانَ بن طلحة مقبلين ليسلموا قال: "رَمَتْكمْ مَكَةُ بَأَفْلاذِ كَبِدِهَا"، قال: واشترط عمرو على النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُشركه في الأمر، "فأعطاه ذلك، ثم وجهه قبل الشام وأَمد بجيش فيهم أبو بكر الصديق رضي الله عنهم".