الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال العجلي: عبد اللَّه بن أبي جعفر مصري ثقة، وأخوه عبيد اللَّه لا بأس به.
قال أبو العرب: إنما قيل فيه: لا بأس به في الحديث، وذلك أنه كان من أهل الفقه. وقد قال الليث بن سعد: حدثني عبيد اللَّه بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب، وكانا ثقتي البلد -يعني: مصر-.
وقال ابن يونس في "تاريخه": كان فقيهًا.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان فقيهًا مشهورًا من فقهاء أهل مصر. وذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات".
وذكر المزي، عن يحيى بن بكير أنه توفي بعد دخول المسودة -يعني: سنة اثنين وثلاثين ومائة-، والذي في "تاريخ القراب" وغيره، عن يحيى بن بكير: مات سنة ست وثلاثين ومائة. فاللَّه أعلم.
وقال ابن يونس: كان فقيهًا.
وزعم المزي: أنه -يعني: صاحب "الكمال"- لما ذكر:
3603 - (ق) عبيد اللَّه بن الجهم
(1)
لم يزد على ما في "النبل" انتهى. هذه الترجمة لم أجدها مذكورة فيما رأيت من كتب "الكمال"، فينظر، واللَّه تعالى أعلم.
3604 - (م خد) عبيد اللَّه بن الحسن بن حُصين بن أبي الحر، مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث، العنبري، البصري، القاضي
(2)
قال ابن حبان في كتاب "الثقات" مات في ولاية هارون.
وفي قول المزي، عن ابن سعد مقررًا له: وَلِيَ بعد سوار، ثم قال عن ابن أبي خيثمة: وَلِي القضاء سنة سبع وخمسين. نظر؛ لأنَّ سوارًا توفي آخر سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، فينظر، بقي شيء آخر يشكل على ما قاله، وهو قول ابن علية: استقضاه أبو جعفر نحوًا. واللَّه تعالى أعلم.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبيد اللَّه بن الحسن قد اتُّهِمَ بأمر عظيم؛ روي عنه كلام رديء.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 19/ 22، تهذيب التهذيب 7/ 8.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 19/ 23، تهذيب التهذيب 7/ 8.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان فقيهًا، مشهورًا، ثقةً، محمود السيرة، ويقال: إنه رجع عن المسألة التي ذكرت عنه. كأنه يريد قوله: (كل مجتهد مصيب)، وكانت هي الملجئة للطرطوشي، حيث قال: كان ينسب إلى الزندقة.
وفي "تاريخ المنتجيلي": قال صالح صاحب المصلى: يا أهل البصرة؛ قد رأيت الملوك ورأيت من يدخل عليهم، وسمعت كلامهم، لا واللَّه إن رأيت مثل قاضيكم قط -يعني: عبيد اللَّه بن الحسن-، دخل على المهدي، والمهدي واجد عليه، وقد لقي على الباب عنتًا، فسلم عليه فلم يرد عليه السلام، ثم أطرق فمكث قائمًا بين يديه، ثم قال: هيه يا عبيد اللَّه؛ أنت سميت صوافي أمير المؤمنين مظالم. قال: يا أمير المؤمنين؛ أتاني كتابك أن انظر في مظالم الناس، واسمع من نقبائهم، وانظر في حججهم، ثم كتبت إليك ما استقر عندي مما أرى.
قال: كذبت يا عبيد اللَّه. فسكت عنه، ثم قال: هيه ما تقول فيما سقت دجلة من أرض الخراج؟ فقال: يا أمير المؤمنين، خليج من البحر، شقه هذا عربي وشقه ذاك أعجمي، وإن بساطك هذا لعلي. قلت: الرمث والعكرش، وهو يومئذ دار محمد بن سليمان. قال: كذبت يا عبيد اللَّه. هيه، ما تقول في المرعى في معسكر المسلمين؟ قال: أين ما نزل المسلمون فهو معسكر، فإذا انتقلوا عنه فأهله أحق به. قال: كذبت. قال: يا أمير المؤمنين؛ البيِّنة على من ادَّعى، لا يسأل أهله من أين هو لهم، لا أسأل عن ردائي. قال: كذبت، ويحكم نكذبه مرات، ولا يرجع عن قوله ولا عن رأيه. قال: وكان وجد عليه المهدي في هذا فعزله.
وقال الأصمعي: جئت عبيد اللَّه وهو على قضاء البصرة، وعلى الصلاة، فقال في خطبته
(1)
:
أين الملوك التي عن حظها غفلت
…
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
وفي "تاريخ البصرة الكبير" لعمر بن شبة: لما مات سوار كان سعيد بن أسعد يصلي بالناس حتى ولي عبيد اللَّه بن الحسن الصلاة والقضاء، فيقال: إن ابن دعلج كان كتب فيه إلى أبي جعفر المنصور يرشحه ويثني عليه حتى ولي.
حدثنا أبو عاصم النبيل، أنبا عمرو بن الزبير قال: كنَّا مع عبيد اللَّه في دار الديوان
(1)
انظر: البيان والتبيين 1/ 78، العقد الفريد 1/ 328، بهجة المجالس 1/ 247، جمهرة خطب العرب 2/ 494.
بعد ولايته، إذ أتاه قائد لابن دعلج في نفر، فسأل عنه فقلت: يتوضأ، فلما رآه القائد دفع كتاب ابن دعلج يخبره أن أمير المؤمنين يأمر بحمل الأموال التي لا يعرف أربابها إلى بيت المال. فقال للقائد: قد فهمت الكتاب فانصرف، قال: لا بإنفاذ ما أمرت به. قال: أنا أكتب الجواب. قال: لا. قال: اذهب إلى صاحبك فقل: لا واللَّه ولا درهمًا واحدًا. فقال القائد: خالع واللَّه، واللَّه لآتينه برأسك. قال: فجعلنا نخافه على عبيد اللَّه أن يقع به، فلما خرج أسقط في يد عبيد اللَّه، وخاف على نفسه، فأرسل إلى عثمان بن الحكم الثقفي فذكر ذلك له، فقال له: لو قاربت بعض المقاربة حتى تخلص، فقال له: أصلح الأمر الآن. قال: فأتى ابن دعلج كأنه لم يسمع بشيء، فوجده ينحرف على عبيد اللَّه، وذكر له قصة، فقلت: واللَّه لئن كتبت فيه لم يكن الذنب إلا لك؛ لأنك أثنيت عليه عند الخليفة، وأخبرت بفضله واستحقاقه، حتى إذ ولاه مقتصرًا على خبرك كتبت تذمه! قال: فما الرأي؟ قلت: تغيب عنه وتكتب تعذره، ففعل. وكان ابن دعلج يرتشي ويبسط يده، وعبيد اللَّه منعه من ذلك، فكان الأمر بينهما متباعدًا.
وقال أبو صفية لَمَّا ولي عبيد اللَّه:
يا ذا المنادي عبيد اللَّه سيدها
…
ما دام في الأفق منها كوكب جاري
وقال سلمة بن عياش:
حباك بأسناها الخليفة بعد ما
…
تمنى رجال في الخلاء الأمانيا
ولم يزل عبيد اللَّه على صلاة البصرة وأحدائها إلى ابن دعلج حتى توفي أبو جعفر، فلما ولي المهدي أقرَّ عبيد اللَّه على الصلاة بالبصرة وقضائها. وكان وفد على المهدي يعزيه ويهنئه بالخلافة، فقال له: كم رزقك؟ قال: مائتان. قال: ضعفوها له. قال محمد بن عبد اللَّه بن حماد: فلربما سمعته ينادي به وهو في بيته، يأخذ في كل يوم ثلاثة عشر درهمًا ودانقين ولا يجلس لنا.
قال: وقدم عبيد اللَّه على القضاء، وعبد الملك بن أيوب على الصلاة والأحداث. ولم يزل عبيد اللَّه على القضاء من لدن أن ولاه أبو جعفر، وذلك في سنة ست وخمسين ومائة في ذي الحجة، حتى قدم المهدي، فعزله في سنة ست وستين، فقضى عشر سنين، وكان المهدي قد أطاف بالجزيرة وخرج في نهر الأيلة، ثم في دجلة، ونهر معقل، فرأى أموالا عِظامًا، فقال: يا عبيد اللَّه؛ أرأيت رجلا أقطعناه قطيعة فوجدنا في يده أكثر ممَّا أقطعناه؟ قال: يا أمير المؤمنين؛ إنما هذا بمنزلة ثوبي، لا أسأل عنه من أين
هو لي. قال: كذبت، وعزله عن البصرة.
وكان محمودًا في ولايته، على مزاح كان فيه، يعمله في مجلس الحكم كثيرًا.
وفيه يقول سلمة بن عياش لما ولي، يمدحه ويذكر سوارًا:
وقد عوض اللَّه الرعيَّة واليًا
…
تقيًّا فأمسى للرعية راعيا
كفانا عبيد اللَّه إذ بان فقده
…
ولولا عبيد اللَّه لم نلق كافيا
فقام بأمر اللَّه فينا ولم يكن
…
عن الحق لما قام بالأمر وانيا
فأصلح وجه الحق نهجًا تخاله
…
لذي بصرٍ ضوءًا من الصبح باديًا
إذا جار قاض أو أمير وجدته
…
بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
تداركنا رب البرية رحمة به
…
بعدما خفنا الأمور الدواهيا
إذا نُسيت يومًا تميم وحصلت
…
وجدت له منها الذرى والنواصيا
فإن يك سوَّار مضى وهو سابق
…
حميدًا فقد برزت بالسبق ثانيا
وحدثني محمد بن عبد اللَّه بن حماد قال: لم يعزله المهدي حتى شخص إلى بغداد، ثم كتب إلى البصرة يأمره بحمل خالد بن طليق، وعبد اللَّه بن أسيد الكلابي فحملا إليه، فولى خالدًا وعزل عبيد اللَّه. فقال محمد بن منادر:
أتى دهرنا والدهر ليس بمعتب
…
بآبدة والدهر جم الأوابد
بعزل عبيد اللَّه عنَّا فيا له
…
خلافا وباستعمال ذي النوك خالد
كذا ذكره هنا، وفي "أخبار البصرة الصغير" -تأليفه، رواية السمساني، وبخطِّه فيما يقال- نحوه.
وهو يبين لك فساد ما ينقله المزيّ عن رجل عمر -يقال له: أبو سهل-، من أنه كان شريك عمر بن عامر على قضاء البصرة، والصواب: أن الذي كان شريك عمر بن عامر سوار لا عبيد اللَّه.
ويوضح ذلك ما ذكره ابن أبي خيثمة في كتابه "أخبار البصرة": فلمَّا قدم سليمان على البصرة من قبل أبي العباس السَّفَّاح عزل الحجاج بن أرطأة، وأعاد عباد بن منصور، ثم عزله وولى عمر بن عامر السلمي.
قال ابن علية: ثم عزل سليمان بن علي عبادًا عن القضاء، واستقضى سوارًا وعمر بن عامر. ثم أعفى سوَّارًا واستقضى عمر بن عامر وحده، فلم يزل عمر بن عامر على القضاء حتى مات فجأة، ثُمَّ استقضى سليمان بعده طلحة بن إياس، ثم عزله وأعاد