الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان عمر بالكوفة قد استعمله ابن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثًا، فلما قدم الحسين العراق أمر عبيد اللَّه بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة آلاف من جنده، وقال: إن هو خرج إليَّ ووضع يده في يدي وإلا فقاتله، فأَبَى عمر عليه، فقال: إِنْ لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك، فأطاع بالخروج إلى الحسين، فقاتله حَتَّى قتل الحسن، فلما غلب المختار على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصًا.
وفي "تاريخ الطبري": قتله المختار سنة ست أو سبع وستين. وقال الساجي: يروي أحاديث بواطيل. انتهى كلامه ويشبه أَنْ يكون قوله هذا في غيره، ولكن في نُسْختي كذا وهي جيدة.
وزعم المسعودي أن أهل الكوفة لما خلعوا ابن زياد وأرادوا أن ينصبوا أميرًا قالوا: عمر بن سعد بن أبي وقاص يصلح لها فلمَّا هَمُّوا أن يؤمروه أقبل نساء من همدان والأنصار وكهلان وربيعة؛ حَتَّى دخلن المسجد وقلن أَمَا رضي ابن سعد أن قتل الحسين؛ حَتَّى يريد أن يكون أمير الكوفة فبكى الناس، وأعرضوا عنه. وذكره البخاري في فصل:(مَنْ مات من بين الستين إلى السبعين) فقال: ثنا موسى، ثنا سليمان بن مسلم سمعت أبي أن الحسينَ لَمَّا نزل كربلاء فأول مَنْ طعن في سرادقه عمر بن سعد قال: فرأيت عمر بن سعد وابنيه قد ضربت أعناقهم، ثُمَّ علقوا على الخشب ثُمَّ ألهب فيهم النار. وذكره مسلم بن الحجاج في الأولى من أهل المدينة.
4158 - (م 4) عُمَرُ بن سَعْد أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِي الكوفي
(1)
.
وحفر موضع بالكوفة.
كذا ذكره المزي موهمًا أن ليس ثم غيره، وليس كذلك فإن حفرًا من جهة اليمامة أيضًا يعرف بحفر الرباب، وحَفَرُ: سَعْد بن زَيْد مَنَاةَ بن تميم وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ، وحفر السُوْبان، وحفر السيدان وراء كاظمة. وحَفَرُ ضَبَّة بن أد بن طابخة بناحية الشواجن. وحفر أبي موسى الأشعري على طريق البصرة من مكة شرفها اللَّه تعالى.
وقال ابن السمعاني: كان أبو داود كثير العبادة. وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة، فقال: كان أبوه مؤدبًا، وكان عمر بن سعد ناسكًا، له فضل
(1)
انظر: تهذيب الكمال 21/ 360، تهذيب التهذيب 7/ 397.
وتواضع، زاهدًا من أصحاب سفيان الثوري، مات في خِلافة المأمون.
وفي قول المزي: وقال بعضهم: مات سنة ست ومائتين وهو خطأ. نظر؛ لأنه لم يعلم بأنه قد ذكره خليفة بن خياط في الطبقة العاشرة من أهل الكوفة؛ فقال: مات سنة ست ومائتين، وكذا ذكره في "تاريخه". وقاله أيضًا ابن السمعاني وغيره من المتأخرين.
وفي تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي: مات سنة ثلاث، وكذا قاله ابن قانع، والقراب، والمنتجيلي، وابن أبي عاصم النبيل، وابن حبان لما ذكره في كتاب "الثقات" وقال: كان من العباد الخشن؛ قال عثمان بن أبي شيبة: كنَّا عند أبي داود في غرفته وهو يملي فلما تمت الصحيفة قلت: يا أبا داود؛ أترب الكتاب؟ قال: لا الغرفة بكراء، مات بالكوفة في جمادى الآخرة، وكذا ذكره أبو جعفر بن أبي خالد في كتابه "التعريف بصحيح التاريخ"، لم يغادر حرفًا، وإِنَّما عددت هؤلاء اقتداءً بالمزي إذا ظفر بمثله، وبيانًا أنه ما ينقل من هؤلاء الكتب إِلا إذا كانت الترجمة شامية.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كان رجلا صالحًا فتعبدًا حافظًا لحديثه ثَبْتًا وكان فقيرًا متعففًا، والذي ظهر له من الحديث ثلاثة آلاف أو نحوها، وكان أبو نعيم يأتيه ويعظمه لفضله، وكان أبو نعيم أسن منه، وكان لا يتم الكلام مِن شِدَّة توقيه، ولم يكن بالكوفة بعد حُسَيْن الْجُعْفِي أفضل منه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا فاضلا. وقال ابن وضاح سمعت محمد بن مسعود يقول: أبو داود الحفري أحبُّ إليَّ من حسين بن علي وكلاهما ثقة؛ لأن أبا داود كان صبورًا على الفقر وحسين كان يلبس طيلسانًا بمائة. قال ابن وضاح: كان أبو داود ثقة أزهد أهل الكوفة.
وفي قول المزي: وهو عمر بن سعد بن عبيد، قال النسائي في كتاب "الكنى": أبو زيد مسعد بن عبيد والد عمر بن مسعد. نظر؛ لأن النسائي لم يزد في "الكنى" على ما ذكره عنه المزي، فأيش الدليل على أنه أراد أبا داود؟ هذا من التخرص الذي لا يفيد سماعه إذا قال النسائي: أبو زيد سعد بن عبيد والد عمر بن سعد فأيش أفادنا هذا؟ أو مَنْ هو عمر بن سعد؟ اللهمَّ إلا لو أنه لم يسم بعمر بن سعد غير الحفري لكان ينهض للمزي دليله، كيف والمسمون به جماعة غيره واللَّه أعلم.
وقال عمرو بن جمهور الصعيدي في كتابه "سؤالات أحمد": وسمعته -يعني: أحمد بن حنبل- يقول: أبو داود الحفري يكذب، قال: فقلت له: يا أبا عبد اللَّه؛ أبو