الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتابعه على هذا القول محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، وهو وهم. كذا ذكره المزي تابعًا ابن عساكر فيما أرى، ولو نظر "تواريخ البخاري" لوجد فيها خلاف ما ذكر.
قال في "التاريخ الكبير": وقال عبد اللَّه بن حيوة، عن ضمرة بن ربيعة، قال مالك: عروة بن رُوَيم سنة خمس وثلاثين ومائة، وقال في "تاريخ الأوسط" في (فصل من بين عشر إلى أربعين): حدثني الحسن بن واقع، ثنا ضمرة، قال سمعت: ابن عطاء -يعني: الخراساني- يقول: مات أبي سنة خمس وثلاثين ومائة. وحدثني الحسن، عن ضمرة قال: مات عروة بن رويم فيها. وكذا ذكره عنه القراب في "تاريخه"، وصاحب "التعريف بصحيح التاريخ" لم يغادرا حرفًا ولم ينقلا عنه خلافًا، واللَّه تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: يروي عن عبد اللَّه بن قرط، مات سنة خمس وثلاثين ومائة بذي خشب، فحمل ودفن في المدينة، وكان يسكن قرية يقال لها: سرية من كور غزة، وقد قيل: إنه مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وخرج حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم والمزي نقل عن ابن حبان أنه ذكره في كتاب "الثقات" وأغفل منه شيئًا عري كتابه منه جملة وهو اسم القرية.
وقال ابن قانع: يقال: أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وذكره مسلم في الطبقة الثانية من أهل الشام.
وفي "المراسيل" لأبي محمد ابن أبي حاتم: قال أبي: وذكر عروة بن رويم ابن أخت النحاس فقال: لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو زرعة: لم يسمع من ابن عمر شيئًا، وهو شامي دمشقي.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: لا بأس به.
وفي "تاريخ أبي مسلم المستملي" رواية الدوري عنه: مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
3861 - (ع) عروة بن الزبير بن العوام، الأسدي، أبو عبد اللَّه، المدني
(1)
قال المرزباني: له شعر قليل، منه قوله بعد ما كف بصره:
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 927، تهذيب التهذيب 7/ 180، 351، تقريب التهذيب 2/ 19، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 226، الكاشف 2/ 262، تاريخ البخاري الكبير 7/ 31، تاريخ البخاري الصغير 1، 2/ 434، الجرح والتعديل 6/ 2207، البداية والنهاية 9/ 101، طبقات ابن سعد 9/ 132، الفهرس الحلية 2/ 176.
أن تمش عيناي في صر أصابها
…
ريب الزمان وأمر كان قد قدرا
فما بذلك من عار على أحد
…
إذا اتَّقى اللَّه واستوصى بما أمرا
كم من بصير يراه الناس ذا بصر
…
أعمى عن الدين خاف قد نبرا
وقد أعرتهما حتى دنا أجلي
…
واستبدل العيش بعد الصفوة الكدرا
لم يبق لي الدهر إخوانًا أعرفهم
…
إلا قليلا وقد أبقى لي القدرا
من لا يكف عن المولى عقاربه
…
ولا يعين على المعروف إن حضرا
وفي قول المزي: ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: كان ثقة كثير الحديث فقيهًا، عالمًا ثبتًا مأمونًا. نظر؛ لأن ابن سعد لم يقل هذا، إنما نقله ابن سعد عن شيخه الواقدي بيانه: أنه لما ذكر أولاده عبد اللَّه وعمر والأسود ومحمدًا ويحيى وعثمان وهشامًا وعبيد اللَّه ومصعبًا، قال: قال محمد بن عمر: وقد روى عروة عن أبيه، وذكر جماعة آخرهم جمهان مولى الأسلميين، وكان ثقة كثير الحديث إلى آخره.
وفي قوله أيضًا: قال الهيثم، ومحمد بن سعد: مات سنة أربع وتسعين، زاد محمد بن سعد: بأمواله بالفرع، وكذلك قال الواقدي: عن عبد الحكم بن عبد اللَّه بن أبي فروة، نظر، وذلك أن ابن سعد لم يقل هذا، إنما قال: أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الحكم بن عبد اللَّه بن أبي فروة قال: مات عروة في أمواله بمجاج في ناحية الفرع، ودفن هناك يوم الجمعة سنة أربع وتسعين.
وأما ما ذكره عن الهيثم فغير جيد؛ لأن الذي في التاريخ الذي على السنين وكذا في "التاريخ الصغير": في سنة خمس وتسعين مات عروة بن الزبير فينظر.
وقال ابن حبان البستي: كان من أفاضل أهل المدينة، وعقلائهم، يقرأ كل يوم ربع القرآن في المصحف نظرًا، ويقوم به ليله، ما ترك حزبه ولا ليلة قطعت رجله، ولما نشرت رجله ما زاد على أن قال: الحمد للَّه.
وفي "كتاب المنتجيلي": لما مات ابنه محمد قال: كانت منيته بركضة بغلة قدرًا. فسيق لمكتب الكتاب. وكان عروة يخضب بالحناء، وطلب معاوية عبد اللَّه بن الزبير يومًا فلم يجده، فأرسل إلى عروة وهو يومئذ غلام حديث السن، وقد قيل له: إن له علمًا، وإن عنده رواية فأتاه فاستنشده وسأله، وقال: أتروي لجدتك صفية شيئًا؟ قال: نعم، فأنشده بعض شعرها. فقال: أتروي قولها:
خالجت آباد الدهور عليكم
…
وأسماء لم تشعر بذلك أيم
فلو كان زبر مشركًا لعذرته
…
ولكنه قد يرغم الناس مسلم
قال: نعم، وأروى قولها أيضًا:
ألا أبلغ بني عمي رسولا
…
مقيم الكيد فينا والإمار
ولم نبدأ بذي رحم عُقوقًا
…
ولم توقد لنا بالغدر نار
فقال له معاوية: حسبك يا ابن أخي. فلما أخبر أخاه بذلك سُر بجوابه، ثم اعتنقه. وذكر المزي أنه روى عن علي بن أبي طالب وبشير أبي النعمان، وأبيه الزبير بن العوام الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي ذلك نظر، لما ذكره ابن أبي حاتم في المراسيل: سمعت أبي يقول: عروة عن علي مرسل، وعن بشير أبي النعمان مرسل.
وفي "سؤالات حمزة للدارقطني": عروة لم يسمع من أبيه شيئًا، والرواية في الصحيح عنه إنما هي عن أخيه عبد اللَّه عن أبيه؟ وكذا ذكره الحاكم لما سأله عنه مسعود، زاد: قال الزهري: قلت لعروة: ما تحفظ من أبيك؟ قال: الشعر الذي على عاتقه.
وفي "التمييز" لمسلم بن الحجاج: حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه الزبير فمن دونهما من الصحابة. وذكر في "صحيحه" حجه مع أخيه ثم مع أبيه.
وفي كتاب الرشاطي: روى هشام عن أبيه قال: سمعت أبي الزبير يقول: ما سمعت بأحد أجرأ ولا أسرع شعرًا من ابن رواحة.
وفي "تاريخ الغرباء" لابن يونس: قدم مصر، وتزوج بها امرأة من بني وعلة بنت أسميفع بن وعلة، فأقام بمصر سبع سنين، وكان فقيهًا فاضلًا.
وفي "بحر الفوائد" للكُلاباذي: لما رأى عروة رجله مقطوعة قال: سخا بنفسي عنك، إني لم أنقلك إلى خطيئة قط. ثم تمثل بقول معن بن أوس:
لعمرك ما أهويت كفى لريبة
…
ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
…
ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة
…
من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
وذكره أبو محمد بن جرير في الطبقة الأولى من قراء أهل المدينة. وزعم المزي أن البخاري قال: مات سنة تسع وتسعين. وذكر من عند غيره، وقيل: توفي سنة مائة أو إحدى ومائة. انتهى كلامه، ولو نظر كتاب البخاري لوجده قد قال في غير ما نسخة: قال الفروي: مات سنة تسع وتسعين أو مائة أو إحدى ومائة، اختلف فيه.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتابه "أشياخ عروة وتلامذته": أنه روى عن