الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاذ بْن أَنَس، عَن أبيه: غزوت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل
…
الْحَدِيث، وقد سقناه بإسناده فِي الترجمة التي بعد هذه.
(515)
- بخ د ق:
أسيد بن علي بن عُبَيد الساعدي الأَنْصارِيّ، مولى أبي أسيد الساعدي، وقيل: من ولده، والأول
أكثر، وهُوَ أسيد بْن أَبي أسيد، وَقَال أبو نعيم: بالضم.
روى عن: أبيه (بخ د ق) ، عَن أبي أسيد الساعدي، وقيل: عَن أبيه، عن جده عَن أبي أسيد.
رَوَى عَنه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سُلَيْمان ابن الغسيل (بخ دق) ، وموسى بْن يعقوب الزمعي.
قال أَبُو نصر بْن ماكولا (1) : جعله البخاري وغيره، رجلين، وهما واحد (2) .
روى له البخاري في "الأدب"وأبو داود (3) ، وابن ماجة (4) ،
(1) الاكمال: 1 / 57.
(2)
وتبع البخاري ابن حبان في الثقات (1 / الورقة: 37) في التفرقة بينهما، وهما: أسيد ابن أَبي أسيد، وأسيد بن علي، وأقر البخاري على التفرقة: أَبُو حاتم وأبو زُرْعَة الرازيان، ولكن انكرا على البخاري ذكره رواية موسى بن يعقوب عنه وَقَالا: إنما روى موسى عن ابن الغسيل عنه.
وقد تناول الخطيب الموضوع بإسهاب في كتابه النافع"موضح اوهام الجمع والتفريق"وأثبت انهما واحد فراجعه، مع التعليق عليه (1 / 71 - 74) والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم (1 / 1 / 316)، وانظر تاريخ البخاري الكبير (1 / 2 / 11 - 14 الترجمتين رقم: 1529، 1533) والتعليق عليهما.
(3)
في الادب (5142) رواه عن إبراهيم بن مهدي، وعثمان بن أَبي شَيْبَة ومحمد بن العلاء ثلاثتهم عن عَبد الله بن إدريس، عن عبد الرحمن بن سُلَيْمان، عن أسيد بن علي.
(4)
في الادب (3664) ، عن علي بن محمد، عن عَبد الله بن إدريس، به. ورواه الخطيب في الجامع لاخلاق الراوي (الورقة: 62 من نسخة الاسكندرية) وفي موضح أوهام الجمع والتفريق (1 / 74) .
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن إسماعيل ابن الدَّرَجِيِّ الْقُرَشِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، عَن أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ وغَيْرُ واحِدٍ إِذْنا، قَالُوا: أَخْبَرَتْنا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبد اللَّهِ الْجُوزِدَانِيَّةُ، قَالَتْ: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيدَةَ، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، قال، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرو الدِّمَشْقِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ. قال الطَّبَرَانِيُّ: وحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ومُوسَى بْنُ هَارُونَ، قالا: حَدَّثَنَا محمد ابن عبد الواهب الْحَارِثِيُّ، قال: وحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن الْغَسِيلِ، قال حَدَّثَنِي أُسَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَن أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيد مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ، عَن أَبِي أُسَيْدٍ - وكَانَ بَدْرِيًّا، قال: بَيْنَمَا أنا جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَبَرُّ والِدَيَّ بشيءٍ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قال: نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ: الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا والاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا بَعْدَ وفَاتِهِمَا، وإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا رِحَمَ لَكَ إِلا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهَذَا الَّذِي بَقِيَ عَلَيْكَ" (1) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَن أَبِي نُعَيْمٍ، فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ، ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبد اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عن ابْنِ الْغَسِيلِ، ووَقَعَ لَنا عالياً عالياً ولله الحمد.
وبالإسناد الْمَذْكُورُ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بْنُ عثمان (د)، قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عن الأَوزاعِيّ، عن أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن فروة بْن مجاهد، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَن أَبِيهِ، قال: غَزَوْنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلا، أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا، فلا جهاد له.
(1) علق الإمام الذهبي بخطه على نسخة المؤلف بقوله: وقع عاليا في "المحلصيات.
قال شعيب: وعلي بْنِ عُبَيد مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات وهو في "الادب المفرد"للبخاري رقم (35) ، وصحيح ابن حبان (2030) .
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عن عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ (1) ، فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ.
(516)
- ق: أسيد بن المتشمس بن مُعَاوِيَة التميمي السعدي البَصْرِيّ، ابْن عم (2) الأَحنف بْن قيس (3) .
عَن أبي موسى الأشعري (ق) ، فِي ذكر الهرج، ولم يسند غيره، وقيل: عن الأَحنف بْن قيس، عَن أبي موسى.
رَوَى عَنه: الحسن البَصْرِيّ (ق) ، والمهلب بْن أَبي صفرة، من طريق غريب.
قال علي ابن المديني: والذين روى عنهم الحسن البَصْرِيّ من المجهولين: أحمر السدوسي، وأسيد بْن المتشمس، وأنس بْن حَكِيم الضبي، وجون بْن قتادة البَصْرِيّ، وحبيب السلمي، عن عُمَر، وحكيم ابن دينار، وحنتف بْن السجف، ودغفل بْن حنظلة، وسعد مولى أبي بكر، وعتي بْن ضمرة السعدي، وعَمْرو بْن تغلب وقبيصة بْن حريث (4) .
روى له ابن مَاجَهْ، ووقع عنده أسيد بْن المنتشر (5) ، وهو وهم.
(1) الجهاد (2630) ، ورواه أيضا عَنْ سَعِيد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ إسماعيل بن عياش، عن أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أنس الجهني، عَن أبيه (2629) . وأخرجه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك.
(2)
تصحف في التقريب إلى: أم.
(3)
تاريخ البخاري الكبير (1 / 2 / 12) ، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم (1 / 1 / 316) . وإكمال ابن ماكولا (1 / 54) .
(4)
ولكن قال ابن أَبي خيثمة فِي تاريخه: سمعت ابن مَعِين يقول: إذا روى الحسن البَصْرِيّ عَنْ رجل فسماه فَهُوَ ثقة يحتج بحديثه" (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 130) ، وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات (1 / الورقة: 37) ، وَقَال الذهبي في الميزان: محله الصدق. قال ابن المديني: مجهول"(1 / 258) .
(5)
إنما وقع ذلك في بعض النسخ دون بعض، وفي كثير منها: ابن المتشمس". على الصواب، نبه على ذلك مغلطاي، وتابعه الحافظ ابن حجر، وهو كذلك على الصواب في المطبوعة أيضا (2 / 1309 حديث 3959) .
من اسمه أسيد
(517)
- ع: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأَنْصارِيّ، أبويحيى (1)، ويُقال: أَبُو حضير (2)، ويُقال: أَبُو عتيك (3)، ويُقال: أَبُو عِيسَى، ويُقال: أَبُو عتيق، ويُقال: أَبُو عَمْرو الأشهلي، صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أحد النقباء ليلة العقبة، واختلف فِي شهوده بدرا.
رَوَى عَن: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (4) .
رَوَى عَنه: أنس بْن مالك (خ م ت س) ، وحصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأشهلي (د) ولم يدركه، وأبو سَعِيد سعد بْن مالك الخُدْرِيّ (خ م س) ، وعَبْد الرحمن بن أَبي ليلى (دق) ، وكعب بن مالك الأَنْصارِيّ،
(1) هكذا ذكره الْبُخَارِيّ فِي تاريخه الكبير (1 / 2 / 47) ، ويعقوب بن سفيان في باب"الكنى والأَسماء ومن يعرف بالكنى"من كتاب المعرفة (3 / 74) .
(2)
قال ابن سعد: ويكنى أبا يحيى، وكان يكنى أبا الحضير" (الطبقات: 3 / 2 / 135) .
(3)
كناه ابن أَبي حاتم أبا يحيى، ثم قال - على التمريض: ويُقال: أبو عتيك" (1 / 1 / 310) وهذه هي رواية ابن أَبي ليلى كما يفهم من تاريخ البخاري الكبير (1 / 2 / 47) .
(4)
انظر كتاب الاطراف للمزي: 1 / 71 - 74.
ومحمد بْن إبراهيم بْن الحارث التَّيْمِيّ (خت) ولم يدركه، وأبو ليلى الأَنْصارِيّ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي ليلى، وابن شفيع الطبيب، وعائشة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وشهد الجابية مع عُمَر بْن الخطاب، فيما ذكره الواقدي، وشهد معه فتح بيت المقدس.
وَقَال الأُمَوِي (1)، عن ابن إِسْحَاق: كَانَ نقيب بني عبد الأشهل يوم العقبة، أسيد بْن حضير، لا عقب لَهُ.
وذكره مُحَمَّد بْن سعد فِي الطبقة الأولى من الأنصار (2) .
وَقَال فِي موضع آخر (3) : أمه، فِي رواية مُحَمَّد بْن عُمَر، أم أسيد بنت النعمان بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل، وفي رواية عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة الأَنْصارِيّ، أم أسيد بنت سين (4) بْن كرز بْن زعوراء بْن عبد الأشهل. وكَانَ لأسيد من الولد: يَحْيَى، وأمه من كندة، توفي وليس لَهُ عقب. وكَانَ أبوه حضير الكتائب، شريفا فِي الجاهلية، وكَانَ رئيس الأوس يوم بعاث، وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج فِي الحروب التي كانت بينهم، وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه الوقعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، قد تنبأ ودعا إِلَى الإسلام، ثم هاجر بعدها بست سنين إِلَى المدينة. وكَانَ أسيد ين حضير بعد أبيه شريفا فِي قومه فِي الجاهلية وفي الإسلام. يعد من عقلائهم، وذوي رأيهم، وكان يكتب
(1) الوليد بن مسلم، وهذه الروايات كلها عند ابن عساكر.
(2)
الطبقات: 3 / 2 / 135.
(3)
قوله"في موضع آخر"يلبس، فقد ذكر ابن سعد هذا الكلام في ترجمته ولم يترجم له في موضعين فيما أعلم.
(4)
هكذا محكمة في النسخ، وفي المطبوع من طبقات ابن سعد: سكن".
بالعربية فِي الجاهلية، وكانت الكتابة فِي العرب قليلا، وكَانَ يحسن العوم، والرمي، وكَانَ يسمى من كانت هذه الخصال فيه فِي الجاهلية"الكامل"، وكانت قد اجتمعت فِي أسيد، وكَانَ أبوه حضير الكتائب يعرف
بذلك أيضا ويسمى به.
وَقَال عَبد اللَّهِ بن وهب، عن مالك: كَانَ أسيد بْن حضير أحد النقباء (1) . قال: وكانت الأنصار فيهم اثنا عشر نقيبا، وكانوا سبعين رجلا.
قال مالك: فحدثني شيخ من الأنصار: أن جبريل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى جميع الملائكة - كَانَ يشير لَهُ إِلَى من يجعله نقيبا. قال مالك بْن أَنَس: كنت أعجب جاء من كل قبيلة رجلان، ومن كل قبيلة رجل، حَتَّى حدثني هَذَا الشيخ: أن جبريل كَانَ يشير إليهم يوم البيعة، يوم العقبة.
قال لي مالك: عدة النقباء اثنا عشر رجلا، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس.
وذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد (2) : أخبرنا مُحَمَّد بْن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبي حبيبة. عن واقد بْن عَمْرو بْن سعد بْن معاذ، قال: كَانَ إسلام أسيد بْن الحضير وسعد بْن معاذ على يدي مصعب بْن عُمَير العبدري، فِي يوم واحد، تقدم (3) أسيد سعدا فِي الإسلام بساعة، وكَانَ مصعب بْن عُمَير قد قدم المدينة، قبل السبعين، أصحاب العقبة الآخرة، يدعو الناس إلى الاسلام.
(1) وهو أول النقباء المذكورين عند ابن سعد، وانظر المعجم الكبير للطبراني (1 / 172)
(2)
الطبقات: 3 / 2 / 136.
(3)
في طبقات ابن سعد: فقدم"، وما هنا أحسن.
ويعلمهم القرآن، ويفقههم فِي الدين، بأمر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وشهد أسيد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار، فِي روايتهم جميعا. وكَانَ أحد النقباء الاثني عشر. وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين أسيد بْن الحضير وزيد بْن حارثة. ولم يشهد أسيد بدرا، وتخلف هُوَ وغيره من أكابر أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من النقباء وغيرهم عن بدر، ولم يظنوا أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يلقى بها كيدا، ولا قتلا، وإنما خرج رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ومن معه يتعرضون لعير قريش حين رجعت من الشام، فبلغ أهل العير ذَلِكَ، فبعثوا إِلَى مكة من يخبر قريشا بخروج رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليهم، وساحلوا (1) بالعير فأفلتت، وخرج نفير قريش من مكة، يمنعون عيرهم، فالتقوا هم ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن معه على غير موعد ببدر.
وَقَال سُهَيْلُ بْنُ أَبي صَالِحٍ (ت)(2) ، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرة، عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ"فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
وَقَال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (3) ، عن يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ: ثَلاثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْتَدِ عَلَيْهِمْ فَضْلا بَعْدَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ.
(1) اي قصدوا ساحل البحر وساروا معه.
(2)
في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد، وسنده حسن. وصححه الحاكم (3 / 289) . ووافقه الذهبي، ورواه ابن سعد من هذا الطريق أيضا (3 / 2 / 137) . وانظر السير للذهبي (1 / 341) والتعليق عليه.
(3)
رواه البخاري في تاريخه عن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبد اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عن ابن إسحاق (1 / 2 / 47) ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه، واخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 229) وصححه ووافقه الذهبي.
وانطر التعليق على سير اعلام النبلاء: 1 / 338) وأورده الذهبي في
السير في ترجمته (1 / 342) .
وَقَال عَبد الله بْن المبارك (1) : أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عن عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن مُحَمَّدِ بن عَبد اللَّهِ بن عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ، عن أُمِّه فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عن عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ أَفَاضِلِ النَّاسِ.
وكَانَ يقول: لو أني أَكُونُ عَلَى أَحْوَالٍ ثَلاثٍ: لَكُنْتُ حِينَ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ وحِينَ أَسْمَعُهُ يُقْرَأُ، وإِذَا سمعت خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وإِذَا شَهِدْتُ جِنَازَةً ومَا شَهِدْتُ جِنَازَةً قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِسِوَى مَا هُوَ مَفْعُولٌ بِهَا ومَا هو صَائِرَةٌ إِلَيْهِ.
أخبرنا بذلك أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر بْن قدامة، وأبو الحسن عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ المقدسيان فِي جماعة، قَالُوا: أخبرنا أَبُو حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد بن طَبَرْزَذَ، قال: أَخْبَرَنَا أبو غالب أحمد بْن الحسن بْن البناء، قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قال: أخبرنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق وأبو عُمَر مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، قَالا: حَدَّثَنَا يحيى بْن مُحَمَّد بْنِ صَاعِدٍ، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْن أَحْمَدَ المروزي، قال: أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، فذكره.
وَقَال هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن عَبْد الرحمن بْن أَبي لَيْلَى، عن أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّهُ قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا أنا أَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، إِذْ سمعت وجْبَةً مِنْ خَلْفِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي أُطْلِقَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"فَالْتَفَتُّ فَإِذَا مِثْلُ الْمَصَابِيحِ مُدَلاةٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وبَيْنَ الأَرْضِ، ورَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه.
يَقُولُ: اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تِلْكَ الْمَلائِكَةُ، نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، أَمَّا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ، لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ.
أخبرنا بذلك أَبُو الحسن بْن البخاري وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شيبان، قَالا: أخبرنا أبو حفص بن طَبَرْزَذَ، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بْن علي بْن عِيسَى بْن دَاوُد الوزير، قال: أخبرنا أبو قاسم عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن عَبْد العزيز البغوي، قال: حَدَّثَنَا هدبة بْن خَالِد، فذكره (1) .
وَقَال عُبَيد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن حفص العيشي: حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة، عن ثابت، عن أَنَس: أن عباد بْن بشر وأسيد بْن حضير كانا عند رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي ليلة ظلماء حندس، قال العيشي: الحندس، الشديدة الظلمة - فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما، فمشوا فِي ضوئها، فلما افترقت بهم الطريق أضاءت عصا الآخر (2) .
(1) قال شعيب: رجاله ثقات وإسناده صحيح وقد أشار إليه الحافظ في "الفتح"9 / 63 في فضائل القرآن ونسبه إلى أبي عُبَيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"، وعلقمه البخاري برقم (5018) عن الليث حدثني يزيد بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن أسيد بن حضير فذكره بنحوه وَقَال، قال ابن الهاد،: وحدثني هذا الحديث عَبد اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَن أبي سَعِيد الخُدْرِيّ، عن أسيد بن حضير. قال الحافظ: ووصله أبو عُبَيد في "فضائل القرآن"عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الليث بالإسنادين جميعا. ومحمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير فروايته عنه منقطعة، لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني، وأخرجه مسلم، (797) في صلاة المسافرين: باب نزول السكينة لقراءة القرآن من طريقين عن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا يزيد بن الهاد، أن عَبد الله بن خباب حدثه عَن أَبِي سَعِيد الخُدْرِيّ عَنِ أسيد بن حضير.
(2)
ورواه ابن سعد من هذا الطريق أيضا (3 / 2 / 137) .
أخبرنا بذلك أَحْمَد بْن شيبان الشيباني وزينب بنت مكي الحراني، قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ، قال: أَخْبَرَنَا أبو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ القزاز، قال: أخبرنا أَبُو الحسين بْن النقور، قال: أخبرنا أبو القاسم عُبَيد الله بْن مُحَمَّد بْن حبابة (1)، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّه بْن مُحَمَّد العيشي، فذكره.
رواه النَّسَائي (2) عَن أبي بكر بْن نافع، عن بهز بْن أسد، عن حماد، به.
وقَال البُخارِيُّ (3) : وَقَال حماد (4) ، فذكره.
قال أَبُو عُبَيد القاسم بْن سلام، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير، وعَمْرو بْن علي (5)، وغير واحد (6) : مات سنة عشرين.
(1) بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة المخففة، قيده الذهبي في "المشتبه"وَقَال: صاحب البغوي" (ص: 206) .
(2)
في المناقب من سننه الكبرى (وقد عثر عليها) .
(3)
المناقب، في فضل الانصار، باب منقبة أسيد بْنُ حُضَيْرٍ وعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رضي الله عنهما (5 / 44) .
(4)
يعني تعليقا قال شعيب: ووصله أحمد 3 / 190 و272 من طريق بهز وعفان عن حماد ووصله أيضا الحاكم في "المستدرك"3 / 288 عن عفان. وقد رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عن علي بن مسلم، عَنْ حبان بْن هلال، عَنْ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بمعناه ولكن لم يسم الرجلين، قال: إن رجلين خرجا من عِنْدَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما"، ثم روى تعليقا عن معمر، عن ثابت عن أنس: إن اسيد بن حضير ورجلا من الانصار". قال شعيب: ووصله عبد الرزاق في "المصنف"، عن معمر.
(5)
نقل ذلك من تاريخ ابن عساكر.
(6)
ومنهم الواقدي، على ما روى الطبراني في معجمه الكبير (1 / 172) ، وكذلك يحيى بن بكير فيما رواه أيضا، ومحمود بن لبيد فيما روى ابن سعد (الطبقات: 3 / 2 / 135) ووافقهم الذهبي وغيره في كتبهم.
زاد بعضهم: وصلى عليه عُمَر بن الخطاب (1) .
وَقَال عبد الاعلى بْن حماد النرسي: حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة، عن هشام بْن عروة، عن عروة (2) : أن أسيد بْن حضير، مات وعليه دين، أربعة آلاف درهم، فبيعت أرضه، فَقَالَ عُمَر: لا أترك بني أخي عالة، فرد الأرض، وباع ثمرها من الغرماء، أربع سنين، بأربعة آلاف، كل سنة ألف درهم.
أخبرنا بذلك أَبُو الغنائم، المسلم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ علان القيسي، وأبو بكر مُحَمَّد بن إسماعيل ابن الأَنْمَاطِيّ الأَنْصارِيّ، قَالا: أخبرنا أَبُو اليُمْنِ زيد بْن الحسن الكندي، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ النَّقُّورِ، قال: أخبرنا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِمْران الجندي، قال: أخبرنا أَبُو القاسم البغوي، قال: حَدَّثَنَا عبد الأعلى، فذكره (3) .
هَذَا هُوَ الصحيح فِي تاريخ وفاته، وأما الْحَدِيث الَّذِي رواه ابن
(1) انظر طبقات ابن سعد (3 / 2 / 137) ، ومعجم الطبراني (1 / 172) ، وأسد الغابة لابن الاثير والاصابة وغيرها، وكانت صلاته عليه بالبقيع.
(2)
ورواه ابن سعد عن خالد بن مخلد البجلي، عن عَبد الله بْن عُمَر، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْن عُمَر، ونصه أتم مما هنا وهو: هلك أسيد بن الحضير، وترك عليه اربعة آلاف درهم دينا، وكان ماله يغل كل علم ألفا، فأرادوا بيعه، فبلغ ذلك عُمَر بن الخطاب، فبعث إلى غرمائه، فقال: هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا فتستوفونه في أربع سنين؟ فالوا: نعم يا أمير المؤمنين، فأخروا ذلك، فكانوا يفبضون كل عام ألفا" (الطبقات: 3 / 2 / 137) وأشار إليه البخاري في تاريخه الصغير (26) .
(3)
قال شعيب: ورجاله ثقات إلا ان عروة لم يسمع من أسيد، فهو منقطع، وفي سند ابن سعد الذي أورده عنه الدكتور بشار في التعليق السابق. عَبد اللَّهِ بن عُمَر وهو العُمَر وهو ضعيف.