الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: "الرَّجُلُ الصَّالحُ يَأْتي بِالخَبَرِ الصَّالحُ، وَالرَّجُلُ السُّوْءُ يَأْتي بِالخَبَرِ السُّوْءِ"(1).
160 - ومنها: التشبه في صرف العمر الطويل في غير اكتساب العلوم والمعارف بالنسر
، والحية، والقراد، والحِسل - بكسر الحاء المهملة - وهو ولد الضب.
يُقال: إِنه يعيش ثلاث مئة سنة، والنسر يعيش ثمانين سنة، ويُقال: خمس مئة سنة، ويقال: ألف سنة.
وروي أنه يقول في صياحه: عش ما شئت؛ فإنك ميت.
وقالوا في المثل: أعمر من نسر (2).
وقالوا: أعمر من لبد، وهو آخر أنسُر لقمان العادي، تزعم العرب أنَّ لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إلى الحرم ليَسْتقي لها، فلمَّا هلكوا خُيَّر لقمان بين بقاء سبع بقرات سمر مراظب عُفر في جبل وَعر لا يمسها القطر، وبقاء سبعة أنسر كما هلك نسر خَلَفَ بعده نسر، فاختار النسور، وكان آخر نسوره يُسمى لبداً؛ قاله في "الصحاح"(3).
وقال الزمخشري في "المستقصى": سمَّاه لبداً معتقداً فيه أنه لبد فلا يموت ولا يذهب.
(1) تقدم تخريجه.
(2)
انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (2/ 50).
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (2/ 534)(مادة: لبد).
قال: ويزعمون أنه حين كبر قال له: اذهب لبد، فأنت نسر الأبد (1).
وقالوا: أعمر من القراد؛ قيل: إنه يعيش سبع مئة سنة، يضرب لمن استطيل عمره ضجراً منه (2).
وروى الإمام أحمد، والترمذي، والحاكم وصححاه، والطبراني بإسناد صحيح، وغيرهم عن أبي بكر رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟
قال: "مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ".
قال: فأيُّ الناس شر؟
قال: "مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ"(3).
وفي الحديث: "عِشْ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ"(4).
وقال العجاج: [من الرجز]
إِنَّكَ لَوْ عُمَّرْتَ عُمْرَ الْحِسْلِ
…
أَوْ عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفطحْلِ
وَالصَّخرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ
…
كُنْتَ رَهِينَ هَرَمٍ وَقَتْلِ (5)
(1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 253).
(2)
انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (2/ 74).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4278) عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل قال له، فذكره. وحسن الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد"(10/ 219).
(5)
انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 315).