الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ الَّذِيْ يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ كَالثَّعْلَبِ تَطْلُبُهُ الأَرْضُ بِدَيْنٍ، فَجَعَلَ يَسْعَىْ حَتَّى إِذَا عَيَّ وَابْتَهَرَ دَخَلَ جُحْرَهُ، فَقَالَتْ لَهُ الأَرْضُ عِنْدَ سبلتِهِ: أَبَا ثَعْلَبَةَ! دينيْ دينيْ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى انْقَطَعَتْ عُنُقُهُ فَمَاتَ"(1).
127 - ومنها: التشبه في منازعة الرئاسة والمناصب بالكِباش المتناطحة
.
كما وقع ذلك في كلام الزاهد المشهور شعيب بن حرب المدائني أحد الأفراد حيث قال: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش، ومن رضي أن يكون ذَنبًا أبى الله إلا أن يجعله رأساً. رواه الخطيب، وغيره (2).
والعرب تسمي السيد كبشاً.
وقلت عاقداً للمثل.
دعِ الْمَناصِبَ لِمَنْ
…
نازَعَ فيها تَسْتَرِحْ
فَإِنَّ [ .. ] لَهُمْ
…
دعِ الكِبشَ تَنْتَطِحْ
128 - ومنها: طلب الرئاسة قبل حينها
؛ فإنه لا يسلمها له من هو أحق بها منه، فيصير مغلوباً مدحوراً، فيكون متشبهاً بذلك بالكبش أو
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(10695)، وكذا العقيلي في "الضعفاء" (4/ 200) وقال: رواه معاذ بن محمَّد الهذلي، ولا يتابع على رفعه، وهذا أشبه من حديث معاذ وأولى، وإسحاق فيه لين أيضًا.
(2)
رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 321).
التيس الأجم الذي لا قرن له.
وكذلك من يخاصم أشد منه، أو يصارع أشد منه.
ومن أمثال العرب: عند النطاح يغلب الكبش الأجم (1).
ويروى: التيس الأجم كما ذكره الزمخشري، وقال: يضرب للاستعداد للنوائب قبل حلولها (2).
قلت: ويضرب لمن خاصم من هو أشد منه وأقوى منه.
ومن أمثال العوام: لا يقاتل موضع يقتل إلا الكلب.
ولمنصور الفقيه: [من مجزوء الكامل المرفل]
الْكَلْبُ أَغْلا قِيمَةً
…
وَهْوَ النهايَةُ في الْخَساسَة
مِمَّنْ يُنازِعُ في الرِّئا
…
سَةِ قَبْلَ إِبَّانِ الرِّئاسَة (3)
وقال بعض الحكماء: من طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وقال لي بعض العارفين: لا تطلب الرتبة حتى تطلبك الرتبة.
وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه: إذا تصدَّر الحَدَث فاته علمٌ كثير (4).
(1) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 444).
(2)
انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 169).
(3)
انظر: "العزلة" للخطابي (ص: 83)، و"شعب الإيمان" للبيهقي (8264).
(4)
انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 252).