الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
87 - ومنها: أن لا يتقيد من له زوجتان فأكثر بالقسم
، فيبيت عند من يشاء منهن، فيكون متشبهاً بالفحل إذا خلي بينه وبين الشول يضرب ما يشاء منها، وكالتيس والثور.
ومن هنا استحب التسوية بين الزوجتين في النكاح -وإن لم يجب-.
وبالجملة فإن الإنسان البالغ فرق ما بينه وبين سائر الحيوانات ربطه، وارتباطه بقيد الشرع ورِبْقة التكليف، فلا يختص تشبهه المذموم بالبهائم بنوع من الأنواع كترك التقيد بالقسم بين الزوجات، بل كل ما خرج فيه عن باب من أبواب الشرع في معاشه فهو به بالبهائم أشبه.
وما أحسن ما قيل: [من الكامل]
أَبُنَيَّ إِنَّ مِنَ الرِّجالِ بَهِيمَةً
…
في صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ
وأقول: [من المحدث]
مَنْ لَيْسَ بِشَرْعِ اللهِ لَهُ
…
قَيْدٌ يَحْمِيهِ عَنِ الأَشَرِ
لا يَكْذِبُ مَنْ قَدْ قالَ لَهُ
…
ما ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ البَشَرِ
مَنْ خالَفَ فِيْ خُلُقٍ بَشَرًا
…
يُلْحَقُ بِالشَّاءِ وَبِالبَقَرِ
88 - ومنها: التشبه في التقذر وترك النظافة والطهارة بالعِفْر -بكسر المهملة، وسكون الفاء- وهو ذكر الخنازير
، وبإناثها، وبالجرد، والجعل، والكلاب، والحمر، والإوز، والدجاج، وغيرهم.
وفي المثل كما ذكره الزمخشري: أطفس من عفر: من الطفس، وهو الخبث والقذرة يضرب لمن لا يتعاهد الغسل، ولا يتنظف (1).
وقال في "الصحاح": الطفس -بالتحريك-: الوسخ، والدَّرن (2).
روى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيْفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيْمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُوْدَ؛ فَنَظِّفُوْا أفنِيتَكُمْ وَلا تتشَبَّهُوْا بِالْيَهُوْدِ"(3).
وروى البيهقي في "الشعب" عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله يُبْغِضُ الوَسِخَ وَالشَّعِثَ"(4).
وروى ابن أبي شيبة، والطبراني في "الكبير" عن سليمان بن صرد رضي الله تعالى عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اسْتَاكُوْا، وَتَنَظَّفُوْا، وَأَوْترُوْا؛ فَإِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِترَ"(5).
(1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 223).
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 944)(مادة: طفس).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(6226). وفيه خالد بن نجيح كذاب.
(5)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(1806)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7442). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 245): رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي، ووثقه ابن حبان، وإبراهيم بن أورمة ذكره فأحسن الثناء عليه.