الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قلت: [من المجتث]
عَجِيبٌ مِنْ عَجِيبٍ
…
نَجِيبٌ مِنْ نَجِيبِ
وَكَمْ مِنْ بارعٍ لَيْـ
…
ـسَ ذا جَدٍّ حَسِيبِ
وَحُكْمُ اللهِ يَمْضِي
…
عَلى وَجْهٍ غَرِيبِ
فَسَلِّمْ ما تَرى فِي الـ
…
ـوجُودِ مِنَ الضُّروبِ
فَرَدُّ الأَمْرِ لِلَّـ
…
ـه مِنْ شَأْنِ الأَرِيب
-
ومن ذلك الديك:
من أخلاقه السَّخاء والإيثار لأنه يأخذ الحبة بمنقاره ولا يأكلها، وإنما يُلقيها إلى الدجاج ويؤثرهن، ولذلك قالوا في المثل: أسخى من الديك؛ ذكره الزمخشري (1).
وقال القمي: من أمثالهم: أسخى من لافظه؛ قال الخليل: يعني: الديك (2).
والتشبه به في ذلك بالقيام على الأهل والعيال بالكفاية؛ فإن كفاية العيال من أفضل أنواع الكرم، وأي كرم لمن يُجيع عياله، ومن ذا الذي يرجو بعد ذلك نواله؟
كما قال أبو العتاهية: [من مخلَّع البسيط]
مَنْ ذا الَّذِي يَرْتَجِي الأَقاصِي
…
إِنْ لَمْ ينَلْ فَضْلَهُ الأَدانِي (3)
(1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 159).
(2)
انظر: "العين" للخليل (8/ 162).
(3)
انظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص: 170).
وفي الحديث: "وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُوْلُ"(1).
"كَفَىْ بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ"(2).
وقلت: [من الوافر]
أقولُ لِقاعِدٍ عَنْ كَسْبِ مالٍ
…
يُفِيدُ بِهِ العِيالَ قضاء حاجِ
أليْسَ الدِّيكُ أَكرَمَ مِنْكَ يَسْعَى
…
فَيَلْقُطُ ثُمَّ يَلْفِظُ لِلدَّجاجِ
ومن طباع الديك: الإيناس والاستئناس، ولذلك سمي: الأنيس، والمؤانس.
والتشبه به بأن تؤنس من يستحق الأنس بك لكونه مطيعاً لله تعالى، وتستأنس بأهل الله تعالى وأهل طاعته.
روى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَرَجَ مَعَ أخٍ لَهُ فِيْ طَرِيْقِ مُوْحِشَةٍ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً"(3).
وأحق الناس بإيناسك أبواك، وأهلك، وأولادك، ومن يليك، وأحق الناس بأن تأنس به أهل طاعة الله تعالى، ولا تكاد تجد الآن من تأنس به الأنس المحمود شرعاً.
وفي "الرسالة" للأستاذ أبي القاسم القشيري: قال ابن خبيق رحمه
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(5491).