الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الخطيب في "تلخيص المتشابه" عن الرياشي قال: روي عن كعب الأحبار أنه قال: مكتوب في بعض الكتب: إن اللحية مخرجها من الدماغ، فمن كثر شعر لحيته قل دماغه، ومن قل دماغه قل عقله، ومن قل عقله كان أحمق، ومن كان أحمق فلا مستمتع فيه (1).
وقلت: [من البسيط]
إِنَّ الَّذِي يَكْتَفِي عَنْ حِلْيةِ الأَدَبِ
…
وَالْعِلْمِ بِاللِّحْيَةِ الطُّولَى وَبِالنَّشَبِ
كَالتَّيْسِ ذا لِحْيَةٍ طُولَى وَذا شَعَرٍ
…
لا يبتَغِي ما سِوى الْمَرْعَى مِنَ الأَدَبِ
إِنَّ الْجَمالَ التُّقَى وَالدِّين لا [ .. ]
…
وَلا أَناقَةُ ثَوْبٍ أَوْ عُلا نَسَبِ
لَوْ كانَ ذا كانَ أَوْلَى بِالْجَمالِ وَبِالـ
…
حُسْنِ الأَباقِرُ ذاتُ الرَّوْقِ وَالغببِ
إِنَّ الكمالَ بِلُبِّ الْمَرْءِ تَبْصِرَةٌ
…
وَبِالبرى تكمل [
…
] وَاللببِ
130 - ومنها: التشبه في الحماقة والخرق بالضبع والكروان وغيرهما
.
وقد علمت أن العقل والنطق هما الفارق بين الإنسان وسائر أنواع الحيوان.
قالوا في المثل: أحمق من الضبع، ومن أم عامر؛ وهي كنيتها.
وفي المثل أيضًا: خامري أم عامر؛ يضرب للأحمق.
(1) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: 29).
وذلك لأن الصائد يدخل عليها وجارها -بفتح الواو، وكسرها-: جحرها، فيقول: خامري أم عامر، أم عامر ليست في وجارها، أم عامر أبشري بكمر الرجال، أبشري بشاء هَزْلى وجراد عظلى، وهو في خلال ذلك يشد عراقيبها فلا تتحرك (1).
وخامري: أي: الجئي إلى أقصى وجارك.
قال الكميت: [من مجزوء الكامل المرفل]
أَمَّا أَخُوكَ أَبُو الوَليـ
…
ـد فَلابسٌ ثَوْبَي مُخامِرْ
فعلَ المقرةِ لِلْمَقالَةِ
…
خامِري يا أُمَّ عامِرْ (2)
وقالوا: أحمق من جهيزة؛ قال الزمخشري: وهي الذئبة لأنها تترك أولادها وترضع أولاد الضبع؛ فعلَ النعامة بالبيض.
ويقال: إذا صيدت الضبع تكفل الذئب بأولادها (3).
وقوله: فعلَ النعامة بالبيض؛ أشار إلى ما نقله الدميري والسيوطي: أن النعامة تخرج لطلب الطعم، فمتى وجدت بيض نعامة أخرى تحضنه وتنسى بيضها؛ قالا: ولهذا توصف بالحمق، ويضرب بها المثل في ذلك.
قال ابن هرمة: [من المتقارب]
(1) انظر: "جمع الأمثال "للميداني (1/ 100).
(2)
انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (1/ 75).
(3)
انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (1/ 75).
فإنيِّ وتَرْكي نَدَى الأكرَمِينَ
…
وَقدحِي بِكَفِّي زِنداً شحاحا
كَتارِكَةِ بَيْضِها بِالعراءِ
…
وَمُلْبِسَةِ بَيْضِ أُخْرى جَناحا (1)
قال السيوطي في "ديوان الحيوان": ومن أمثالهم: أطرق كرا يجلب لك؛ يضرب للأحمق الذي يمنى أمنية بباطل، فيصدق بذلك.
وقالوا: أخرق من حمامة.
قال الزمخشري: تعتش بثلاثة أعواد في مهب الريح، فبيضها أضيع شيء.
قال عبيد بن الأبرص: [من مجزوء الكامل المرفل]
عَيَّوْا بِأَمْرِهِمْ كَما
…
عَيَّتْ بِبَيْضَتِها الْحَمامَة
جَعَلَتْ لَها عُودينِ مِنْ
…
نشم وَآخَرَ مِنْ ثمامَة (2)
ومن لطائف المجاز قولهم في المثل: أحمق من رجلة، ويقال لها: الحية الحمقاء؛ سميت بذلك، ووصفت بالحمق لأنها تنبت في مسيل الماء، فيقلعها السيل.
قال الزمخشري: والرجلة: المسيل، فسميت باسمه.
وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها تسميها السيدة حُبًّا لها، انتهى (3).
(1) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (2/ 485)، وكذا "الحيوان" للجاحظ (1/ 199).
(2)
انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (1/ 78).
(3)
انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (1/ 81)، وعنده:"البقلة الحمقاء" بدل "الحية الحمقاء".