الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسعة المجرى (1).
قال الشاعر: [من الرجز]
كَالْحُوتِ لا يَرْوِيهِ شَيْء يَلْهَمُهُ
…
يُصْبحُ ظَمآنَ وَفِي البَحْرِ فَمُهْ (2)
قال في "حياة الحيوان": الفَهْمُ: الابتلاع؛ يضرب لمن عاش بخيلًا شرهًا، انتهى (3).
أنشد السيوطي في "ديوان الحيوان" ليعقوب بن أحمد النيسابوري: [من الطويل]
يُرِي النَّاسَ زُهْدًا كَالْمَسِيحِ بْنِ مَرْيَمِ
…
وَفِي ثَوْبِهِ التِّمْساحُ أَوْ هُوَ أَغْدَرُ
أَغَرَّكُمْ مِنْهُ تَقَلُّصُ ثَوْبِهِ
…
وَذَلِكَ حبٌّ دونهُ الفَخ فَاحْذَرُوا (4)
72 - ومنها: تشبه الحريص في الاجتهاد على طلب الرزق بالنمل والحُبَارى، وغيرهم
؛ فإن النمل عظيم الحيلة في طلب الرزق، ويبعد في طلبه كثيرًا، ويحمل أضعافه.
ولذلك قيل: أكسب من نملة، وكسب من ذرة، وكنية النمل: أبو مشغول.
وقالوا: أضبط من نملة، وأضبط من ذرة (5).
(1) انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (1/ 196).
(2)
البيت لرؤبة بن العجاج. انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 201).
(3)
انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (1/ 378).
(4)
وانظر: "ذوات الوفيات" للكتبي (2/ 647).
(5)
انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (2/ 12).
قال الزمخشري: تجر ما هو أضعافها، وربما سقطا من مكان مرتفع فلا ترسله.
وقالوا: أكسب من فأرة، ومن فهد.
قال الزمخشري: يقال: إن هذه الثلاث أدأب الحيوان في الكسب.
وقال: يقال: إن الفهود الهرمى العاجزة عن الصيد تجتمع إلى الفهد المفتي يتصيد لها كل يوم ما يكفيها (1).
وأما الحبارى -بضم المهملة، وتخفيف الموحدة- وهو طائر كبير العنق، طويل الذنب، رمادي اللون، في منقاره بعض طول.
وقال في "حياة الحيوان": هي أكثر الطير حيلة في تحصيل الرزق، ومع ذلك تموت جوعًا لهذا السبب (2).
وقال أيضًا: هي من أشد الطير طيرانًا، وأبعدها شوطاً، وذلك أنها تصاد بالبصرة، فتوجد في حواصلها الحبة الخضراء التي شجرها البطم، ومنابتها تخوم بلاد الشام، ولذلك قالوا في المثل: أطلب من الحبارى (3).
(1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 214، 295).
(2)
انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (1/ 322).
(3)
انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (1/ 321).