الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن لِهَذا الدِّيْنِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، أَلا وَإِنَّ إِقْبَالَ هَذَا الدِّيْنِ أَنْ تَفْقَهَ القَبِيْلَةُ بِأسْرِهَا حَتَّى لا يَبْقَى فِيْهَا إلا الفَاسِقُ أَوْ الفَاسِقَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا قُهِرَا وَاضْطُهِذَا.
وَإِنَّ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّيْنِ أَنْ تَجْفُوَ القَبِيْلَةُ بِأسْرِهَا فَلا يَبْقَىْ فِيْهَا إِلَاّ الفَقِيْهُ وَالفَقِيْهَانِ، فَهُمَا ذَليْلانِ إِنْ تَكَلَّمَا قُهرَا وَاضْطُهِذَا، وَيَلْعَنُ آخِرُ هَذهِ الأُمَّةِ أَوَّلهَا، أَلا وَعَلَيْهِمْ حَلَّتْ اللَعْنَةُ حَتَّى يَشْرَبُوْا الخَمْرَ عَلانِيَةً، وَحَتىَّ تَمُرَّ المَرْأ بِالقَوْمِ فَيَقُوْمَ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ فَيَرْفَعُ بِذَيْلِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ فَقَائِلٌ يَقُوْلُ: أَلا وَاريتَهَا وَرَاءَ الحَائِطِ، فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيْهِمْ مِثْلُ أَبيْ بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيْكُمْ، فَمَنْ أَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِالمَعْرُوْفِ وَنهَىْ عَنِ المُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِيْنَ مِمن رَآنيْ وَآمَنَ بي، وَأَطَاعَني وَبَايَعَني" (1).
والاضطهاذ -بالضاد المعجمة، والطاء المهملة، ويالذال المعجمة آخره-: الظلم والقهر؛ يقال: ضهذته فهو مضهوذ، ومضطهذ؛ أي: مقهور مضطر.
85 - ومنها: التشبه بالبهائم في إتيان الحليلة من غير تقدم مؤانسة وملاعبة، وضم وتقبيل، ونحو ذلك
.
روى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَقَعْ أَحَدُكُمْ عَلى أَهْلِهِ كَمَا تَقَعُ البَهِيْمَةُ، لِيَكُنْ بَيْنَهُمَا رَسُوْلٌ".
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7807). قال الهيثمي في (مجمع الزوائد" (7/ 271): فيه علي بن يزيد، وهو متروك.
قالوا: يا رسول الله! وما الرسول؟
قال: "القُبْلَةُ، وَالكَلامُ".
قال العراقي: وهو حديث منكر (1).
قلت: معناه مقبول، ولمؤانسة الزوجة وملاعبتها وفضلها أصلٌ من السنة أصيل.
ففي "الصحيحين" عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هَلَاّ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ".
وقال مسلم في رواية: "تُضَاحِكُكَ وَتُضَاحِكُهَا، وَتُلاعِبُكَ وَتُلاعِبُهَا".
وفي رواية: "أَيْنَ أَنْتَ عَنْ العَذَارَىْ وَلِعَابِهَا"(2).
قال القاضي عياض: الرواية: "وَلِعابِها" -بالكسر لا غير- وهو من اللعب.
قال: وقد ثبت لبعض رواة البخاري بضم اللام؛ أي: ريقها (3).
وروى ابن أبي خيثمة من حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى
(1) قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 402): رواه الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس، وهو منكر.
(2)
رواه البخاري (4792)، ومسلم (715).
(3)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (10/ 52)، و"التلخيص الحبير" لابن حجر (3/ 145).
عنه: صلى الله عليه وسلم قال لرجل، وذكر نحو حديث جابر، وفيه:"فَهَلَاّ بِكْرَاَ تَعَضُّهَا وَتَعَضُّكَ"(1).
وروى أبو داود، والنسائي، وابن ماجه بإسناد صحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله تعالى عنها فسبقته، ثم سبقها، فقال:"هَذِهِ بِتِلْكَ"(2).
وروى الإِمام أحمد، وأبو داود، والنسائي عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه، ثم يصلي ولا يتوضأ (3).
وروى التوقيعي في "جزئه" كما ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" من حديثها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يمص اللسان (4).
وقال الإِمام الوالد رحمه الله تعالى في كتابه "فصل الخطاب": [من الرجز]
(1) ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 272) وقال: موسى بن دهقان يقولون تغير بأخرة، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 149).
(2)
رواه أبو داود (2578)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8944)، وابن ماجه (1979).
(3)
رواه الإِمام أحمد في "المسند"(6/ 210)، وأبو داود (178)، والنسائي (170)، وكذا الترمذي (86). وقال أبو داود والترمذي: إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة رضي الله عنها.
(4)
انظر: "الشمائل الشريفة"(ص: 371)، و"جامع الأحاديث"(5/ 560) كلاهما للسيوطي.