الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91 - ومنها: تشبه المرأة في الصخب على زوجها، والتنكيد بالوع والوعوع، وهو ابن آوى
.
قال في "القاموس": والثعلب من الوعوعة، وهي أصوات الكلب ونحوها (1).
روى الخطيب عن علي رضي الله عنه قال: النساء أربع: القرثع، والوعوع، والغل الذي لا ينزع، وجامعة تجمع؛ فأما القرثع فالسمجة، وأما الوعوع فالسخابة، وأما الغل الذي لا ينزع فالمرأة السوء لرجل منها أولاد لا يدري كيف يتخلص، وأما الجامعة التي تجمع فهي التي تجمع الشمل وتلم الشعث (2).
والقرثع -بضم القاف، والمثلثة، بينهما راء ساكنة-: فسرت في الحديث بالسمجة؛ أي: القبيحة.
وقال في "القاموس": المرأة الجريئة القليلة الحياء، والبلهاء (3).
قال صاحب "الصحاح": وسئل أعرابي عنها، فقال: هي التي تكحل إحدى عينيها وتترك الأخرى، وتلبس قميصها مقلوبًا (4).
92 - ومنها: تشبه المرأة أيضًا في الضَّراوة والسَّلاطة على
(1) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 997)(مادة: وعع).
(2)
رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(5/ 300).
(3)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 967)(مادة: قرثع).
(4)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1264)(مادة: قرثع).
زوجها، أو ضرتها، أو جارتها بالذئبة ونحوها.
قال القمي: من أمثالهم: أسلط من سِلقة، وهي الذئبة (1).
قال الزمخشري: من السلاطة، وهي شدة الصخب، وسوء اللسان (2).
وقلت: [من الرجز]
وَامْرَأة أَسْلَطُ مِنْ سِلْقَةْ
…
أَصْبَحَ مِنْها البَعْلُ في رِبْقَةْ
أَوْلادُهُ مِنْها فَما إِنْ لَهُ
…
مِنْها خَلاصٌ لا وَلا فُرْقَةْ
لا إِنْ شَكى يُشْكَى وَلا إِنْ بَكا
…
يُرْثَى لَهُ مِنْ هَذِهِ الْحُرْقَةْ
تَقْرُصُ كَالأَفْعَى وَلَكِنَّها
…
تَرْقُصُ رَقْصَ الذِّئْبِ وَالإنْقَةْ
هذا البلاء المستعاذ برب العرش منه هي من حقه.
والإنقة مؤنث الإنق -بكسر الهمزة فيهما-، وهو الذئب.
قال في "الصحاح": وربما قالوا للقرد: إلقة، ولا يقال للذكر -أي: من القرود- إلقة، ولكن قرد رُبَّاح؛ أي: كَرُمَّان، وهذا المعنى الثاني هو الذي أردته في البيت (3).
وقد وقع تشبيه المرأة السوء بالذئبة الغبشاء، وهي التي تغبش في الغبش في شعر الأعشى المازني الذي أنشده للنبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد
(1) وانظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 534).
(2)
انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (1/ 170).
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1446)(مادة: ألق).
الكريم بن السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد" عن الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن بهضل، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه نضلة ابن طريف: أن رجلًا منهم يقال له: الأعشى، واسمه: عبد الله بن الأعور، كان عنده امرأة منهم يقال لها: معاذة، فخرج يَمير أهله من هجر، فهربت امرأته من بعده، فأنشزت عليه، فعاذت برجل منهم يقال له: مطرف بن بهضل، فأتاه فقال له: يا ابن عم! عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي.
قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك.
وكان مطرف أعز منه، فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فعاذ به، فأنشأ يقول:[من الرجز]
يا سَيِّدَ النَّاسِ وَديانَ العَرَبْ
…
إِلَيْكَ أَشْكُو ذرْبَةً مِنَ الذَّرَبْ
كَالذئْبَةِ الغَبْشاءِ في ظِلِّ السَّرَبْ
…
خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ
فَخَلَّفَتْنِي بِنَزاعٍ وَهَرَبْ
…
أَخْلَفَتِ الوَعْدَ وَلَطتْ بِالذَّنَبْ
وَهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَهُن شَرُّ غَاِلبٍ لِمَنْ غَلَبْ".
فشكا إليه امرأته، وأنها عند رجل منهم يقال له: مطرف بن بُهضُل، فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا:"انْظُرِ امْرَأةَ هَذا مُعاذَةَ فَادْفَعْها إِلَيهِ".
قال: فقرئ عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معاذة! هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك، وأنا دافعك إليه.
قالت: فخذ لي عليه العهد والميثاق، وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يعاقبني فيما صنعت.
فأخذ لها ذلك عليه، ودفعها مطرف إليه.
أخرجه أبو الفتح بن سيد الناس في كتابه "منح المدح" بنحوه (1).
وفي "الصحاح": امرأة ذربة صخابة، وذِرْبة أيضًا مثل قربة، وأنشد البيت (2).
وقال في "القاموس": الذِربة -بالكسر-: السليطة (3).
وأنشد الشيخ تاج الدين السبكي في "طبقاته" لأعرابي قيل له: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش، فتزوج امرأتين، فندم، ثم أنشأ يقول:[من الوافر]
تَزَوَّجْتُ اثْنتَيْنِ لِفَرْطِ جَهْلِي
…
بِما يَشْقَى بِهِ زَوْجُ اثْنتَيْنِ
فَقُلْتُ أَصِيرُ بَيْنَهُما خَرُوفًا
…
أُنَعَّمُ بَيْنَ أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ
فَصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وَتُمْسِي
…
تُداوَلُ بَيْنَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ
رِضَى هَذِي يُهيِّجُ سُخْطَ هَذِي
…
فَما أَعْرَى مِنْ إِحْدى السَّخْطَتَيْنِ
وَألْقى في المَعِيشَةِ كُلَّ بُؤْسٍ
…
كَذاكَ الضَّرُّ بَيْنَ الضَرَّتَيْنِ
(1) ورواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 202)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 61)، وأبو يعلى في "المسند"(6871) كلاهما مختصرًا.
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 127)(مادة: ذرب).
(3)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 109)(مادة: ذرب).