الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُوْنُنَّ أَهْوَنَ عَلَى الله مِنَ الجُعَلِ الَّذِيْ يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ الله أَذهَبَ عَنْكُمْ عِبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ بَنُوْ آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ".
وفي رواية: "أَوْ لَيَكُوْنُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الْجِعْلانِ الَّذِيْ يَدْفَعُ بِأَنْفِهِ النتَنَ"(1).
وعبية الجاهلية -بكسر العين، وفتحها، وتشديد الموحدة-: نخوتها، وكبرها.
*
فائِدَةٌ:
روى الطبراني في "الأوسط"، و"الصغير"، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِما كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللهُ مُنَادِيًا يُنَادِي: أَلا إِنِّيْ جَعَلْتُ نَسَبًا وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا، فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أتقَاكُمْ، وَأَبَيْتُمْ إِلَاّ أَنْ تَقُوْلُوْا: فُلانٌ بنُ فُلانٍ خُيْرٌ مِنْ فُلانٌ بِنِ فُلانٍ، فَاليَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبي، وَأَضَعُ نَسَبَكُم؛ أَيْنَ المُتَّقُوْنَ؟ "(2).
61 - ومنها: تشبيه النَّمَّام في النميمة المفرقة بين الإخوان بالظَّرِبان -بفتح الظاء المعجمة، وكسر الراء كقَطِران -: وهو دابة
(1) رواه أبو داود (5116)، والترمذي (3955) وحسنه.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4511)، و"المعجم الصغير"(642)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5138) مرفوعًا وموقوفاً، وقال: المحفوظ الموقوف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 84): رواه الطبراني، وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك.
صغيرة كالهر لا يطاق فسوها.
تقول العرب في أمثالها عند تفرق الجماعة: فسا بينهم الظربان (1).
وقال الجاحظ: الظربان أنتن خلق الله فسوًا، وقد جعله سلاحاً له، فلا يقربه أحد إلا أرسل عليه ما لا يطيق شمه (2).
وفي المثل: أفسى من ظربان (3).
والعرب تسميه مفرِّق الإبل، وتقول: إنه إذا دخل في الإبل وفسى ثلاث فسوات، تفرقت وجفلت، ولا يردها الراعي إلا بجهد شديد (4).
وقال غيره: وخاصية هذه الدويبة أنها إذا حصلت بين جماعة تفرقوا، وكذلك النمام إذا دخل بين الجماعة فرق بينهم بنميمته.
وفي الحديث: "لا يدخلُ الجَنَّةَ قتاتٌ"(5)؛ أي: نمام.
ومن الحكمة في ذلك: أن النمام مفرق بين المتحابين، والجنة دار اجتماع المتقين، وضم المؤمنين إلى المؤمنين، وكما أن الجماعة إذا أقبل الظربان نحوهم طردوه واتقوا منه، كذلك ينبغي إخراج النمام من بين الجماعة، فإن لم يفعلوا يوشك أن يفرق بينهم ويفسد قلوب بعضهم على
(1) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 221).
(2)
انظر: "الحيوان" للجاحظ (1/ 248).
(3)
انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (1/ 105).
(4)
انظر: "الحيوان" للجاحظ (1/ 248).
(5)
رواه البخاري (5709)، ومسلم (105) عن حذيفة رضي الله عنه.