الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل فيما يمدح، بل يُضرب به المثل كثيراً في اقتناص الأموال.
ولعبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى؛ أنشده ابن خلكان، وغيره يخاطب من وَلِيَ من أصحابه:[من البسيط]
قَدْ يَفْتَحُ الْمَرْءُ حانُوتاً لِمَتْجَرِه
…
وَقَدْ فَتَحْتَ لَكَ الْحانوتَ بِالدِّينِ
بَيْنَ الأَساطينِ حانوتاً بِلا غَلَقٍ
…
تَبْتاعُ بِالدِّينِ أَمْوالَ الْمَساكِينِ
صَيَّرْتَ دِينَكَ شاهِيناً تَصِيدُ بِهِ
…
وَلَيْسَ يُفْلِحُ أَصْحابُ الشَّواهِينِ (1)
وقلت: [من المنسرح]
اعْجَبْ لِهَذا الزَّمانِ وَالْحِينِ
…
أكثَرُ أَهْلِيهِ كَالشَّواهِينِ
قَدِ اسْتَحَلُّوا الْحَرامَ وَاعْتَمَدُوا
…
فِيهِ عَلى أَضْعَفِ البَراهِينِ
أَكْثَرُ مَنْ يَدَّعِي العُلُومَ عَلى الإِ
…
كْثارِ مِنْ صُحْبَةِ السَّلاطِينِ
لِيَكْسِبوا الْجاهَ بِالْمُلوكِ عَلى اقْـ
…
ـتِناصِ ما كانَ لِلْمَساكِينِ
كَمْ مُؤْمِنٍ فِيهِ خافَ كَما
…
تَخافُ شاةٌ سَطا السَّراحِينِ
فَالعاقِلُ الْمُنْزَوِي بِناحِيَةٍ
…
عَنْهُمْ فِراراً بِالعِرْضِ وَالدِّينِ
وإِنْ تَكُنْ مُبْتَلًى بِصُحْبَتِهِمْ
…
فَاصْبِرْ قَنوعاً بِالعِيشَةِ الدُّونِ
-
ومن أنواع الصقر: اليؤيؤ
- بياء تحتانية مضمومة، وهمزة مكررتين - وجمعه: يآيئ - بتقديم الياء - وجاء تأخيرهما في الشعر؛ أنشد الجوهري: [من الرجز]
(1) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 33).
حَفِظَ الْمُهَيْمِنُ يُؤْيُؤِيَّ وَرَعا
…
ما فِي اليآئِيِ يُؤْيُؤ شَروا (1)
واليأياء - كالصلصال - صياح اليؤيؤ؛ ذكره في "القاموس".
وهو طائر من الجوارح كالباشق كما في "الصحاح"، و"القاموس"(2).
وقال آخرون: طائر صغير قصير الذنب.
وقد قيل: إنه أشجع من الصقر.
قيل: وأول من صاد به بهرام جور من ملوك الفرس، شاهده يوماً يُطارد قنبرة، ويراوغها، ويرتفع معها وما تركها حتى صادها، فاتخذه وأدبه وعلمه.
والتشبه به أن لا يزدري الإنسان نفسه، ويقعد عن بلوغ مآربه بهمته وإن كان صغيراً في نفسه، فإن عظم اليؤيؤ بهمته لا بجثته.
ومن هنا تجد الدَّهاء أكثر ما يوجد في صغار الرجال.
ومن كلام بعض الأدباء: إنما الإنسان بجَدِّه لا بقَدِّه.
وقال بعضهم: من جدَّ وجد.
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن قتادة رحمه الله تعالى قال: مكتوب في الحكمة: اتق تُوقه، وابتغ تجد، واشرب لتشبع.
وقال بعض الحكماء: لكل مجتهد نصيب.
(1) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (2/ 557).
(2)
انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 73)(مادة: يأيأ).