الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى وكيع في "الغرر"، وابن عدي في "الكامل" عن علي رضي الله تعالى عنه: أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحشة، قال:"أَلا اتَّخَذْتَ زَوْجًا مِنْ حَمَامٍ فَآنسَكَ، وَأَكَلْتَ مِنْ فِرَاخِهِ، أَوْ اتَّخَذْتَ دِيْكًا فَآنَسَكَ، وَأَيْقَظَكَ لِلصَّلاةِ"(1).
*
فائِدَةٌ:
كان عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما يلقب بحمامة المسجد؛ لملازمته المسجد الحرام، وكثرة هديره بتلاوة القرآن (2).
-
ومن أوصاف الحمام: أنها لا تحكم عشها، فإذا هبت الريح كان ما يُكسر أكثر مما يسلم
.
أنشد ابن قتيبة لعبيد بن الأبرص: [من مجزوء الكامل المرفّل]
عَيوا بِأمرِهِمُ كَما
…
عيَّتْ بِبَيْضَتِها الْحَمامَةْ
جَعَلَتْ لَها عُودينِ مِنْ
…
نشمٍ وَآخَرَ مِنْ ثُمامَةْ (3)
والتشبه بالحمام في ذلك أنه لا ينبغي للمؤمن أن يهتم بتشييد المساكن، بل يقتصر على ما يكنه من الحر والقَر؛ فإن الأمر قريب، والثَّوى في الدنيا قليل.
(1) رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 415) وقال: منكر.
(2)
انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 367).
(3)
انظر: "أدب الكاتب" لابن قتيبة (ص: 54).
روى أبو داود، والترمذي وصححه، وابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: مرَّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نُعالج خُصًّا لنا قد وهى، فقال:"مَا هَذَا؟ ".
فقلنا: خُصٌّ لنا قد وهى.
فقال: "أَرَى الأَمْرَ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ"(1).
وروى أبو داود في "المراسيل" عن عطية بن قيس رحمه الله تعالى قال: كان حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجريد النخل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في مغزى له وكانت أم سلمة رضي الله تعالى عنها موسرة، فجعلت مكان الجريد لَبِناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذَا؟ ".
قالت: أردت أن أكف عني أبصار الناس.
فقال: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ! إِنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيْهِ مَالُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ الْبُنْيَانُ"(2).
وروى البيهقي في "الشعب" عن المهاجر الرقي قال: لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً في بيت من شَعر.
فقيل: يا نبيَّ الله! ابْنِ بيتاً.
(1) رواه أبو داود (5236)، والترمذي (2335) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وابن ماجه (4160) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(2)
رواه أبو داود في "المراسيل"(ص: 340).
فيقول: أموتُ غداً (1).
وروى فيه: أن نوحاً بنى بيتاً من قصب، فقيل له: لو بَنَيْتَ غير هذا.
فقال: هذا كثيرٌ لمن يموت (2).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن الشعبي، ونحوه عن مجاهد قال: كان عيسى عليه السلام يلبس الصوف، ويأكل الشجر، ويبيتُ حيث أمسى، ليس له بيت يخرب، ولا ولد يموت، ولا يدخر شيئاً لغد (3).
وعن سفيان: "أن" عيسى عليه السلام قيل له: ألا تتزوج؟
قال: أتزوج امرأة تموت؟
قيل له: ألا تبني؟
قال: إنني على طريق السبيل (4).
وروى البيهقي في "الشعب" عن ميسرة قال: ما بنى عيسى عليه السلام بيتاً.
فقيل له: ألا تبني؟
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(10750).
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(10751).
(3)
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 273).
(4)
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 273).