الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقلت: [من السريع]
لَوْ كانَ لِي مِنْ بَعْضِ مَوْجُودِي
…
مُلْكُ سُلَيْمانَ بْنِ داوُدِ
لَمْ يُغْنِنِي عَنْ حُسْنِ ظَنِّي بِمَوْ
…
لايَ وَلا عَنْ ذِكْرِ مَعْبُودِي
فَإِنَّ كَنْزِي حُسْنُ ظَنِّي بِهِ
…
أُكْفَى بِهِ عَنْ كُلِّ مَفْقُودِ
وَذِكْرُهُ حِرْزِي وَمالِي وَلِي
…
مِنْ شُرْبِهِ أَعْذَبُ مَوْرُودِ
لِلّهِ تَسْبِيحِي وَتَحْمِيدِي
…
لِلَّهِ تَكْبِيرِي وَتَوْحِيدِي
وَالذِّكْرُ بابُ اللهِ مَنْ يَأْتِهِ
…
فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَرْدُودِ
-
ومن لطائف العصفور:
ما رواه أبو الشيخ في "العظمة" عن معقل قال: بنى سليمان عليه السلام قبة أربعين في أربعين، وقعد فيها مع أصحابه وأظلته الطير، فراود عصفور عصفورة فقالت: أما تستحي تراودني وسليمان يسمعنا؟
فقال: لي تقولين ذاك؟ ولو أمرتني أن أقتلع القبة من أسفلها لاقتلعتها.
فسمع سليمان عليه السلام كلامهما، فدعا بهما، فقال: من القائل منكما كذا وكذا؟
قال: أنا.
قال: وما حملك على ذلك؟
قال: إن المحبَّ لا يُلام.
فخلَّى سبيلهما (1).
قلت: يُشير قوله: إن المحب لا يُلام إلى حالة شريفة تكلم عليها الصوفية وهي حال الغلبة، ويكون سببها إما فرط المحبة، وإما فرط الغضب.
فأما الأول: فإنَّ المحبة تغلب على المحب حتى يتكلم بما لا يكون، ومن هنا جاء الحديث:"لا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَاّ فِيْ ثَلاثٍ: الْحَرْبِ، وَالرَّجُلِ يُصْلِحُ بَيْنَ اثْنَيْنَ، وَالرَّجُلِ يُكَلِّمُ زَوْجَتَهُ"(2).
وقلت: [من المتقارب]
إِذا وَثَبَ الْحُبُّ يَوْماً عَلى
…
فُؤادِ الْمُتَيَّمِ حَتَّى غَلَبْ
فَلا عَتبٌ عِنْد أَهْلِ الْهَوى
…
عَلَيْهِ إِذا اخْتَلَّ شَرْطُ الأَدَبْ
وأما الثاني: فإذا كان الغضب في حق الله تعالى وغلب على العبد حتى صار منه ما لا يحسن في غير تلك الحالة كما روي أن عمر رضي الله تعالى عنه أخذ لرداء النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يُصلي على عبد الله ابن أُبي بن سلول، وقال له: يا رسول الله! لا تصلِّ على هذا المنافق، ونزلت الآية على وفق كلامه (3).
(1) رواه أبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1767).
(2)
رواه الترمذي (1939) بمعناه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها.
(3)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(6/ 1853).