المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ومن أوصاف الحمام: الصبر على المصيبة وعدم الجزع - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١١

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌50 - ومن الخصال الملحقة مرتكبها بالدواب: السرقة

- ‌51 - ومنها: اختطاف أمتعة الناس كالعمائم، تشبهاً بالعُقاب والحدأة ونحوها

- ‌52 - ومنها: الخديعة والمكر والروغان عن الحق تشبهاً بالثعلب

- ‌53 - ومنها: التعاون على القبيح، وعلى الإثم والعدوان تشبهاً بالحمير

- ‌54 - ومنها: المسارعة إلى الشر والمعصية تشبهاً بالبغال

- ‌55 - ومنها: سرعة التقلب في المودة، والانتقال من خلق سيئ إلى أسوأ منه تشبهاً بالبغال أيضاً

- ‌56 - ومنها: معاداة أولياء الله تعالى تشبهاً بالحية في عداوة آدم، والوزغة في معاداة إبراهيم عليه السلام

- ‌57 - ومنها: التشبه في الانطواء على الخبث بالخنفساء

- ‌58 - ومنها: التشبه في اللجاج بالخنفساء أيضًا؛ فإنها لجوج كما طردت عادت

- ‌59 - ومنها: التشبه في اللؤم، وهو ضد الكرم

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌60 - ومنها: التشبه في الزهو والإعجاب بالنفس والتكبر بالطاوس، والثعلب

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌61 - ومنها: تشبيه النَّمَّام في النميمة المفرقة بين الإخوان بالظَّرِبان -بفتح الظاء المعجمة، وكسر الراء كقَطِران -: وهو دابة

- ‌62 - ومنها: التشبه بالظربان أيضًا في الفحش تشبهاً للفحش بالفسو

- ‌63 - ومنها: التشبه في الطمع في أكل أموال الناس ولا يشبع منها بالجدي

- ‌64 - ومنها: تشبه أكثر الناس في الوقوع على الدنيا، والإكباب عليها بالفراش، والذباب، والجنادب

- ‌65 - ومنها: التشبه في التطفل والوقاحة والجرأة بالذباب

- ‌66 - ومنها: التشبه في الطيش والخفة بالفراش ونحوه

- ‌67 - ومنها: التحامق، والرضا بالحمق تشبهاً بالرخم والضبع، وغيرهما مما وصف من البهائم بالحماقة

- ‌68 - ومنها: التشبه في المرح والبطر بالهر والجدي، ونحوهما من السباع والبهائم

- ‌69 - ومنها: التشبه بالفراش وغيره [في] معاوية الشيء الذي تأذى منه، وفي الإلقاء باليد إلى التهلكة

- ‌70 - ومنها: تشبه المرء في اختلاطه بكل قوم

- ‌71 - ومنها: التشبه في الشره والبخل بالحوت والتمساح والكلب

- ‌72 - ومنها: تشبه الحريص في الاجتهاد على طلب الرزق بالنمل والحُبَارى، وغيرهم

- ‌73 - ومنها: التشبه في الإكباب على طلب الرزق بالوحش أيضًا

- ‌74 - ومنها: التشبه في الادخار بالنمل ونحوه

- ‌75 - ومنها: محبة دوام الصحة، وكراهية المرض إذا نزل

- ‌76 - ومنها: الصيال، والبطش؛ والصيالة تشبهاً بالحمر وغيرها: الاستطالة، والوثوب

- ‌77 - ومنها: القيام من المرض غير معتبر ولا تائب عما كان عليه من الزلل تشبهاً بالبعير، والحمار إذا عقل

- ‌78 - ومنها: التشدق بالكلام والتخلل به كما تفعل البقر

- ‌79 - ومنها: التشبه بالثيران ونحوها في الفظاعة، وجهر الصوت، والتكلم بما لا يليق بالمكان والزمان

- ‌80 - ومنها: التغاير على المناصب ونحوها من ترهات الدنيا تشبهاً بالتيوس، ونحوها من الحيوانات

- ‌81 - ومنها: الاسترسال مع الغُلْمة تشبهاً بالجمل، والتيس، والكلب، والذئب، وغيرها

- ‌82 - ومنها: أن تصرح المرأة لزوجها بطلب الجماع لا على سبيل الملاعبة والمداعبة

- ‌83 - ومنها: الإكثار من النكاح، وصرف الهمة فيه

- ‌84 - ومنها: التشبه في ترك الاستتار عند قضاء الحاجة وعند الجماع، وترك التحري فيه بالحمار والكلب والسنور وغيرها

- ‌85 - ومنها: التشبه بالبهائم في إتيان الحليلة من غير تقدم مؤانسة وملاعبة، وضم وتقبيل، ونحو ذلك

- ‌86 - ومنها: إعجال الرجل أهله عند قضاء وطره؛ فإنه يكون بذلك متشبهاً بالبهيمة؛ فإن الحصان

- ‌87 - ومنها: أن لا يتقيد من له زوجتان فأكثر بالقسم

- ‌88 - ومنها: التشبه في التقذر وترك النظافة والطهارة بالعِفْر -بكسر المهملة، وسكون الفاء- وهو ذكر الخنازير

- ‌89 - ومنها: التشبه بالبهائم والطير في ترك تقليم الأظفار وإزالة الشعور التي إزالتها من السنة، وترك السواك

- ‌90 - ومنها: التشبه بالبهائم في ترك الاغتسال من الجنابة خصوصاً إذا حضرت الصلاة

- ‌91 - ومنها: تشبه المرأة في الصخب على زوجها، والتنكيد بالوع والوعوع، وهو ابن آوى

- ‌92 - ومنها: تشبه المرأة أيضًا في الضَّراوة والسَّلاطة على

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌93 - ومنها: التشبه بالعضرفوط في قلة الأدب مع القِبلة، وترك الآداب؛ وهي دويبة لا خير فيها

- ‌94 - ومنها: التبختر في المشي تشبهاً بالديك، والغراب، والطاوس لأنها تتبختر في مشيها

- ‌95 - ومنها: مصاحبة أهل الشر، ومجامعتهم على الظلم

- ‌96 - ومنها: أن يحاول الإنسان مرتبة لا تليق به التحاقاً بأرباب المراتب، فربما رين به دون بلوغ مطلوبه

- ‌97 - ومنها: التشبه في سرعة الغضب بالخنفساء، وفي شدته بالنمر

- ‌98 - ومنها: التشبه بالحمار ونحوه في عدم التأثر من الكلام الفاحش

- ‌99 - ومنها: أن يعجب الإنسان بعقله ومعرفته

- ‌100 - ومنها: التشبه بالحمار في رد الكرامة

- ‌101 - ومنها: التشبه بالحمار وغيره من البهائم في عدم الانزجار عن الشيء إلا بالإهانة، والضرب بالسَّوط ونحوه

- ‌102 - ومنها: التشبه بالحمار ونحوه بالنعاس عند مذاكرة العلم، واستماع الموعظة، وتلاوة القرآن

- ‌103 - ومنها: التشبه بالحمار ونحوه أيضًا في التكلم والخطيبُ على المنبر

- ‌104 - ومنها: التشبه بالحمار في مسابقة الإِمام في أفعال الصلاة من حيث إنه لم يتقيد في أفعاله

- ‌105 - ومنها: التشبه بالكلب، وسائر السمع، والقرد

- ‌ لَطِيفَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌106 - ومن الخصال التي لا تليق بالعبد لأنها مما تلحقه بالبهائم: التشبه بالدابة الشَّموس

- ‌107 - ومنها: العبث بالشيء

- ‌108 - ومنها: التشبه بالفرس الصافن في الصلاة، أو الفرس المقيد

- ‌109 - ومنها: أن يفترش ذراعيه في السجود افتراشاً كافتراش الكلب

- ‌110 - ومنها: أن يشم الطعام قبل أكله تقذرًا لأنه يشبه بذلك السباع والبهائم

- ‌111 - ومنها: النشبه بالبهائم في تناول الطعام بالفم من الإناء ونحوه

- ‌112 - ومنها: التشبه بالكلب ونحوه في الولوغ

- ‌113 - ومنها: التشبه بالبهائم في كَرْع الماء ونحوه

- ‌114 - ومنها: التشبه بالبعير ونحوه في الشرب في نَفَس واحد

- ‌115 - ومنها: التشبه بالبعير أيضًا ونحوه في التنفس، كما يؤخذ من كلام العراقي المذكور آنفاً

- ‌116 - ومنها: أكل المرء وشربه قائما كالبهائم

- ‌117 - ومنها: التشبه بالكلب في فتح الفم عند التثاؤب

- ‌118 - ومنها: التشبه بالكلاب النابحة في الصخب

- ‌119 - ومنها: التشبه بالحمر الناهقة بالنطق فيما لا يعنيه، أو فيما لا يفهم

- ‌120 - ومنها: الضحك من غير عجيب، والطرب لما لا يفهم معناه تشبهاً بالقرد والدب

- ‌121 - ومنها: التشبه بالثعلب والقرد في محاكاة الناس

- ‌122 - ومنها: محاكاة الناس في الأقوال تشبهاً بالببغاء وأبي زريق

- ‌123 - ومنها: التشبه بالثعلب والخنزير في الرَّوغان، وعدم الاستقامة؛ فإن لهما روغاناً يُضرب به المثل

- ‌124 - ومنها -وهو قريب مما قبله-: تشبه المتردد بين الحق والباطل بالشاة العاشرة بين الغنمين

- ‌125 - ومنها: التشبه بالثعلب في الكذب

- ‌126 - ومنها: التشبه في الفرار من الموت كفرار الثعلب

- ‌127 - ومنها: التشبه في منازعة الرئاسة والمناصب بالكِباش المتناطحة

- ‌128 - ومنها: طلب الرئاسة قبل حينها

- ‌129 - ومنها: التشبه بالتيس في الاكتفاء بطول اللحية على اكتساب العلوم ومحاسن الآداب

- ‌130 - ومنها: التشبه في الحماقة والخرق بالضبع والكروان وغيرهما

- ‌131 - ومنها: التشبه في الجبن، والوهن بالضبع

- ‌132 - ومنها: التشبه في الحقد بالجمل

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌133 - ومنها: التشبه في الحسد بالتيس

- ‌134 - ومنها: التشبه بالتيوس في اجتماع رجال على امرأة يتناوبون الزنا بها كما يشير إليه كلام مالك بن دينار

- ‌135 - ومنها: التشبه في تحليل المطلقة ثلاثًا بالتيس المستعار، وهو من الكبائر

- ‌136 - ومنها: التشبه في سوء الخلق بالكلب الضاري الهار

- ‌137 - ومنها: التشبه بالبكر في الكت عند الغضب

- ‌138 - ومنها: التشبه في سؤال الناس الشيء وتحسين طعامهم بالكلب والهر

- ‌139 - ومنها: التشبه بالكلب والبعير والحمار

- ‌140 - ومنها: التشبه في التظالم والتغاضب، وبطش القوي بالضعيف

- ‌141 - ومنها: التشبه بالكلب في ترويع المؤمنين كما تفعل الشُّرَطةُ وأعوان الظلمة

- ‌142 - ومنها: التشبه في التعدي واستلاب مال الغير منه واختطافه بالحدأة

- ‌143 - ومنها: التشبه بالحية في غصب بيوت الناس وأرضيهم وأمتعتهم

- ‌144 - ومنها: التشبه في أذية الناس بالعقرب، والحية، والسبع، والزنابير، والدبر

- ‌145 - ومنها: التشبه في إطلاق اللسان في كل زمان ومكانبالعقرب؛ فإنها تضرب ما وجدت حتى الحجر والمدر

- ‌146 - ومنها: التشبه بالكلب العقور في العقر والجراحة

- ‌147 - ومنها: التشبه بالعقرب في التظلم مع الظلم

- ‌148 - ومنها: التشبه بالإفساد في الأرض بالأرَضة

- ‌149 - ومنها: الغدر، وهو ترك الوفاء تشبهًا بالذئب والضبع، ونحوهما

- ‌150 - ومنها: التشبه في الضلال، وهو نقيض الهدى والرشد بالبعير الضَّال، وبالضب، واليربوع

- ‌151 - ومنها: التشبه بضعاف الحيوانات المؤذية في الأذى مع الضعف

- ‌152 - ومنها: التشبه في الصولة عند الجوع بالأسد والسباع، وعند الشبع بالبغال والحمير

- ‌153 - ومنها: تشبه السفيه في إتلافه ماله على مَنْ لا نَفْعَ له من الناس

- ‌154 - ومنها: التشبه بالضباع ونحوها في نبش القبور

- ‌155 - ومنها: التشبه بالخيل الجامحة في اتباع الهوى، والبغال الرامحة في الحركات التي لا تختار ولا تجتبى

- ‌156 - ومنها: التشبه في العجز والقصور عن طلب المنازل العلية والمراتب السنيَّة بدواب الجُحَر كالضب، وغيره

- ‌157 - ومنها: تشبه الإنسان في مشاركة أخيه في الرَّفاهية، ومفارقته في الحزن والشدائد بالجَمَل والجدي يرتع، وغيره في الشدة

- ‌158 - ومنها: تشبه الإنسان بالجمل والجدي في إيثار الدعة والراحة على الاهتمام بما يعنيه

- ‌159 - ومنها: تربص الدوائر بالمؤمن، وتمني السوء له، وإشاعة ما يُحزنه تشبهًا بالبوم

- ‌160 - ومنها: التشبه في صرف العمر الطويل في غير اكتساب العلوم والمعارف بالنسر

- ‌161 - ومنها: التشبه في الإساءة إلى مَنْ أحسن إليه بالبغل، والضبع، والكلب، والذئب، والحية

- ‌162 - ومن الخصال الملحقة ذويها بالبهائم - وهو خاتمتها

- ‌(9) بَابُ مَا يَحْسُنُ مِنَ اْلتَّشَبُّهِ بِاْلبَهَائِمِ وَاْلسِّبَاعِ

- ‌ فمن ذلك الأسد

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ التشبه بالنسر

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ ومن ذلك البازي:

- ‌ لَطِيفَةٌ:

- ‌ لَطِيفَةٌ أُخْرى:

- ‌ ومن ذلك الباشق

- ‌ ومن ذلك الصقر:

- ‌ ومن أنواع الصقر: اليؤيؤ

- ‌ ومن ذلك: العُقاب

- ‌ ومن ذلك الجوارح:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ ومن ذلك الديك:

- ‌ لَطِيفَة:

- ‌ ومن حميد خصال الديك: معرفة مواقيت الصلاة

- ‌ ومن خصال الديك: التذكير بالله تعالى

- ‌ ومن خصال الديك: الإيقاظ للصلاة

- ‌ ومن ذلك الهدهد:

- ‌ ومن ذلك الحمام:

- ‌ فمن أوصاف الحمام: البلاهة

- ‌ ومن أوصاف الحمام أيضاً: الأُنس بالناس، والألفة بهم

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ ومن أوصاف الحمام: أنها لا تحكم عشها، فإذا هبت الريح كان ما يُكسر أكثر مما يسلم

- ‌ ومما وصفت العرب به الحمام: الحزن

- ‌ ومن أوصاف الحمام: الصبر على المصيبة وعدم الجزع

- ‌ ومن أنواع الحمام: القمرية

- ‌ ومن ذلك العصفور:

- ‌ ومن طباع العصافير:

- ‌ ومن صفات العصافير: القناعة بقوت يوم، وذكر الله تعالى

- ‌ ومن طباع العصفور: سرعة الحركة والتقلب

- ‌ ومن لطائف العصفور:

- ‌ ومن لطائف العصفور:

الفصل: ‌ ومن أوصاف الحمام: الصبر على المصيبة وعدم الجزع

قال: ما رأيتُ هناك درجة أرفع من العلماء، ومن بعدها درجة المحزونين (1).

روى هذه الآثار ابن أبي الدُّنيا في "الحزن".

-‌

‌ ومن أوصاف الحمام: الصبر على المصيبة وعدم الجزع

؛ فإن الحمامة إذا ذُبحت فراخها لم تنفر من وكرها، ولم تَطِرْ منه، بل تبقى على ألفة أهلها وملازمتهم.

قرأت من خط البرهان بن جماعة في "تذكرته": قال عيسى عليه السلام: يا بني إسرائيل! تكون في بيوتكم الحمام تفرخ وتذبحون فراخها، فلا تنفر عنكم لما أسلفتم من العلف والماء والإحسان، يأخذ الله بعض أولادكم فتسخطون عليه، وتفرون منه؟ فبئس المثل لكم! انتهى.

فلا ينبغي للمؤمن أن يكون أعجز من الحمام في الصبر وعدم الجزع، بل يصبر إذا أُصيب بولده ونحوه، ويسترجع ويحمد الله على كل حال.

نعم، جرت عادة الأدباء بنسبة الشَّجن والحزن والنوح إلى الحمام، ولعل الأصل في ذلك ما ذكره الأستاذ أبو القاسم القشيري في "التحبير": أن يوسف عليه السلام كان له زوج حمام، فلما فارق

(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(ص: 95).

ص: 542

يوسف يعقوب عليهما السلام، فكلما أراد يعقوب أن يتبسم أو يخاطب أحداً أو يتكلم، جاء الحمام ووقع بحذائه، فذكره عهد يوسف بهديره، فكان يُنَغص عيشه.

فلا يبعد أن يكون هذا أصلاً فيما اعتاده أهل الأدب من نسبة الأحزان والأشجان للحمام.

كما قال نصيب: [من الطويل]

لَقَدْ هَتَفَتْ فِي جُنْحِ لَيْلٍ حَمامَةٌ

عَلى فَنَنٍ وَهناً وَإِنِّي لَنائِمُ

وَأَزْعُمُ أَنِّي هائِمٌ ذُو صَبابةٍ

بِلَيْلَى وَلا أَبْكِي وَتَبْكِي البَهائِمُ

كَذَبْتُ وَبَيْتِ اللهِ لَوْ كُنْتُ عاشِقاً

لَما سَبَقَتْنِي بِالبُكاءِ الْحَمائِمُ

وقال عدي بن الرقاع العاملي: [من الطويل]

وَهَيَّجَ وَجْدِيَ بَعْدَ ما كُنْتُ نائِماً

هَتُوفُ الضُّحَى مَشْغوفةٌ بِالتَّرَنُّمِ

بَكَتْ ساقَ حُرِّ قَدْ نَأى، فَتَبادرَتْ

إِلَيْها دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ كُلِّ مُنْتَمِي

ص: 543

وَلَوْ قبلَ مَبْكاها بَكَيْتُ صَبابةً

بِسُعْدَى شَفَيْتُ العَيْنَ قَبْلَ التَّنَدُّمِ

وَلَكِنْ بَكَتْ قَبْلي فَهَيَّجَ لِيَ البُكا

بُكاها، فَقُلْتُ: الفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ

وقال مجنون ليلى، أو غيره:[من الطويل]

وَلَوْ لَمْ يَرُعْنِي الرَّائِحُونَ لَهاجَنِي

حَمائِمُ ورْقٌ فِي الدِّيارِ وقوعُ

تَداعَيْنَ شَتَّى مِنْ ثَلاثٍ وَأَرْبعٍ

وَواحِدَةٍ حَتَّى أسين جميعُ

تَجاوَبْنَ فَاسْتَبْكَيْنَ مَنْ كانَ ذا هَوى

نَوائحُ لا تَجْرِي لَهُنَّ دُموع (1)

وقال حميد بن ثور: [من الطويل]

وما هاجَ هَذا الشَّوْقَ إِلا حَمامةٌ

رَقتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وَتَرَنُّما

عَجِبْتُ لَها أَنَّى يَكُونُ غِناؤُها

فَصِيحاً وَلَمْ تَفْغَرْ بِمَنْطِقها فَما

(1) انظر: "الحيوان" للجاحظ (3/ 207).

ص: 544

وَلَمْ أَرَ مَحْزُوناً لَهُ مِثْلُ صَوْتها

وَلا عَرَبِيًّا شاقَهُ صَوْتٌ أُعْجِما (1)

وقال توبة: [من الطويل]

حَمامةَ بَطْنِ الوادِيَيْنِ تَرَنَّحِي

سَقاكِ مِن الغُرِّ الغَوادِي مَطيرُها

أَبِيْنِي لَنا لا زالَ بَيْتُكِ ناعِماً

وَلا زِلْتِ فِي خَضْراءَ غَضٍّ نَضِيرُها

وأنشد أبو عمرو الشيباني المجنون: [من الطويل]

دَعاكِ الْهَوى وَالشَّوْقُ لَمَّا تَرَنَّمَتْ

هَتُوفُ الضُّحى بَيْنَ الغُصونِ طَروبُ

تجاوِب وُرْقاً قَدْ أَرعنَ لِصَوْتِها

فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٍ وَمُجِيبٌ

أَلا يا حَمامَ الأَيْكِ ما لَكَ باكِياً

أَفارَقْتَ إِلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ (2)

(1) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (5/ 377).

(2)

انظر: "ديوان مجنون ليلى"(ص: 6).

ص: 545

وقال جهم بن خلف: [من المتقارب]

وَقَدْ شاقَنِي نَوْحُ قُمْرِيَّةٍ

طَروبِ العَشِيِّ هَتُوفِ الضُّحَى

مِنَ الورْقِ هَتَافَةٌ باكَرَتْ

عَشِيَّةَ يَومٍ بِذاتِ الغضا

فَغَنَّتْ عَلَيْهِ بِلَحْنٍ لَها

يُهَيِّجُ لِلصَّبِّ ما قَدْ مَضَى

مُطَوَّقَةٌ كَسَبَتْ زِينةً

بِدَعْوَةِ نُوْحٍ لَها إِذْ دَعا

فَلَمْ أَرَ ناطِقةً مِثْلَها

تَبْكِي وَدَمْعَتُها لا تُرى

أَطافَتْ بِفَرْخٍ لَها هالِكٍ

وَقَدْ عَلِقَتْهُ حِبالُ الرَّدَى

فَلَمَّا بَدا اليأسُ مِنْهُ بَكَتْ

وَماذا يَرُدُّ عَلَيْها البُكا (1)

وقال اليافعي: سُئِلَ الشيخ الكبير العارف بالله أبو بكر الشبلي: ما بال الرجل يسمع الشيء وربما لا يفهم معناه، ويتواجد عليه؟ فأنشأ يقول:[من الرمل]

رُبَّ وَرْقاءَ هَتُوفٍ فِي الضُّحَى

ذاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ فِي فَنَنِ

ذَكَرَتْ إِلْفاً وَدَهْراً صالِحاً

فَبَكَتْ حُزْناً وَهاجَتْ حَزَنِي

فَبُكائِي رُبَّما أَرَّقَها

وَبُكاها رُبَّما أَرَّقَنِي

وَلَقَدْ تَشْكُو فَما أَفْهَمُها

وَلَقَدْ أَشْكُو فَما تَفْهَمُنِي

(1) انظر: "الحيوان" للجاحظ (3/ 199).

ص: 546

فَتَرانِي بِالْجَوى أَعْرِفُها

وَهِيَ أَيْضاً بِالْجَوى تَعْرِفُنِي (1)

وقال حجة الإسلام في "الإحياء": رُوِيَ أنه كان أبو الحسين النوري في دعوة، فجرت بينهم مسألة في العلم وأبو الحسين ساكت، ثم رفع رأسه، فأنشدهم:

رُبَّ وَرْقاءَ هَتُوفٍ فِي الضُّحَى

إلى آخر الأبيات

قال: فما بقي في القوم أحد إلا قام وتواجد، ولم يحصل لهم هذا الوجد من العلم الذي خاضوا فيه وإن كان العلم جداً وحقاً (2).

وقال الشيخ العارف بالله المحيوي بن العربي رحمه الله تعالى: [من الكامل]

ناحَتْ مُطَوَّقَة فَحَنَّ حَزِينُ

وَشَجاهُ تَرْجِيعٌ لَها وَحَنِينُ

جَرَتِ العُيُونُ مِنَ العُيُونِ تَفَجُّعاً

لِحَنِينِها فَكَأَنهنَّ عُيونُ

طارَحْتُها ثَكْلَى لِفَقْدِ وَحِيدِها

وَالثُّكْلُ مِنْ فَقْدِ الوَحِيدِ يَكُونُ

طارَحْتُها وَالوَجْدُ يَمْشِي بَيْنَنا

ما إِنْ تُبِينُ، وَإِنَّنَي لأُبِينُ

وقال الشيخ العارف بالله أبو الحجاج الأقصرائي - كما قرأت من خط العارف بالله الحافظ صلاح الدين العلائي الأقصرائي -: كان الشيخ أبو الحسن الصباغ رضي الله تعالى عنه سائراً في بعض الأيام وقت الضحى بين بساتين قُوص، فرأى حمامة على شجرة تغرد بصوتٍ شج، فوقف

(1) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (66/ 70).

(2)

انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 299).

ص: 547

يسمعها، ثم تواجد واستغرق في وجده، وأنشد:[من المتقارب]

حَمامَ الأَراكِ أَلا فَاخْبِرِينا

بِمَنْ تَهْتِفِينَ، وَمَنْ تَنْدُبِينا

فَقَدْ شِقْتِ بِالنَّوْحِ مِنَّا القُلُوبَ

وَأَرْدَفْتِ وَيْحَكِ ماءً مَعِينا

تَعالَي نُقِمْ مَأْتَماً لِلْفِراقِ

وَنندُبَ أَحْبابَنا الظَّاعِنِينا

وَأَسْعَدُ بِالنَّوْحِ كَيْ تُسْعِدِينا

كَذاكَ الْحَزِينُ يُواسِي الْحَزِينا

قال: ثم بكى رحمه الله تعالى طويلاً، وأنشد:[من الطويل]

أَيَبْكِي حَمامُ الأَيْكِ مِنْ فَقْدِ إِلْفِهِ

وَأَصْبِرُ عَنْهُ كَيْفَ ذاكَ يَكُونُ

وَلِمْ لا أُبَكي، ثُمَّ أندُبُ ما مَضَى

وَذاكَ الْهَوى بَيْنَ الضلُوعِ دَفِينُ

وَإِنْ كانَ قَلْبِي قَبْلَ ذلكَ قاسِياً

فَإِنْ دامَتِ البَلْوَى بِهِ سَيَبِينُ

أَلا هَلْ عَلى الشَّوْقِ المُبَرِّحِ

وَهَلْ لِي عَلى الوَجْدِ الشَّدِيدِ مُعِينُ

سَلامٌ عَلى قَلْب تَعَرَّضَ بِالْهَوى

سَلامٌ عَلَيْهِ أَحْرَقَتْهُ شُجُونُ

وَعَذَّبَهُ هَمٌّ يُهَيِّجُ حُزْنَهُ

فَلِلْهَمِّ وَالأَحْزانِ فِيهِ فُنونُ

ثم خرَّ مغشيًّا عليه، فلمَّا أفاق أنشد:[من الخفيف]

غَنِّنِي فِي الفِراقِ صَوْتاً حَزِيناً

إِنَّ بَيْنَ الضُّلُوعِ شَوْقاً دَفِيناً

ثُمَّ جُدْ لِي بِدَمْعِ عَيْنَيْكَ بِاللـ

ـهِ وَكُنْ لِي عَلى البُكاءِ مُعِينا

فَسَأَبْكِي الدِّماءَ فَضْلاً عَنِ الدَّمْـ

ـعِ، وَمِثْلُ الفِراقِ أَبْكَى العُيونا

فَكُلُّ أَمْرِ الدُّنا حَقِيرٌ يَسِيرٌ

غَيْرَ فَقْدِ القَرِينِ فِيها القَرِينا

ص: 548

قال: فجرى الدمع من مُقلتيه، وسقطت الحمامة إلى الأرض بين يديه، وجعلت تُصَفق بجناحيها حتى ماتت، فانشد رحمه الله تعالى:[من الطويل]

وَرَدْنا عَلى أَنَّ الْهَوى مَشْربٌ عَذْبُ

وَحَطَّ بِهِ لِلسَّيْرِ أَشْواقَهُ الرَّكْبُ

فَلَمَّا وَرَدْنا ماءَهُ أَلهَبَ الظَّما

فَيا مَنْ رَأى ظَمْآنَ أَلْهَبَهُ الشُّرْبُ

أَكَبَّ الْهَوى يُذْكِي عَلَيَّ زِنادَهُ

أَيا قادِحاً أَمْسِكْ فَقَدْ عَلِقَ الْحِبُّ

وَلَوْ أَنَّنِي أَخْلَيْتُ قَلْبِي لِغَيْرِكُمْ

مِنَ النَّاسِ مَحْبُوباً لَما وَسِعَ الْقَلْبُ

تُرى تَسْمَحُ الأَيَّامُ مِنْكُمْ بِنَظْرَةٍ

فَتُلْقَى عَنِ الأَيْدِي الرَّسائِلُ وَالكُتْبُ

أُعاتِبُكُمْ لا عَنْ قِلَى وَمَلامَةٍ

وَلَكِنْ إِذا صَحَّ الْهَوَى حَسُنَ الْعَتْبُ

وذكر ابن خلكان في "وفيات الأعيان": أنَّ المسعودي حكى عن جماعة من أهل البصرة قالوا: خرجنا نريد الحج، فلمَّا كان ببعض الطريق إذا غلام واقف على المحجة وهو ينادي: يا أيها الناس! هل

ص: 549

فيكم أحدٌ من أهل البصرة؟

قال: فعَدَيْنا إليه، وقلنا له: ما تريد؟

قال: إنَّ مولانا لما به يريد أن يوصيكم، فملنا إليه، فإذا بشخصٍ مُلقى على بُعدٍ من الطريق تحت شجرة لا يحير جواباً، فجلسنا حوله، فأحس بنا، فرفع طرفه وهو لا يكاد يرفعه ضعفاً، وأنشأ يقول:[من المنسرح]

يا غَرِيبَ الدَّارِ عَنْ وَطَنِهْ

مُفْرَداً يَبْكِي عَلى شَجَنِهْ

كُلَّما جَدَّ البُكاءُ بِهِ

دَبَّتِ الأَسْقامُ فِي بَدَنِهْ

ثم أُغميَ عليه طويلاً ونحن جلوسٌ من حوله إذ أقبل طائرٌ، فوقع أصل شجرة، وجعل يُغرد، ففتح عينيه، وجعل يسمع تغريد الطائر، ثم أنشأ يقول:[من المنسرح]

وَلَقَدْ زادَ الفُؤادَ جَوًى

طَائرٌ يَبْكِي عَلى فَنَنِهْ

شفَّهُ ما شفني، فَبَكى

كُلُّنا يَبْكِي عَلى سَكَنِهْ

قال: ثم تنفس تنفساً فاضت نفسه منه، فلم نبرح من عنده حتى فرغنا من دفنه، فسألنا الغلام عنه، فقال: هذا العباس بن الأحنف رحمه الله تعالى (1).

والتشبه بالحمام في البكاء والنوح يحسن من الإنسان إذا كان من

(1) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 26).

ص: 550

التفريط في العمر في غير طاعة الله تعالى، ومن التقصير في طلب مرضاة الله تعالى والعمل بمقتضى حب الله تعالى المشروط في صحة الإيمان؛ كما حُكي أن أبا بكر الشبلي مرَّ في المقابر على امرأة تنوح وتقول: ويلاه من فقد الولد!

فقال الشبلي: ويلاه من فقد الأحد!

وكذلك البكاء من خشية الله تعالى؛ ومنه البكاء عند قراءة القرآن من القارئ والمستمع كما وصف الله تعالى الذين أنعم الله عليهم من النبيين بقوله: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58].

والعلماءَ بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109].

قال عبد الأعلى التميمي رحمه الله تعالى: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت أهل العلم فقال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء: 109]. رواه ابن أبي شيبة، والمفسرون (1).

وروى الترمذي وحسنه، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ؛ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ

(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35360)، والطبري في "التفسير"(15/ 182)، وكذا الدارمي في "السنن"(291).

ص: 551

اللهِ، وَعَيْنْ باتَتْ تَحْرسُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ" (1).

وفي الباب أحاديث صحيحة كثيرة.

وقال شهر بن حوشب رحمه الله تعالى: كان داود عليه السلام يسمَّى: النَّواح (2).

وقال وهب بن منبه رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سبأ: 10] قال: نوحي معه، والطير تساعدك على ذلك، وكان داود إذا نادى بالنياحة أجابت الجبال بصداها، وعكفت الطير عليه من فوقه، قال: فصدى الجبال الذي يسمع الناس من ذلك (3).

وقال زيد بن أسلم رحمه الله تعالى: كان داود عليه السلام إذا رفع صوته بقراءة الزبور تركت الطير أوكارها، وعكفت عليه حول محرابه، حتى يفْرُغَ من قراءته، وكان يبكي حتى تجريَ دموعُه على الأرض، وكان إذا أتي بالشراب بكى حتى يمتزج شرابه بدموعه.

وقال الأوزاعي: بلغني أن داود عليه السلام كان إذا رفع صوته عكفت الوحوش والسباع حول محرابه، يموت بعضها هزلاً قبل أن تفارقه.

(1) رواه الترمذي (1639) وحسنه.

(2)

انظر: "العظمة" للأصبهاني (5/ 1747).

(3)

انظر: "تفسير القرطبي"(14/ 265).

ص: 552

وقال وهب: كان داود عليه السلام إذا رفع صوته بالزبور لم يسمعه شيء إلا حَجَل؛ أي: رقص. رواه ابن أبي الدنيا في "البكاء"(1).

وروى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" وابن أبي الدنيا عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله، ورواه الترمذي وحسنه، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله! ما النجاة قال: "أمسِكْ عليكَ لسانَك"، وفي لفظ:"أملِكْ عليكَ لِسَانَكَ، وليسَعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتكَ"(2).

وروى الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" -وحسن إسناده- عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طُوبى لِمَنْ مَلَكَ لسانَه، ووسِعَهُ بيتُه، وبَكَى على خطيئه"(3).

وروى ابن أبي الدنيا في "البكاء" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: لو ملكت البكاء لبكيت أيامَ الدنيا، ولولا أن يقول الناس مجنون، لوضعت التراب على رأسي، ثم نُحْتُ على نفسي في الطرق

(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(ص: 249)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 99).

(2)

رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 15)، وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (ص: 139)، والترمذي (2456).

(3)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(2340)، و"المعجم الصغير"(212).

ص: 553