الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الديانة
1 -
المساجد: تسلم المساجد للمسلمين مع تعيين مقدار من ميزانية الجزائر لها يتناسب مع أوقافها، وتتولى أمرها جمعيات دينية مؤسسة على منوال القوانين المتعلقة بفصل الدين عن الحكومة.
2 -
التعليم الديني: تؤسس كلية لعلوم الدين ولسانه العربي لتخريج موظفي المساجد من أئمة وخطباء ومدرّسين ومؤذّنين وقيّمين وغيرهم.
3 -
القضاء: ينظّم القضاء، بوضع مجلة أحكام شرعية على يد هيئة إسلامية، يكون انتخابها تحت إشراف الجمعيات الدينية المشار إليها في الفصل السابق، وإدخال إصلاحات على المدارس التي يتخرج منها رجال المحاكم، منها تدريس تلك المجلة، والتحقق بالعلوم الشرعية الإسلامية، وطبع التعليم بطابعها لتكوين رجال يكونون من أصدق الممثلين لها.
"عبد الحميد بن باديس"
ختم المؤتمر بالموافقة الإجماعية على كل ما عُرض عليه من المطالب، وبالموافقة على أن يرفع باسم المؤتمر الشكر للحكومة الشعبية والثقة بها بتلغراف تُليت مسودته على المؤتمر فأقرّها.
ثم عرضت اقتراحات خاصة قبلت كلها بالإجماع، منها التنويه بالرجال العاملين للقضية الجزائرية وذكرهم بالخير، فتقرر إرسال تشكرات المؤتمر للوزيرين فيوليت وموتي على مساعيهما المحمودة لخير الجزائريين. وتقرّرت إقامة تذكار للأمير خالد الجزائري، وهتف المؤتمرون باسم "م. ألبان روزي" باعتبار أنه أول من رفع صوته من السياسيين بحق الجزائر. واقترح الأستاذ العقبي عقد مثل هذا المؤتمر كلما جدّ في القضية الجزائرية شيء، فقبل هذا الاقتراح بالإجماع.
ولما كان من الأصول المتّبعة في كل مؤتمر تأسيس لجنة تنفيذية باسمه تنظّم أعماله ومقرراته وتتعقبها وتواصل العمل على تنفيذها ورفعها إلى المراجع الخاصة، فقد كان آخر ما قرّره المؤتمر الإسلامي الجزائري لزوم تأسيس لجنة تنفيذية للمؤتمر تقوم بتلك الأعمال، وترك النظر في نظامها وأعضائها لمكتب المؤتمر على أن يؤسسها في مساء ذلك اليوم.
وفي مساء يوم المؤتمر اجتمع زعماء النواب ورؤساء اللجان بنادي الترقّي وقرروا تأسيس لجنة وقتية تتركب من ثلاثة نواب وثلاثة من العلماء وثلاثة من الشبان، تتولى تنظيم المطالب وترتيبها وتسعى في تكوين اللجنة التنفيذية التي يجب أن تكون دائرتها أوسع والتمثيل فيها أعم. فتألفت اللجنة الوقتية من الدكتور ابن جلول، والمحامي طالب عبد السلام، والصيدلي
عبد الرحمن بوكردنه عن النواب، والشيخ البشير الإبراهيمي، والشيخ الطيب العقبي، والشيخ محمد خير الدين عن العلماء، والسيد ابن الحاج، والسيد بو شامة، والسيد عبد الله العنابي عن الشبان.
وقد واصلت هذه اللجنة الوقتية أعمالها وعقدت جلسات متعددة، فرتّبت المطالب ونظّمت أوراق المؤتمر، وقرّرت- في سبيل تكوين اللجنة التنفيذية- أن تسعى في تأسيس لجان تسمّى لجان المؤتمر في المدن الكبرى من العمالات الثلاث، وكل مدينة تستتبع ملحقاتها لتكون هذه اللجان الفرعية قوة ومددًا للمؤتمر، وأن تنتدب كل لجنة عضوًا من أعضائها ليكون عضوًا في اللجنة التنفيذية.
وقرّرت اللجنة الوقتية عقد اجتماع في الخامس جويلية الآتي بنادي الترقي بالجزائر، يحضره نواب اللجان المنتدبون عنها لتكوين اللجنة التنفيذية منهم، وفي هذا الاجتماع تسلّم اللجنة الوقتية أعمالها والمطالب والأوراق التي تحت يدها، للجنة التنفيذية.
وبعد أن أتمّت اللجنة الوقتية أعمالها الأولية سلّمت جميع ملفات المطالب إلى هيئة متركّبة من الأستاذ ابن الحاج، والأستاذ الأمين العمودي، والسيد اوزقان، لأنهم مقيمون بمدينة الجزائر، وعهدت إليهم بحفظ الملفات حتى تسلّم إلى اللجنة التنفيذية وبمخابرة لجان المؤتمر وتلقي الأجوبة منهم بعنوان الأستاذ ابن الحاج.
وتفرّق بقية الأعضاء ليسعوا في تأسيس تلك اللجان قبل الخامس جويلية.
وفّق الله العاملين وأعانهم وسدّد خطاهم ووقاهم شر المفسدين.
…
هذا وصف مجمل للمؤتمر وخلاصة موجزة عن أعماله، وقد وصفته الجرائد الفرنسية الصادقة في مهنتها أحسن وصف، وصوّرته الجرائد العربية الصادقة في دينها ووطنيتها أصدق تصوير.
ولم يبق بعد هذا إلا عمل الأمّة، وعملها في هذا الباب محصور في تأييد المؤتمر بالقول والفعل وإزالة العراقيل من طريقه، وحمايته من كيد الكائدين، والمحافظة على روحه ومبادئه، ووصفيه الجميلين الإسلام والجزائرية، فالمؤتمر مؤتمر الأمّة الجزائرية الإسلامية. باسمها انعقد وباسمها تكلم ولمصلحتها سعى، وعن رغائبها عثر، وعن حقوقها دافع وناضل، فلتمدّه بالتأييد والمعونة، ولتحذر شرور المفسدين والخائنين والموسوسين والدساسين ولتقابلهم بما يستحقونه من النبذ والخذلان!!!
إن هذا المؤتمر هو حجر الأساس في بناء مستقبل الأمّة، ولا يبني مستقبل الأمة إلا الأمّة.