الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شكوى العاصمي *
إِلَاهِي يا مستجيبَ الدعا
…
ولا جالب اليسر للمعسر
تفضل على عبدك العاصمي
…
وعرضه للعارض الممطر
بِمالٍ لو كان أجر الخنا
…
وريح المطفف والمخسر
فما العسر إلّا ربيب الحلال
…
وما اليسر إلّا من الميسر
فإنك يا خالقي عالمٌ
…
بأني على مذهب الأشعري
أرى الرزق ما ينفع المقترين
…
وإن سرقوا المال في المشعر
…
ولي حاجة من بنات الفؤاد
…
سقتها الأماني ولم تثمر
ركبتُ إلى نيلها عزمتي
…
ولي عزمة كاللظى المسعر
وجمجمتُ عنها ولم أبدها
…
وما السرّ إلا سلاح السري
تقحمتُ فيها الصعاب التي
…
يضيق بها الواغل المجتري
رقيتُ لأسبابها سلّمًا
…
وجثت برذل ومستنكر
وحالفتُ فيها الدّنايا التي
…
إذا ذُكر الخير لم تذكر
وأُرغمتُ يومًا لحمل القفاف
…
فما كنت عنها بمستكبر
وما زلتُ في نيلها دائبًا
…
إذا أقصر الناسُ لم أقصر
لزمتُ الصيام وواصلته
…
وصليت وحدي وفي معشري
رضيت الإمامة في جامع
…
أراه من الضيق كالمحجر
لأبلغ منه إلى جامع
…
من الرحب كالجامع الأكبر
وعدت إلى الحظ أبغي رضاه
…
ومن يركب الحظ لم يعثر
* مسودة وُجدت في أوراق الإمام.
بذلت لتحصيلها كل شيء
…
سوى المال- إني منه عري
وما أنا (في الجمع) كالمصطفى (1)
…
وما أنا (في الطرح) كالأزهري (2)
ألَا هلْ يراني الرفاق الكرام
…
أقوم وأقعى على المنبر
وأحمل تلك العصا صولجانًا
…
وحَمْلُ العصا شيمة المنبري
أصولُ على متنه داعيًا
…
وأزأر في القوم كالقسور
وأهجم عنهم بوعظي ولا
…
أميز به جانيًا من بري
لئلا يقالَ امرؤ جاهل
…
بوضع الحوادث والأعصر
وتُخرج حنجرتي نغمةً
…
كمجرى الخفيف على البنصر
أباهي الأئمة في زيّهم
…
بشدّ النطاق على المئزر
وأنضو لثامًا على لحيتي
…
من الصبغ: زورًا على منكر
فإن المشيب بريد الوقار
…
لمن كان يعتدّ بالمظهر
وأسمو عليهم بفرط الذكا
…
وطيب الأرومة والعنصر
وأعبر دونهم بالدها
…
حدودًا من الْجَاهِ لم تعبر
وعندي أساليب من ذا الدها
…
إذا نزر الحظ لم تنزر
وأسبر من مدهشات الأمور
…
شؤونًا على الدهر لم تسبر
واْخبر عنهم بأسرارهم
…
وما حَالف السعد كالمخبر
هنالك أغدو رئيسًا لهم
…
بغير انتخاب ولا محضر
ويصبح أمري على جمعهم
…
كأمر العَريف على العسكر
فيا منيةً نبتتْ في الحشا
…
بربّك طولي ولا تقصري
فإن الزمان ينيل المنى
…
على رغم شانئنا الأبتر
تكفل إِلَاهي بتحقيقها
…
فإنك إن تعطها أشكر
…
وقُلْ لابن باديس كن آمنًا
…
بعشّك في الجامع الأخضرِ
قنعتَ بما حُزْتَه من علوم
…
وطيب الأحاديث كالعنبر
وأضنيتَ نفسكَ في أمّة
…
وعن وطن كالفلا مُقْفِر
ولم تدرِ أنَّ الهَنَا والوظيف
…
مع الجهل أحلى من السكر
وأن الخضوع لمُسْتَعْمِرٍ
…
به الدار إنْ تنهدم تعمر
ذوو الحقّ في الدين حكّامنا
…
فما لك عن حقّهم تجتري
1) هو الشيخ مصطفى القاسمي.
2) هو الشيخ المولود الحافظي الأزهري.
أطعتَ البشير (3) وأعوانه
…
فخلّوك أعرى من الخنصر
ذوو الحق في الدين حكامنا
…
فما لك عن حقهم تجتري
ولم أنس لي ليلة بالقصير
…
وطالع سعدي في المشتري
أكلت بها حزَّة من جزور
…
، نمت على جانبي الأيسر
إذا هاتف في غضون الدُّجى
…
كسِرٍّ بطَيِّ الحشا مضمر
يقطل: أيا عاص (4) كن أسودا
…
وكن أصفرًا شيب بالأحمر
فأوَّلت ترخيمه في النَّدا
…
بصوتي رخيمًا على المعشر
وأوَّلتها رفعة في المقام
…
أسود بها الحاسد المفتري
وأوَّلتها خطَّة أرتقي
…
بها من كبير إلى أكبر
تراقص حولي طيوف المنى
…
فهن لي بصبح بها مسفر؟
أمَالِكَ رِقِّي تلطَّف بها
…
فعبدك- إن لم ينلها- خري
وهذي المجالس ما شأنها
…
تعضُّ بواع ومستظهر
ألم ترَ من حيلتي أَنَّني
…
بهذي المجالس لم أحضُر
مخافة أن يغضب المستشار
…
فيمحو وعدي من الدّفتر
ويمناي ما نشطت مرّة
…
لتنميق سطر ولا أسطر
يسيل لعابي إذا نشروا
…
أسامي تلمع كالجوهر
ولقِّب ذا بأمير البيان
…
وهذاك بالكاتب العبقري
وما كنت دون امرئ منهما
…
ولكن أدور على محور
وأخشى الرّقيب وتضريبه
…
على اسمي بالمرقم الأحمر
فما عاش من لم يكن مدهنا
…
ومن لم يصانع ولم يحذر
وأهوى الشِّهاب وتزعجني
…
شهاب بإحراقه ينبري
وإنّ العدا نحلوني الغداة
…
سطورًا ببالي لم تخطر
فوافت مع الصّبح مهتاجة
…
جلاوذة كالدُّبى ينبري
فهذا يصبّ وهذا يشب
…
وهذا يشاوس عن أخزر
وهذا يساقي وهذا يلاقي
…
بوجه على الملتقى أمعر
فما زلت معتذرًا حالفًا
…
لمن لم يقدر ولم يعذر
حلفت لئن رأيت عنوانه
…
سجّرت به النّار في المجمر
جزاء لما ساق لي من أذى
…
وما جرّ من تهمة للبري
3) هو الإمام الإبراهمي نفسه.
4) ترخيم لاسم "العاصمي".