الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اتحاد الأحزاب بالمغرب الأقصى *
(بيان موجه من أحزاب المغرب إلى الرأي العام
المغربي خاصة والرأي العام العربي عامة)
ــ
يسر أحزاب الاستقلال، الشورى والاستقلال، الإصلاح، الوحدة المغربية أن تعلن للشعب المغربي الكريم خاصة وللأمم العربية عامة أنها رأت، وقد بدأت قضية المغرب تأخذ مكانتها من الاهتمام الدولي وسيرها إلى الأمم المتحدة، ضرورة توحيد الصفوف وجمع الكلمة، فاجتمع لهذه الغاية السادة:
علال الفاسي، وعبد الخالق الطريس، والمكي الناصري، وأحمد بن سودة نائبًا عن محمد حسن الوزاني لعدم تمكنه من الحضور عند الشيخ المحترم محمود بك أبي الفتح (عضو مجلس الشيوخ المصري) ووقعوا ميثاقًا وطنيًا قوميًا، بحضور بعثة نقابة الصحافة المصرية ومندوب الجامعة العربية، وقد بني هذا الميثاق على ما يأتي:
أولًا: أن تعمل الأحزاب جميعًا لاستقلال المغرب استقلالًا تامًا فلا يقبل أي حزب مبدأ الانخراط في الوحدة الفرنسية، إنما تقوم العلاقات بين المغرب المستقل وبين فرنسا على أساس معاهدة جديدة.
ثانيًا: إنه ليس لواحد منهم غاية يسعى إليها قبل الاستقلال.
ثالثًا: لا مفاوضة قبل إعلان الاستقلال.
رابعًا: لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر.
خامسًا: كل عمل يؤيد توجيهات الإقامة العامة ضد جلالة الملك محمد الخامس يعتبر خرقًا لمبادئ الميثاق.
* "البصائر"، العدد 151، السنة الرابعة من السلسلة الثانية، 16 أفريل 1951 م، (بدون إمضاء).
سادسًا: تعاون مراكش مع الجامعة العربية وفي دائرتها قبل الاستقلال وبعده واجب قومي. سابعًا: يلتزم الموقعون ألا يقبلوا تركيب جبهة مع الحزب الشيوعي المغربي.
ثامنًا: تؤسس الأحزاب الموقعة لجنة اتصال وتشاور مع الاحتفاظ لكل حزب بحريته ضمن نظام هذا الميثاق.
والأحزاب الموقعة على هذا الميثاق تنتهز هذه الفرصة السعيدة لتعبر لسعادة الشيخ محمود أبي الفتح بك عن شكرها وامتنانها للمجهودات التي بذلها في تقريب وجهات النظر والمساعدة والوصول لهذه الغاية المنشودة. كما تشكر حضرات أعضاء بعثة نقابة الصحافة المصرية: الأساتذة محمد عبد القادر حمزة، ومحمد زكي عبد القادر، وحبيب جاماتي، وزكريا لطفي جمعة، وحضرة مندوب الجامعة العربية الأستاذ صالح أبي رقيق.
والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
طنجة في التاسع من أبريل سنة 1951.
"البصائر": هذه هي الأمنية التي كنا نتمناها على الله، ونعمل لها بأقوالها وأعمالنا. لعلمنا أن الاتحاد هو السلاح الوحيد الذي نستطيع أن نفل به سلاح الاستعمار.
في أمتنا حظ مقسوم للاستعمار، من المرتزقة والأئمة والعلماء والموظفين ومشائخ الطرق، فإذا اختلفت العناصر الصالحة، كان ذلك مزيدًا في حظه. فهذا الاتحاد العتيد الذي هيأ الله أسبابه فكانت كلها عجبًا- يُعَدُّ تفسيرًا لحظ الاستعمار وتوفيرًا لحقوق الوطن، فقد كان الاستعمار يعتمد على الأشخاص من الطوائف المذكورة وعلى المعاني التي يقررها الخلاف في الأمة، فخسر المعاني وأصبح لا يعتمد إلّا على الأشخاص، وهي أوهى العمادين.
وإذا كان هذا الاتحاد نعمة من الله لا يكافئها شكر، فلبعض مخلوقاته فيها يد لا تقابل بالنكر، ومن مخلوقاته الجنرال جوان، فقد كان لظلمه وعتوه وغطرسته الأثر الواضح في جمع الشمل المتشتت، وتعاطف الاخوة المتقاطعين.
أما إخواننا العرب الذين هبوا للتحقيق والبحث، فأصبحوا عاملين للاحياء والبعث، وجرت على أيديهم المعجزة
…
مقرونة بالتحدي للاستعمار- فقد قاموا بواجب تفرضه الاخوة والإنسانية، وأرادوا أمرًا فأراد الله ما هو خير وأنفع.
طالما وجهت جمعية العلماء الدعوة إلى الاتحاد، عامة لأحزاب الشمال الافريقي وخاصة لحزبي الجزائر القوميين، وما زالت دائبة على ذلك، تعده من الفروض التي لا تبرأ
ذمتها إلا بتحقيقها: وعن قريب- بعون الله- تزف "البصائر" البشرى الثانية، فالثالثة، كما زفت أولاهن اليوم.
نزف التهاني العاطرة بأزهار الربيع إلى إخواننا الذين أضناهم الخلاف، باستقرار القلوب الواجفة في حناياها، وإلى الشيخ المحترم الأستاذ محمود أبي الفتح، بهذا الفتح القريب الذي هيأه الله له، وإلى مندوب الجامعة العربية، بما جمع الله من القلوب على يديه، وإلى زملائنا رجال الصحافة المصرية، بهذا الرزق الدسم الذي سناه الله لأقلامهم حين ينقلبون إلى أهليهم، فينيرون القضية، وينصرون الحق، وينشرون الحقيقة، ويفخرون بما تم على أيديهم وأقلامهم من خير عميم لإخوانهم، وإلى الأستاذ سعيد رمضان، بما أضاف إلى "إخوانه" من إخوان، وفي الأخير- نهنئ إخواننا: علال والوزاني والطريس والناصري، بهذه الفرصة التي نقلتهم من مقام الرجولة إلى مقام البطولة.
نسوق إليهم هذه التهنئة الخالصة مقرونة بالإجلال، باسم "البصائر"، واسم جمعية العلماء، واسم الأحزاب الوطنية في الجزائر، واسم الأمة الجزائرية المقاسمة للمغرب في أفراحه وأحزانه، متمنين على الله- تمنيًا مقرونًا بالعمل- أن يقدر للجزائر وتونس ما قدر للمغرب من اتحاد وأنصار، وأن يتم نعمته بتوفيق أحزاب هذا الشمال إلى اتحاد عام، يساير حكمة الله في خلقه وطنًا واحدًا، وأن يهدي علماء الدين، فيكونوا أعوانًا على الحق، لا إخوانًا للشياطين، وقادة للأحرار لا عبيدًا للعبيد؟ وأن يكونوا- كما كان سلفهم- أعلام هداية في الدين والدنيا.