الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى القرّاء *
لم يبق لسنة "البصائر" الثانية إلّا قليل من الزمن، ولم يبق من حصّتها من الأعداد إلّا العدد الآتي وهو عدد 95 إذْ به تكمل أعداد السنة خمسة وأربعين، وكان النظام يقتضي أن يصدر هذا العدد الختامي قبل نهاية السنة، ولكن المطبعة فاجأتنا بأنها تبدأ عطلتها السنوية في السادس من الشهر الجاري، وتستغرق أسبوعين.
وعليه فإنّ عدد 95 لا يصدر إلاّ بعد نهاية العطلة، وبه تكمل السنة الثانية، وسيكون خاصًا بالمعهد الباديسي، مفتتحًا بكلمة طويلة شارحة بقلم مدير "البصائر" ورئيس جمعية العلماء، وبكلمة للأستاذ التبسي مدير المعهد، فكلمات لشيوخ المعهد مع صورهم الشمسية.
وسيكون هذا العدد حَافلًا بالمعلومات والآراء، مؤرخًا للسنتين الماضيتين، راسمًا لخطط المستقبل، مفصلًا لمالية المعهد دخلًا وخرجًا من يوم تأسيسه إلى الآن، مسجّلًا لأسماء الناجحين من تلامذة السنة، مصوّرًا لما بذلته جمعية العلماء في تكوينه وتسييره المالي من جهود، ولما بذله مديره من حزم ونشاط، ولما بذله شيوخه في التربية وحسن التوجيه من شجاعة وصبر، ولما قامت بها الأمة أو قصّرت فيه من واجبات، كل ذلك بالميزان الذي لا يبخس ولا يخسر، والعقل الذي لا يظلم ولا يغلو ولا يحابي.
أما صحائفه فستكون اثنتي عشرة، وأما قيمته فستكون ثمانين فرنكًا للنسخة تسدّد منها نفقاته، وما فضل فهو إعانة للمعهد، فعلى الباعة أن يخبروا بالمقادير التي يستطيعون ترويجها بالضبط، وأن يلتزموا كتابة ببيع جميع ما يطلبونه، وأن لا يدخلوا ثمن هذا العدد في المحاسبة، بل يرسلونه وحده في (شيك) "البصائر" مكتوبًا على ظهره: "حساب العدد
* "البصائر"، العدد 89، السنة الثانية، 8 أوت 1949م (بدون إمضاء).
الخاص"، وليعذرنا حضرات الباعة الكرام بما أردنا التشديد عليهم، ولكنها الضرورة حتّمت علينا هذا.
ومن لم يلتزم هذه الشروط فإننا لا نرسل إليه هذا العدد الخاص، لأنّنا لا نطبع منه إلاّ على مقدار الطلب بسبب كثرة التكاليف.
وعلى الباعة الأفاضل أن يوافونا بذلك قبل الخامس والعشرين من شهر أوت الجاري، ولهم أن يخصموا أجرة البيع كالعادة.
ونرجو بكل تأكيد من المشتركين الكرام في داخل القطر أن يشاركوا عموم القرّاء فيشتروا هذا العدد من الباعة، تنشيطًا لإدارة "البصائر"، وإعانةً للمعهد.
…
أما السنة الثالثة فسنستهلّها بعدد خاصّ، ولكن في الحجم العادي، نجعله مثالًا لنظام الجريدة الجديد، ثم نصدر العدد الثاني من السنة الجديدة خاصًا بمدارس الجمعية، مزينًا برسوم جميلة لبعضها، وسنوفي فيه أبناءنا المعلّمين جنود التربية والتعليم وجمعياتنا المحلية ما يستحقّونه من التمجيد والتنويه والتشجيع، وسيكون مثل عدد المعهد في الحجم والقيمة.
وهذان العددان سنفرغ فيهما مجهودًا عظيمًا من الوقت والمال، نرجو أن يقابله القرّاء بمجهود يكافئه من التشجيع والإقبال، وعليهم السلام.
…
انهالتْ علينا عشرات البرقيات ومئات الرسائل من الإخوان المقدّرين للأعمال، في التهنئة بهذا العيد، ونحن نردّ عليهم التهنئة بأبلغ منها، معتذرين لحضراتهم بأنّ إجابة كل فرد خارجة عن نطاق الإمكان، معلنين لهم أنّ التهنئة عادة وأدب، ولكن أعيادنا مسختها أحداث الدهر، وشوّهتها طبائع السوء منا، حتى أصبحت لا تستحق التهنئة، فإذا رأوا منا زهدًا في الكتابة عنها، فهذا سببه، ولهم على كل حال فضل البادئ بمقتضيات الأدب.