الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إمتحانات المعهد والمدارس *
بدأت الامتحانات السنوية لتلامذة معهد عبد الحميد بن باديس يوم السبت الثاني عشر من شهر جوان الحالي، وستخفّ بها موازين وتثقل موازين. والشواهد السابقة تدلّ على أن النجاح سيكون عظيمًا، وأن التجربة ستكون موفّقة، وسننشر أسماء الناجحين كلها.
إن لمدير المعهد الأستاذ الجليل الشيخ العربي التبسي عينًا فاحصة وذهنًا واعيًا هيّآ له تراتيب جديدة في الكتب والدراسة، وشرائط مفيدة في القبول والانتساب وسيبني على تجربة هذه السنة وعلى نتائج الامتحانات قواعد تنهض بالمعهد في السنة الثانية من عمره نهضة عظيمة، وسننشر هذه التراتيب في العشر الأول من شهر سبتمبر الآتي.
وتبتدئ الامتحانات في المدارس الابتدائية يوم 20 من شهر جوان الحالي كما أعلمنا به في العدد الماضي.
وسيكون يوم الأحد الخامس من شهر جويلية الآتي هو يوم الاحتفال بتوزج الجوائز على الناجحين، فعلى أهل الفضل والإحسان وأنصار العلم أن يتبرّعوا بكتب وأدوات كتابة ومحافظ لتكون جوائز لأولئك الناجحين من أبناء الأمّة.
أما الاحتفال العام لختم دروس التعليم فسيكون يوم 29 جويلية في جميع المدارس. والمشاهدات والتقارير متظافرة على أن المشائخ المعلمين أدّوا الأمانة على أكمل وجه مع كثرة المثبطات وتنوّعها من الاغتراب إلى أزمة السكنى إلى عجز الأجور عن القيام بالضروريات، وهي- لعمري- مثبطات لا تغالب إلا بالصبر والإخلاص، وان حظ أبنائنا
* "البصائر"، العدد 40، السنة الأولى من السلسلة الثانية، 21 جوان 1948م. (بدون إمضاء).
المعلّمين منهما غير قليل، وإن تقديرنا لأعمالهم لتقدير جزيل. وإن كان التقدير، لا يغني المعلم ولا يغني المدير، وقد كانت مشكلة المرتبات في هذه السنة ناشئة في القليل عن الأزمة المالية، وفي الكثير عن أزمة أخرى نفسية ممقوتة، هي أزمة الخلافات الحزبية على الانتخابات التي هبّت ريحها من أول السنة الدراسية على كثير من الجمعيات المحلية، ثم عصفت في أواسط السنة وأواخرها فلفّت في أذيالها بعض المعلمين، ولم يدر هؤلاء ولا هؤلاء ماذا يجني ذلك المظهر المتنافر على التعليم من خراب واضطراب، وسنشرح تلك الأضرار بالبراهين في مقالات رمضان إن شاء الله حين تقرّ شقاشق التعليم وتخبو حمية الحزبية ويكون الجميع على استعداد لتذوّق الحق.
إن أبعد الناس عن الفلاح والنجاح من يبني الأمور الشريفة، على الاعتبارات السخيفة. وحرام أن نبني تعليم السنة الآتية على تلك النقائص من التنافر القلبي والتشاكس الحزبي، بل نبنيه على تعاون وثيق بين المشائخ والجمعيات.