الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدروس العلمية بتبسة*
بسم الله الرحمن الرّحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
الدروس العلمية بالجامع الأخضر وسيدي قموش وسيدي بومعزة بقسنطينة والآن بتبسة.
قسنطينة في 20 شوال 1362هـ / 19 أكتوير 1943م.
ــ
بيان من المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الأمة الجزائرية الكريمة.
إن المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المنعقد بمكتب الرئاسة بقسنطينة يوم 17 أكتوبر الحاضر، قد قرّر استمرار التعليم المسجدي الديني لتلامذة الجامع الأخضر بتبسة كالعادة الجارية في السنتين الماضيتين لدواع ضرورية قاهرة. وأسند- كالمعتاد- القيام بذلك التعليم إلى كفاءة الأستاذ النفّاع الشيخ العربي التبسي الكاتب العام لجمعية العلماء مع التنويه بذكره، والإفصاح عن شكره على ما قام به في السنتين الماضيتين من المواظبة على تلك الدروس النافعة لأبناء الأمة في دينهم ولغتهم، وما بذله من جهد وأظهره من حزم وعزم في استمرارها على أكمل وجه.
فالمجلس الإداري يعلن لشباب الأمة المتعطش إلى تلك الدروس الحية في علوم الدين ووسائله، المتشوّف إلى أوان افتتاحها وموسم أفراحها أن الشروع فيها سيكون- إن شاء الله- يوم 15 نوفمبر الآتي ضمن برنامج محكم مضبوط يقوم بتنفيذه الأستاذ العربي التبسي وجماعة من الاساتذة تحت إشرافه.
كما يعلن المجلس للأمة أنه كان حريصًا أشدّ الحرص على إرجاع تلك الدروس إلى قسنطينة- مهدها الأول ومركزها الأصلي- رفقًا بالطلبة وجمعًا لهم بين الغرض القريب.
* من كتاب "نفح الأزهار عما في مدينة قسنطينة من الأخبار" للأستاذ سليمان الصيد، [ص:200].
والسفر القاصد. ولكن المجلس نزل على حكم الضرورة فأخّر تنجيز هذه الرغبة إلى السنة الدراسية المقبلة، وهو يُعِدّ لذلك عدّته من الآن.
ويعلن للأمة أيضًا أن "صندوق الطلبة" بنظامه الخاص باق بقسنطينة بيد أمينه الحاج كرماني حموش بعنوانه المعروف، وتحت نظر لجنته الخاصة التي تديره، وأنه ما زال قائمًا بواجباته التي أنشئ لتحقيقها من كِراء المأوى للتلامذة وتوزيع الإعانات عليهم وصرف جرايات للأساتذة المعاونين للأستاذ التبسي. أما هو فلم يزل مُصرًا على التبرّع بأعماله خالصة لله وللعلم.
وإن لجنة الصندوق تجري على عاداتها في نشر حسابات السنة الماضية دخلًا وخرجًا على الأمة، وترفع رجاءها طالبة من المحسنين أن يكونوا في هذه السنة أندى يدًا وأسخى كفًّا منهم في السنوات الماضية، لأن دائرة الإنفاق قد اتّسعت ووجوهه قد تعددت، وحق التدارك لما فات في السنة الماضية قد وجب، وتوفير مبالغ الإعانة للطلبة قد تعين، وترقية المشروع من جميع جوانبه قد لزمت.
والمجلس الإداري يضم رجاءه إلى رجاء اللجنة ويهيب بالكرام الخيّرين- العارفين لقيمة هذا المشروع العلمي الجليل- أن لا تَهِنَ لهم همّة ولا تكز لهم يد في إمداده بالمال، وإنه إنما وسّع دائرته في هذه السنة اتكالًا على هِمَمهم التي كانت عونًا له في كل مشروع علمي، وتنشيطًا له دائمًا على المضي إلى الأمام في ترقية التعليم الديني العربي، وإن الله لمع المحسنين.
رئيس جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين
محمد البشير الإبراهيمي