الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هدية ذات مغزى جليل*
أهدى الأخ العربي الحرّ محمد جعفر مال الله ملاحظ الأوراق بمديرية المساحة العامة ببغداد، إلى إدارة "البصائر" رسمًا فنيًا بديعًا لاسم "البصائر" وملحقاته من خط الفنان مهدي صالح أحد خطاطي "دار الخط العربي" ببغداد، وقد حلينا بهذا الرسم اللطيف، صدر العدد 37 وصدر هذا العدد تنويهًا بهذه الهدية الفنية واعترافًا بلطف موقعها منا، وإنها "عربون أخوّة صادقة بين بغداد وبين الشمال الإفريقي أحد مواطن العروبة التي يريد الاستعمار أن يفصل بعضها من بعضها" كما يقول الأخ محمد جعفر مال الله في رسالته اللطيفة التي أرسلها إلينا مع الهدية.
ليهنأ الأخ محمد جعفر، فهذا الشمال الإفريقي كله قلوب تهفو إلى الشرق العربي والشرق الإسلامي، وكله نفوس تتطلع إلى ما يأتي منه من أنوار، وكله عقول تعرف ما أنبت ذلك الشرق من علوم وفنون وحضارات، وتعترف لبغداد بما أفاءت على العروبة والإسلام من خير وفضل، وتنتظر اليوم الذي تنمحي فيه الحواجز المزيّفة فتتصل الأجزاء كما اتصلت القلوب.
إن كل عربي بهذا الشمال يقرأ "البصائر" ليذكر- كلما وقعت عينه على اسمها ماثلًا في الصدر- أن ذلك الرسم قطعة من بغداد وطرفة من طرفه، ترمز إلى الأخوّة الصادقة والتعاون الوثيق على خدمة العروبة في جميع مواطنها.
و"البصائر" تحمل التحيات الزكيات والشكر الخالص من أسرتها وقرّائها وأنصارها إلى الأخ محمد جعفر مال الله وإلى الأخ مهدي صالح وإلى رجال إدارة المساحة ودار الخط العربي وإلى جميع الهيئات العاملة للعروبة والإسلام ببغداد، وإلى الأخ الواصل لرحم العروبة
* "البصائر"، العدد 38، السنة الأولى من السلسلة الثانية، 7 جوان 1948م. (بدون إمضاء).
الدكتور تقي الدين الهلالي الجزائري الذي بشّر بـ "البصائر" في العراق ودلّ عليها دلالة النسيم اللطيف على الزهر العبق. تحمل "البصائر" هذه التحيات على بعد الدار كفاء لتحية الأخ مال الله في رسالته، فقد عمّمها لكل مستحق من أبناء العروبة في هذا الوطن، وحيّا الله دجلة وجانبيها مواطن الفن والشعر ومواطى العزّ والفخر. ولا زالت الرصافة، منبت حصافة، ولا زال الكرخ، زندًا يوري بالمرخ. وليهنأ "البصائر" هذا التقدير الذي تفيض به رسائل أنصار البيان العربي في الشرق.
أما تلك العين التي رسمها الفنان فوق اسم "البصائر" فيقيننا أنه لم يصوّرها وهمًا وإنما فوقها سهمًا. والعين البصيرة لا تدرك إلا بنفاذ البصيرة.