المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌هذه "العزيمة " تقديم الحسن القادري ــ أنشئت هذه "العزيمة" على طريقة مشاهير "اليقَّاشِين" - آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي - جـ ٢

[البشير الإبراهيمي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌مقدمة

- ‌خلل ذاتي:

- ‌في رحاب الآثار:

- ‌فلسفة الإصلاح:

- ‌الإصلاح وجمعية العلماء:

- ‌خصائص أدب الإبراهيمي:

- ‌السياق التاريخي (1940 - 1952)

- ‌ المنجزات

- ‌أولًا: في ميدان التربية والتعليم:

- ‌1) تأسيس معهد الإمام عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة:

- ‌2) بناء المدارس:

- ‌3) تكوين لجنة التعليم العليا:

- ‌4) إنشاء الشهادة الابتدائية:

- ‌5) إرسال البعثات الطلابية إلى الدول العربية:

- ‌ثانيا: في ميدان التنظيم:

- ‌1) المركز العام:

- ‌2) التوسع في تأسيس الشُّعَب:

- ‌3) توسيع المجلس الإداري وتنقيح القانون الأساسي للجمعية:

- ‌4) بعْثُ النشاط في فرنسا:

- ‌5) فتح مكتب القاهرة:

- ‌ثالثًا: في ميدان التوجيه والإعلام:

- ‌1) إعادة إصدار جريدة البصائر:

- ‌2) وفود الوعظ والإرشاد:

- ‌رابعًا: المجال الديني:

- ‌خامسًا: في الميدان السياسي:

- ‌في المنفىأومن وحي آفلو

- ‌رسالة إلى الأستاذ أحمد توفيق المدني*

- ‌تساؤُل نفس*

- ‌رسالة إلى الأستاذ أحمد قصيبة*

- ‌رسالة الضبّ*

- ‌((فصل))ونعود إلى الحديث عن الضبّ

- ‌((فصل))ورجز الضبّ الذي أشار إليه المعرّي

- ‌((فصل))ومن مزاعم العرب في الضب

- ‌((فصل))وكما يستطيب العرب لحم الضبّ

- ‌((فصل))وتضرب العرب المثل بالضب

- ‌((فصل))ولما ذكرناه من علاقة العرب بالضبّ

- ‌((فصل))وقد جرى في هذه الرسالة ذكر الوزير المغربي

- ‌مناجاة مبتورة لدواعي الضّرورة*

- ‌رواية الثّلاثة*

- ‌مَظاهر الأبطالِ الثلاثةِ في الرِّوايةِ:

- ‌أسلوب الرواية

- ‌صورة الاستدعاء من المدير

- ‌الجلسة الأولى:

- ‌الجلسة الثانية

- ‌صُورَةُ الاِسْتِدْعَاءِ مِنَ الرَّئِيسِ إِلَى السَّيِّدِ أَحْمَدَ بُوشْمَال

- ‌الجلسة الثالثة

- ‌(الْمَشْهَدُ الْأَخِيرُ:

- ‌هذه "العزيمة

- ‌حاشية:

- ‌مرشد المعلّمين*

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌رئيس جمعية العلماءيتكلم

- ‌لقاء ووفاء *

- ‌واجب المثقّفين نحو الأمة*

- ‌منزلة المثقفين في الأمم الحية:

- ‌كيف يؤدي المثقفون واجبهم نحو الأمة

- ‌الدروس العلمية بتبسة*

- ‌تقرير إلى لجنة الإصلاحات الإسلامية بالجزائر*

- ‌الإصلاح السياسي:

- ‌التقرير* الذي قدّمه مجلس إدارةجمعية العلماء المسلمين الجزائريينإلى الحكومة الجزائرية

- ‌المساجد وأوقافها:

- ‌التعليم العربي الحر ومدارسه ومعلموه

- ‌مطالب جمعية العلماء: في قضية التعليم العربي

- ‌القضاء الإسلامي وتعليمه ورجاله:

- ‌ التعليم القضائي

- ‌ها هي أصول للإصلاح نقدمها بكل إخلاص:

- ‌الوظائف القضائية:

- ‌السلطة العليا:

- ‌محاكم للاستئناف:

- ‌التجول:

- ‌النوادي:

- ‌في السجن العسكريبالعاصمة ثم قسنطينة

- ‌رسالة إلى الأستاذ إبراهيم الكتاني*

- ‌رسالة إلى الطلبة الجزائريين بالزيتونة*

- ‌كتاب مفتوح لسعادة وزير الداخلية

- ‌رسالة إلى الأستاذ أحمد توفيق المدني*

- ‌رئيس جمعية العلماءومدير «البصائر»ومؤسس «معهد ابن باديس»يتكلم

- ‌بلاغ من جمعية العلماء *

- ‌نصيحة دينية

- ‌المسلمون في جزيرة صقلية*

- ‌السيد محمد خطّاب الفرقاني*

- ‌كوارث الاستعمار*

- ‌إحياء التعليم المسجدي بمدينة قسنطينة*

- ‌معهد قسنطينة*

- ‌شروط قبول التلامذة

- ‌تنبيهات وتوضيحات:

- ‌جريدة (العَلَم) الخفاق أو (العلم) الشامخ*

- ‌عزاء للأستاذ التبسي*

- ‌ديكتاتور (مايو) *

- ‌مبارك الميلي*

- ‌نداء إلى الشعب*

- ‌بلاغ إلى الأمّة العربية الجزائرية*

- ‌الأستاذ محمد بن العربي العلوي*

- ‌ذكرى عبد الحميد بن باديس الثامنة

- ‌ذوق صحفي بارد*

- ‌هدية ذات مغزى جليل*

- ‌نداء وتحذير

- ‌إمتحانات المعهد والمدارس *

- ‌الهيئة العليا لإعانة فلسطين *

- ‌البصائر" ومعهد ابن باديس *

- ‌معهد عبد الحميد بن باديس:ما له وما عليه *

- ‌معهد عبد الحميد بن باديس:

- ‌الفرع وأصله:

- ‌ومطالب المعهد:

- ‌النجاح يقوّي الأمل:

- ‌همسة في أذن الأمّة:

- ‌ أيتها الأمّة

- ‌كلمة الختام:

- ‌لجنة الأهلة والأعياد الإسلامية *

- ‌سنة من عمر "البصائر

- ‌سنة "البصائر" الجديدة *

- ‌جناية الحزبية على التعليم والعلم *

- ‌مجلة أفريقيا الشمالية*

- ‌أدعاية أم سعاية؟ أم هما معًا

- ‌برقية تعزية في وفاة المنصف باي *

- ‌كارثة الأغواط *

- ‌إلى المشائخ المعلمين *

- ‌بيان من المجلس الإداري لجمعية العلماء *

- ‌مقدمة كتاب "مجالس التذكير

- ‌مجالس التذكير *

- ‌جريدة "العلم" الخفاق *

- ‌كيف تشكّلت الهيئة العليا لإعانة فلسطين *

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌قادة الجيل الجديد في ميادين العلم *

- ‌قرار من المجلس الإداري لجمعية العلماءالمسلمين الجزائريين *

- ‌زواوة" الكبرى تستمسك بعروة الإسلامالوثقى وتطلب الرجوع إلى الأصل *

- ‌حيّا الله تونس *

- ‌تنبيه أكيد إلى رؤساء الجمعيات المحلية *

- ‌تحذير

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌صوت المسجد

- ‌شكوى العاصمي *

- ‌الشيخ أبو القاسم بن حلوش *

- ‌إلى الأمّة *

- ‌رمضان: وحدة الصوم والإفطار *

- ‌معهد عبد الحميد بن باديس *

- ‌دروس الوعظ والإرشاد في رمضان *

- ‌إلى الكتّاب *

- ‌ذكرى بدر بمركز جمعية العلماء *

- ‌إلى القرّاء *

- ‌الرقم السجين *

- ‌مؤتمر الثقافة الإسلامية

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌في حفل ختام السنة الدراسيةبمعهد عبد الحميد بن باديس

- ‌محمد خطاب الفرقاني *

- ‌البصائر" في سنتها الثالثة *

- ‌رفع إيهام *

- ‌المعهد والمدارس *

- ‌والمدارس

- ‌نفحات من الشعر الجزائري الحديث*

- ‌برقية احتجاج *

- ‌الفضيل الورتلاني

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌الأستاذ علي الحمامي

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌الزميل المنستيري *

- ‌أقطاب الفرقة القومية المصرية *

- ‌كتاب "نقرأ ونكتب

- ‌بيان حقيقة ورفع إيهام

- ‌المولد النبوي الكريم

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌مدرسة أولاد سيدي إبراهيم *

- ‌برقية تأييد لمطالب التلامذة الزيتونيين *

- ‌الوعظ في رمضان *

- ‌فتح جامع "الحنايا" ومدرستها *

- ‌المعهد الباديسي *

- ‌مدارس جمعية العلماء *

- ‌الأستاذ إبراهيم الكتّاني *

- ‌رسل الصحافة المصرية في الجزائر *

- ‌البصائر" في سنتها الرابعة *

- ‌رحلتنا إلى باريس *

- ‌بيان من رئاسة جمعية العلماء

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌من ثمرات الأخوة الإسلامية

- ‌افتتاح مدرسة بسكرة *

- ‌فرية غريبة *

- ‌حركة الإسلام في أوروبا *

- ‌حركة جمعية العلماء بباريس *

- ‌الدكتور عبد الكريم جرمانوس *

- ‌نغمة شاذة *

- ‌صحف الشرق العربي *

- ‌الكتب المهداة إلى "البصائر

- ‌اتحاد الأحزاب بالمغرب الأقصى *

- ‌تنصّل من تهمة *

- ‌بيانات للأمّة من المكتب الإداري لجمعيةالعلماء في قضية الصوم والإفطار *

- ‌أكبر زلّة تقترفها لجنة الأهلة *

- ‌ونعود إلى لجنة الأهلة *

- ‌هلال رمضان: معلومات وتنبيهات *

- ‌شكر واعتذار

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌الإجتماع العام لجمعية العلماء *

- ‌نظام الاجتماع

- ‌التقرير الأدبي *

- ‌المدارس

- ‌المعهد الباديسي

- ‌البصائر

- ‌قضية فصل الدين عن الحكومة

- ‌العمل في فرنسا

- ‌العمل في مصر

- ‌ذخر من النصائح للمجلس الجديد:

- ‌معهد عبد الحميد بن باديس

- ‌بلاغ *

- ‌التهنئة باستقلال ليبيا *

- ‌الأستاذ محي الدين القليبي *

- ‌دار الطلبة بقسنطينة

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌ 3

- ‌بلاغات *

- ‌ 1

- ‌ 2

- ‌ 3

- ‌ 4

- ‌ 5

- ‌ 6

- ‌ 7

- ‌ 8

- ‌خاتمة السنة الرابعة لـ"البصائر

- ‌فاتحة السنة الخامسة لـ"البصائر

- ‌خطاب أمام الوفود العربية والإسلاميةفي الأمم المتحدة *

الفصل: ‌ ‌هذه "العزيمة " تقديم الحسن القادري ــ أنشئت هذه "العزيمة" على طريقة مشاهير "اليقَّاشِين"

‌هذه "العزيمة

"

تقديم الحسن القادري

ــ

أنشئت هذه "العزيمة" على طريقة مشاهير "اليقَّاشِين" المعروفين من طلبة علم الجدول والأوفاق، وأصحاب التمائم والعزائم، للتحكم في أمر الجانّ، وإخراج العفريت من جسد الإنسان، والتغلّب عليه لتصريفه في كل شان، بأسماء القهر والزجر للإذعان، وتذليله بكل ما يُرعب ويُخيف، من كل أمر سخيف، وكل شرّير خبيث، في العالَم القديم والحديث.

وهذه "العزيمة" حَوَت من ذلك طائفة من أسماء الإنسان والحيوان، والأماكن والبلدان، والأشياء الملعونة، والمعاني المعفونة، في الجزائر وغير الجزائر، والأشخاص من عرب وعجَم، ممّنْ يُقدح فيه أو يُذمّ، وبذلك جاءت "العزيمة" تحفة أدبية، ومُلْحة طريفة من إنشاء الأديب المبدع حامل لواء البلاغة والبيان، الحافظ العلّامة أستاذنا الكريم فضيلة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي حفظه الله، أملاها علي يوم زرته بمنفاه في بلدة "افلو" بالجنوب الوهراني سنة 1941، وقد بعث بها يَوْمَذاك إلى أخيه العلّامة فقيد الجزائر الشهيد العظيم فضيلة الشيخ العربي التبسّي رحمه الله رحمة واسعة، وكان شيخنا- رعاه الله- راسله بها إلى "تبسّه" جوابًا فكاهيًا وتسلية ممتعة عن تذمّره وحيرته من عدم وصول مكاتيبه التي كانت كثيرًا ما تضيع بالبريد، فلم تصل إلى الشيخ بأَفْلُو، ولما أشعره بذلك كتب إليه متسائلًا في حيرة:"مَن هو هذا الذي يتسلّط على رسائلي فيُتلِفها ولا يتركها تصل؟ " إلى آخر الحكاية التي أُنشئت من أجلها هذه "العزيمة".

وإلى إخواني الأعزاء الذين يروق لهم هذا الضرب من الأدب الرفيع المنتزع من صميم حياة المجتمع الجزائري في ذلك العصر المظلم من عهد الاستعمار البائد إلى غير رجعة- أقدّمها لهم بنصّها الكامل، نزولاً عند رغبة منشئها شيخنا الكريم- شفاه الله وأطال بقاءه- وقد كنتُ كتبتُ منها عدّة نسخ بأفلو سنة 1941 ولم تبق بيدي إلّا نسختي الخاصّة، فأعود إلى انتساخها مرّة أخرى بوهران بخطّى الفاني بتاريخ 13 يونيو 1963.

الحسن بغدادي القادري

ص: 103

أيها العفريتُ النفريتْ، الذي هو أنتَنُ من الحلْتيتْ، وأثقل من الكبريتْ، وأهدى إلى رسائلي من الدليل الخِرّيتْ، وأمضى في تمزيقها من السيف الإِصْليتْ، مالَك؟ عُرِّيتَ وهُرِّيتْ، وقطِّعتَ وفُرِّيتْ، إن كنتَ إِنسًا فعُصِرتَ وخُرِّيتْ، أو جنًّا فأُحرِقْتَ وذُرِّيتْ، وأُذِبْتَ كالزئبق وأجرِيتْ. ويْلكْ! أغريتَ بالشرّ أم أُغرِيتْ؟ وضرِيتَ على المكْر أم ضُرِّيتْ؟ وتطوَّعتَ لهذا العمل أم كُرِيتْ؟ والتَزمتَهُ مياومَةً أو على حول كَرِّيتْ؟

أقسمت عليك بصَرْخَدَ وتكْريتْ، وأمبابة وشَبْرَخيتْ، وعانه وهيتْ، وبكل امرأة قالت لرجل هيتْ، فأبى وقال إني نُهِيتْ، فإن كنتَ لا تعرف هذا فأقسمُ عليك بالمسلولَة والكباريتْ، وآفلو وتعَظْميتْ (1)، وانْ كنت لا تحسن إلّا "تَرُومِيتْ"(2)، فأعزّم عليك برومْيو وجوليتْ، وعُطيل وهَمْليتْ، وماري أنْطوَنيتْ، وفيكتوريا وإليزابيت، وسكّان التوابيتْ، وقُطّان الحوانيت، وانْ كنتْ لا تعرف الّا تَيْهودِيتْ (3)، فأقسم عليك بِدَلَادِيتْ، ومانْدِيليتْ، والبيض المصَاليتْ، والابطال المفاليتْ، الذين خرّبوا البَيْتْ، وكسّروا الجرّة وأراقوا الزَّيتْ، أنْ تَكُفَّ وتَعِفّ، وتُسرع في إيصال رسائلي وتَخِفّ، ولا تدَرِّرْ ولا تَلُفّ، ولا تُرَوِّنْها (4) ولا تَسُفّ.

وأُقسِمُ عليك بالصور والطور، والقانون المسطور، والقايد (5) والمسطراطور (6)، الذي شبع فانتفخ فأصبَح إِمبراطورْ، وبالناطور الحامل للساطور، وبالجمل المقطور، في عربات الحنطور، والشيخ أي طرطور، الذي هو على المكر مفطورْ. وأسألك بالبور والتور، والشيطان المستور، وشيخ الدستور، في مَكثر وتستور، وبأمشير وهاتور، وكل دكتورْ، يسمّى باستور، وكل دكتاتور، سيفه باتِر ورأيه مبتور، وكل من في رعيتك من فكتورْ، وكل من على يدك من رزق موسّع أو مقتورْ.

يا عفريت! إنْ كنتَ من الجنّ، فأسألك بمن مضى من عالم الحِنّ، وبمريديك غُواة الفنّ، وهُواة الدنّ، وأبطال القذف والزنّ، والرنِّ والطن، وكل مُغِنّ، بمحاسن الظبي الأَغنّ، وكل متلئِبٍ مُكتَئِنّ، تحت السحاب المزجَحِنّ، وكل مِفَنّ، يتقى بالراح لا بالمِجَنّ، وكل من في سبيل الدرهم يَسْتَنّ، وفي جلبه يفتَنّ، فِي الخلوة يكتنّ، وبالصوف يَجْتَنّ وَلَا يَدينُ بالآخرة الّا بالظنّ، وبأصحابك الذين طرقوا الكنّ، وقرعوا السّنّ، وقعقعوا الشنّ، واستخبثوا الطيب واستطابوا الصِّنّ، وبأتباعك الذين سفُّوا السكر واشتفُّوا البُنّ،

1) تَعَظْميت: منطقة بالصحراء الجزائرية.

2) تَرُوميت: أي اللغة الرَّومية، أي إحدى اللغات الأوربية. و"تَرُوميت" باللهجة البربرية.

3) تَيْهُوديت: باللهجة البربرية ومعناها اللغة اليهودية. وتطلق عادة على الخُبْثِ والمَكر.

4) تُرَوِّنْها: كلمة دارجة معناها تخلطها.

5) القايَد: شخص مسؤول عن القرى. يقابله شيخ البلدية في المدينة.

6) المِسْطْرَاطُور: من الكلمة الفرنسية administrateur أي المتصرّف.

ص: 104

ولعقوا العسل وتركوا المنّ، وأذلّوا في سبيل ذلك كل حرٍّ وقِنّ، وقيل لهم وإنْ، فقالوا وإنْ، ولم يقنعهم برهان اللّمّ ولا برهان الإنّ.

وإنْ كنتَ من الإنس- وما الانس هكذا تفعل- فأسألك باسم الجنس، وعلم الجنس، ولام الجنسْ، والفصل والجنسْ، ولا التبرئة النافية للجنسْ، وأسألك بعربات الكنس، والأب "لامَنْسْ"، وما في كلامه من دنْسْ، وبكل أمون عنْسْ، لها في سلالة شدقَمَ قنْسْ، أنْ تهجر هذه الفعالْ، وتهتم بتصريف الأفعالْ، وتنظيف الكعالْ وتجفيف النعالْ، وتلطيف السعالْ، والتأدب بأدب جُعال، وكل من اسمه فُعالْ، حتى نقول: إنّك قاثم بوظيفتك عالْ وفوق العالْ.

يا عفريت! أسألك بذِمَّتك الخربَه، ورِمَّتك الجربَه، فإني أتصوّركَ أبشع على الأحوال، إذْ دَلّت على ذاتك الفعال، وبكل من اتّبعكَ من الغاوين، الكلاب العاوين، وما منهم الّا ذو ضمير معروض في الرحبَه، للبيع بحبَّه.

وإنْ لم تُصغِ لكلامي، فإني أُسَلِّط عليك "مامي"(7)، وسامي، وجيرولامي، والشيخ الحمّامي، والشيخ أبي الشامات الشامي، ثم أغزوك بالجيش النظامي، من المذهب الكلامي، وحواشي الجاربردي ومُلَّا جامي.

وأسألك شرقي ساباطْ، وغربي الأغواطْ، وجنوي الرباطْ، وشمالي الفسطاطْ، مواطن الخنا والزنَى واللواطْ، وبكل مناسك الفُسَّاقْ، من نهج الملاحف بتونس إلى عشش الترجمان ببولاقْ.

وأسألك بشيخ مَزْغَنَّهْ (8)، وأحلاف بُوكَرْدَنَّهْ (9)، وكل مَنْ فيها مِن كَنَّهْ، مِعَنَّةٍ مِفَنَّهْ، سِمْعَنَّةٍ نِظْرَنَّهْ، إِلَّا تَرَهْ تَظُنَّهْ، وبحمداوَه ودرقاوه، وعيساوه وعليواه وحملاوَه (10)، وكل من أخذ الإِتَاوَه، وأكل الشوك كالبقلاوَه، وازدرد الزجاج كالحلاوَه، وبمطوِّشات قدّور، وماهتك من خذور، إلى أن عميَ كالجادور (11). وبأضغان الصدور، ومحاق البدور، وأوضار القُدور، التي عليها أمر المعاش يدور. وأسألك بغلام الحيّ، وعبد الحيّ (12)، وعير الحيّ، الثالوث الذي صبر على الكيّ، فانتهى به الحال إلى الشيّ.

7) "مامي": هو شخص يسمّى "مامي اسماعيل ".

8) مَزْغَنَّة: الاسم القديم للجزائر.

9) بوكرْدَنَّة: هو عبد الرحمن بوكردنَّه صيدلي بالجزائر العاصمة.

10) حمداوة، درقاوة، عيساوة، عليواه وحملاوه: أسماء طرق صوفية.

11) الجادور: الحصان.

12) عبد الحي: لعله عبد الحي الكتاني.

ص: 105

يا عفريت! إن كنتَ متألِّهًا فأسألك بالمذاهب الساسانِيَّه، والنحل الخراسانِيَّهْ، والفرقة الكِسانِيَّهْ، والخمور البيسانِيَّهْ، التي اغتالت الإنسانِيَّهْ، وبما في "يتيمة الدهر" من القصائد الواسانِيَّهْ، وبكل دجّال، وبكل محتال، من مسيلمة الكذّابْ، إلى البها والبابْ، ومن صالح ابن طريفْ، إلى أحمد القادياني، ومن المقَنَّع الخراساني إلى أحمد التيجاني.

وإن كنتَ فقيهًا فأسألكَ بكل من شرع الحيلهْ، وفرَّق بها بين الحليل والحليلَه، وترخص في الدماء والفروجْ، وأباح للنساء التبرج والخروجْ، وبكل من عطل الحدودْ، وأرخَى العنان للشهودْ، وتساهل في الأموالْ، وقلّد يحى بن أكتم في بعض الأحوال، وبكل قاضٍ بالنهار يرتشي، وباللّيل ينتشي، وبكل عدل يسرق في الصباح ويفسق بالعشِيّ.

وإن كنتَ شاعرًا عزّمنا عليكَ بشعر والبة بن الحُبابْ، وأبي نواس المرتابْ، والخليع وأولائك الأصحابْ، وابن سُكَّرةَ وابن حجّاج، وابن العفيف والحلّاجْ، وبالأعمى المخزومي ولسانه المرهوبْ، وبالأعمى الخنقي (13) وما قاله في ابن الموهوبْ (14).

وإنْ كنتَ صحافيًّا قرأنا عليك مجلّة الصباحْ، وجريدة النجاحْ (15)، وأضحكناك بجريدة جحجوح وصاحبها الجحجاحْ، وأتحفناك بصحيفة الروح وما يُدبّرها من أرواحْ، وتلَونا عليك السعادة والودادْ، والبلاغ والرشادْ (15)، وشددنا عليك الوثاقْ، بجريدة الوفاقْ (15)، المنفِّقَة للنفاقْ، الملفِّقَة للكذب والاختلاقْ، وبصاحبها الملّاقْ، المخلوق بلا خلاقْ، وعزمنا عليك بمجلّة البدائع، وفحشها الذائعْ، وذكّرناك بجريدة المعيارْ (15)، وكُتّابها الأعيارْ، وبجريدة الجحيمْ (15)، وربّك غفور رحيم.

يا عفريت! إنْ كنتَ عربيًا فصيحًا قلنا لك: لا يعتدي على حُرمة البَريدْ، إلّا كلّ شيطان مَريدْ، وإنْ كنتَ جزائريًا قلنا لك: تعطيل البراواتْ (16)، ما يفعلوه الَّا الخراواتْ، وإن كنتَ تونسيًا قلنا لك: ما هوش اصوابْ، تعطَّل لنا كل جوابْ، وإنْ كنتَ مغربيًا قلنا لك: ما يتجوسَسْ شاي (17) على البْرا غير المرا (18)، وإنْ كنتَ فرنسيًا

13) الأعمى الخَنْقي: هو الشيخ عاشور المنسوب إلى مدينة "خنقة سيدي ناجي".

14) ابن الموهوب: هو الشيخ المولود بن الموهوب الذي كان مفتي مدينة قسنطينة.

15) النجاح، البلاغ، الرشاد، الوفاق، المعيار والجحيم: أسماء صحف جزائرية وكلها كانت ضد جمعية العلماء ما عدا جريدة الجحيم.

16) البْرَاوات: جمع "بْرِيَّة" كلمة دارجة معناها الرسالة أو الجواب.

17) ما يَتْجَوْسَسْ شاي: باللهجة المغربية ومعناها لا يَتَجَسَّس.

18) البْرا- المْرا: الرسالة- المرأة.

ص: 106