الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحف الشرق العربي *
تصل إلى "البصائر" باسم المبادلة الصحفية أعداد متفرّقة من مجلات الشرق العربي وجرائده، فيصل إليها العدد الرابع مثلًا، ولا يصل ما قبله وما بعده، ثم السابع وهكذا، ويكون هذا الخلل سببًا في حرماننا من الاطلاع على أخبار الشرق متسلسلة، وتفوتنا فوائد علمية عظيمة نحن في أشدّ الحاجة إليها، وتفوتنا تفاصيل الأحداث التي تهمّنا والأحاديث التي تتعلّق بنا، ويفوتنا الاطلاع على سير الحركة العلمية والكتب القديمة والجديدة التي تُنشر، وتفوتنا أخبار وفيات العظماء من العلماء والأدباء، وبذلك كله أصبح اتصالنا بالشرق متقطعًا قليل الفائدة.
والسبب في هذا الخلل يرجع- في الأغلب الأعم- إلى إدارة البريد في الجزائر، ويرجع- في القليل النادر- إلى زملائنا أصحاب الجرائد الذين يقتصرون على كتابة العنوان بالعربية، ولا يكتبونه بالحروف الافرنجية غفلة منهم عن الواقع أو جهلًا به، وقد نبّهناهم إلى ذلك في "البصائر"، والواقع هو أن إدارة البريد في الجزائر مصابة بمس استعماري كأخواتها وبنات عمها من الإدارات الحكومية، فلا تعترف بالعربية، ولا تقيم لها وزنًا، ولا تشترط في موزّعيها أن تكون لهم معرفة بالحروف العربية، وكان الواجب أن تفعل ذلك، أو تضع- على الأقل- في إدارة التوزيع مترجمًا يترجم العناوين، لأن ما يرد عليها بالعربية ليس بالشيء القليل، وما إدارة البريد إلا مؤسسة تجارية، وما المتواصلون بواسطتها إلا زبائنها وعملاؤها يأخذون منها ويعطون، وينفعونها وينتفعون، ومن أصول التجارة، الأمانة والثقة والحرص على إرضاء العميل.
* "البصائر"، العدد 149، السنة الرابعة من السلسلة الثانية، 2 أفريل 1951. (بدون إمضاء).
فإلى إدارة البريد الجزائري نوجّه هذه الكلمة المنصفة، راجين أن تسدّ هذا الخلل بإقامة مترجم رسمي للعربية في إدارتها، حرصًا على أداء الأمانات إلى أهلها، وأن لا تجاري السياسة في إهمال العربية والاستخفاف بها، وأن تتذكر المصالح التي تفوّتها علينا بهذا الضياع، والأموال التي تضيع على أصحاب الجرائد والمجلات الذين يبادلوننا.
وننبّه إدارة البريد إلى أنه كثيرًا ما تأتينا أشياء ليست لنا، فندفعها إلى أصحابها أو نردّها إلى البريد، ونعلم من ذلك أن كثيرًا مما هو لنا يُدفع إلى غيرنا، والسبب في ذلك هو أن عنوانها مكتوب بالعربية وإذا كانت الأمانة تحتّم علينا أن نردّ ما ليس لنا، فمن يضمن لنا أن غيرنا يفعل مثل فعلنا؟