الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجلسة الثالثة
(الْمَشْهَدُ: الثَّلَاثَةُ فِي مَكْتَبِ الرَّئِيسِ وَمَعَهُمْ بوَشْمَال وَصِحْنُ فَطَائِرٍ وَإِبْرَيقُ أَتَايْ).
إِفْتِتَاحُ الْجَلْسَةِ:
الرَّئِيسُ: أَبْدَأُ بِأكْلِ مُصَلِّيًّا عَلَى
…
كَأْسٍ مِنَ التَّايِ اللَّذيذِ قَدْ حَلَا
وَأَفْتَحُ الْجَلْسَةَ بِالْفَطَائِرِ
…
مِنْ وَاقِعٍ فِي صَحْنِهِ وَطَائِرِ
جِئْتُ بِهَا تَشْوِي اللِّسَانَ وَاللَّهَا
…
كَفّارَةً عَمَّا مَضَى ضِدًّا لَهَا
فَأَشْبِعُوا بُطُونَكُمْ فَالْبِطْنَهْ
…
كَمَا أَتَى عَنْهَا تُثِيرُ الْفِطْنَهْ
وَأَكْثِرُوا الأَكْلَ فَإِنَّ الْمَعِدَهْ
…
لَيْسَتْ إِذَا مَا فَرَغَتْ بِالْمُسْعِدَهْ
وَالْعِلْمُ قَدْ أَثْبَتَ أَنَّ الْعَقْلَا
…
فِي عَصْرِنا أَضْحَى يُضَاهِي الْبَقْلَا
فَتَارَةً يَثْبُتُ فِي الرُّؤُوسِ
…
وَتَارَةً يَنْبُتُ فِي الضُّرُّوسِ
ثمَّ يَمُدُّ عِرْقَهُ فِي الْبَطْنِ
…
وَيَغْتَذِي وَلَا أَزِيدُ قَطْنِي
لِذَا تَرَوْنَ الْمَرْءَ يَعْرُوهُ الْغَضَبْ
…
حَتَّى تَرَوْا مَاءَ الرِّضَى مِنْهُ نَضَبْ
حَتَّى إِذَا مَا أُطْعِمَ الطَّعَامَا
…
حَامَ الرِّضَى بِوَجْهِهِ وَعَامَا
وَهَلْ رَأَيْتُمْ وَالْعُيُونُ ثَكْلَى
…
أَنَّ الْغِضَابَ يَهْجُرُونَ الْأَكْلَا؟
وَإنْ أَرَدْتمْ أَنْ تُداوُوا الْغَضْبَى
…
فَأَطْعِمُوهُمْ عِنَبًا وَقَضْبَا
وَهَذِهِ فَوَائِدٌ عِلْمِيَّهْ
…
أَشْهَى إِلَيْكمْ مِنْ وِصَالِ مَيَّهْ
فَأَعْلِنُوا الْأَفْرَاحَ بِالْعُضْوِ الْجَدِيدْ
…
ذِي الْمَنْطِقِ الْخَلَّابِ وَالرَّأْيِ السَّدِيدْ
الْجَنَّانُ: مَا لَكَ عَنْ ذِكْرِ الْإلَهِ تَغْفُلُ؟
…
الْجَلَّالِي:
…
النَّاسُ تَرْقَى وَالرَّئِيسُ يَسْفُلُ
الرَّئِيسُ: لَا تَجْهَلَا فَالْيَوْمُ يَوْمُ مَلْحَمَهْ
…
وَيُذْكَرُ اسْمُ اللهِ عِنْدَ الْمَرْحَمَهْ
وَسَائِلُوا أَئِمَةَ الْقِرَاءَهْ
…
هَلْ ذُكِرَ اسْم اللهِ فِي بَرَاءَهْ؟
لِأَنَّهَا قَدْ نَزَلَتْ بِالسَّيْفِ
…
لِكَسْرِهِ الشِّرْكَ وَمَحْقِ الْحَيْفِ
وَيوْمُنَا يَوْمُ نِزَالٍ وَصِرَاعْ
…
يَوْمُ الْتِحَامٍ وَجَلَادٍ وَقِرَاعْ
يَوْمُ (حِرَابٍ لَيْسَ يَوْمَ حَفْلَهْ)
…
وَلَا يُنَادِي فِي النِّزَالِ طِفْلَهْ
يَوْمٌ كَيَوْمِ رَحْرَحَانَ الْأًوَّلِ
…
(وَلَيْسَ عَنْ غِمَارِهِ مِنْ مَعْدِلِ)
يَوْمُ وَغَى غَاسِقُهُ قَدْ وَقَبَا
…
كَيَوْمِ ذِي قَارٍ وَيوْمِ الْعَقَبَا
الْجَنَّانُ: قَدْ قَفَّ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ شَعْرِي
…
وَجَفَّ مِنْ ذِكْرِ الصِّرَاعِ بَعْرِي
فَمَعَ مَنْ هَذَا الصِّرَاعُ يَا تُرَى؟
…
أَمْ ذَاكَ إِفْكٌ وَحَدِيثٌ مُفْتَرَى؟
وَلِمَ ذَا كُنْتَ رَئِيسًا فِينَا
…
إِنْ لَمْ تَكُنْ لِمِثْلِهَا تَكْفِينَا؟
وَكَيْفَ لَمْ تَحْتَطْ لِهَذَا الْأَمْرِ
…
مِنْ قَبْلِ أَنْ يُحْرِقَنَا بِالْجَمْرِ؟
وَكَيْفَ لَمْ تُعْقِدْ لَهُ مُعَاهَدَهْ
…
بِالسِّلْمِ لَا فِي السِّرِّ بَلْ مُشَاهَدَهْ
وَكَيْفَ لَمْ تَبْعَثْ لَهُمْ سَفِيرَا
…
يَرُدُّ عَنَّا الْجَيْشَ وَالنَّفِيرَا
وَكَيْفَ لَمْ تَرْضَ بِفَرْضِ الْجِزْيَهْ
…
تَدْفَعُهَا عَنْ ذِلَّةٍ وَخِزْيَهْ
وَكَيْفَ تَرْمِي فِئَةً قَلِيلَهْ
…
لَيْسَ لَهَا غَوْثٌ وَلَا قَبِيلَهْ
فِي هُوَّةٍ لَيْسَ لَهَا قَرَارُ
…
وَلَيْسَ يُجْدِي عِنْدَهَا الْفِرَارُ
يَا أَيهَا الرَّئِيسُ (دَبَّرْ رَاسَكْ)
…
أَوْ فَادْعُ لِلْحَرْبِ الضَّرُوسِ نَاسَكْ
أَمَّا أَنَا وَصَاحِبِي وَصَاحِبُكْ
…
فَلَيْسَ فِينَا أَحَدٌ يُصَاحِبُكْ
وَهَا هُنَا يَخْذُلُكَ الصَّوْتَانِ
…
وَالْحَقُّ لَا يُدْفَعُ بِالْبُهْتَانِ
الْجَلَّالِي: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي الْخُنْفُسَا
…
أَفْلِقُ الْهَامَ وَأُرْدِي الْأَنْفُسَا
إِنِّي إِذَا مَا حَمِيَ الْوَطِيسُ
…
لَا أَنْثَنِي أَوْ يَنْثَنِي الْفَطِيسُ
أَحْمِي الْحِمَى وَأَمْنعُ الْعَشِيرَهْ
…
وَالْحُرُّ يَعْصِي فِي الْوَغَى مُشِيرَهْ
وَكَيْفَ قَدْ مَنَعْتَنَا الدَّبَابِسَا
…
وَالْحَجَرَ الصَّلْدَ الثَّقِيلَ الْيَابِسَا
وَأَنْتَ إِذْ جَرَّدْتَنَا مِنَ السِّلَاحْ
…
عَدُوُّنَا الْأَكْبَرُ مِنْ غَيْرِ تَلَاحْ
وَلَوْ سَمَحْتَ بِهِمَا لَكَانَتْ
…
نُفُوسُنَا اشْتَدَّتْ وَمَا اسْتَكَانَتْ
وَعِنْدَنَا مِنَ الْعِصِيِّ عَدَدُ
…
إِنْ لَمْ تُفِدْ فَفِي الْجِبَالِ مَدَدُ
وَعِنْدَنَا حِجَارَةٌ بِالْوَادِي
…
وَعِنْدَنَا الْأَنْصَارُ فِي الْبَوَادِي
وَعِنْدَنا الشَّيْخُ أَبُو الشِّمَالِ
…
لَيْثُ الْوَغَى كَمُصْطَفَى كَمَالِ
هَلْ تَذْكُرُونَ إِذْ عَلَا بِدَبْزَهْ
…
شَخْصًا فَخَلَّى وَجْهَهُ كَالْخُبْزَهْ
وَهَكَذَا الْأبْطَالُ فَلْيَكُونُوا
…
لَيْسَ لَهُمْ إِلَى الْعِدَا رُكُونُ
مَنْ لَمْ يَمُتْ فِي الْعَزَمَاتِ هُونَا
…
وَعَاشَ فِي أَسْرِ الشَّقَا مَرْهُونَا
هَيَّا بِنَا هَيَّا بنَا هَيَّا بِنَا
…
لِلْحَرْبِ لَا نَامَتْ عُيُونُ الْجُبَنَا
لَا تَذْكُرِ الْجَنَّانَ فَالْجَنَّانُ
…
كَلِمَةٌ تَصْحِيفُهَا جَبَانُ
أَمَا تَرَى اللَّفْظَيْنِ فِي رَسْمِ الْحُرُوفْ
…
تَشَابَهَا وَسَلْ بِذَا أَبَا الْحُرُوفْ
الرَّئِيسُ: مَلَأْتُمَا الدُّنْيَا عَلَيَّ هَوْلَا
…
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرَاجِعَانِي الْقَوْلَا
فَهَوِّنَا الْخَطْبَ يَهُنْ عَلَيْكُمَا
…
فَالْحَرْبُ غَادٍ مِنْكُمَا عَلَيْكُمَا
الْجَلَّالِي: مَا هَذِهِ الْأَلْغَازُ يَا جَنَّانُ؟
…
الْجَنَّانُ:
…
إِنَّ الرَّئِيسَ دَائِمًا (خَرْنَانُ)(75)
كَرَاهِبِ الدَّيْرِ يُوَالِي الْغَمْغَمَهْ
…
فَإِنْ أَرَادَ غَيْرَهَا فَالْجَمْجَمَهْ
بُوشْمَال: مَا هَذِهِ الْفَوْضَى وَهَذِي الْحَرَكَهْ
…
كَأَنَّنَا قَبْلَ اللِّقَا فِي مَعْرَكَهْ
أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ سِرَّ الْجَمْعِ
…
حَتَّى أُصِيخَ لِلْكَلَامِ لَسَمْعِي
وَأَعْرِفَ الْمَقْصُودَ مِنْ هَذَا الْكَلَامْ
…
أَوْ لَا فَإِنِّي ذَاهِبٌ بِلَا سَلَامْ
(يَنْهَضُ قَائِمًا)
الْجَمِيعُ: بِتُرْبَةِ الشَيْخِ الرِّضَى قَمُّوشِ
…
وَبِيعَةِ الْحِبْرِ الْجَلِيلِ مُوشِي
وَرَحْمَةِ الْمُنَغَّمِ الْعَمُّوشِي
…
وَقَائِلٍ لِلشَّيْخْ (مَا لِمُوشِي؟)
إِلَّا جَلَسْتَ وَاسْتَرَحْتَ مَعْنَا
…
حَتَّى يَبِينَ لِلْكَلَامِ مَعْنَى
الْجَلَّالِي: وَلَوْ دَعَوْتُمْ حَاتِمًا أَوْ مَعْنَا
…
وَهْوَ مِنَ الْجُودِ كَمَا سَمِعْنَا
لَمْ يَحْبُكُمْ فِي الدَّهْرِ إِلَّا لَعْنَا
…
فَفِي سَبِيلِ الدَّجْلِ مَا أَطَعْنَا
وَفِي سَبِيلِ الرِّيحِ مَا أَذَعْنَا
…
وَفِي سَبِيلِ اللَّهْوِ مَا أَضَعْنا
بُوشْمَال: مَنْ ضَيَّعَ الْوَقْتَ اسْتَحَقَّ الْمَقْتا
…
(وَبَاءَ بِالْوِزْرِ وَسَاءَ سَمْتَا)
الْجَنَّانُ: قَدْ ذُقْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ مَا قَدْ ذُقْتَا
…
لَكِنْ وَسِعْتَ رَحْمَةً وَصَمْتَا
وَمِنْ قَدِيمٍ بِالذَّكَاءَ فُقْتَا
…
وَلَيْتَنِي أَفَقْتُ إِذْ أَفَقْتَا
لَا تَحْتَمِلْ إِلَّا الَّذِي أَطَقْتَا
…
فَإِنَّ لِلصَّبْرِ الْجَمِيلِ وَقْتَا
لَوْ كُنْتَ مُذْ يَوْمَيْنِ قَدْ أَشْرَقْتَا
…
لَقُدْتَنَا إِلَى الْهُدَى وَسُقْتَا
الْجَلَّالِي: مَا ضَرَّ يَا أَحْمَدُ لَوْ أَعْتَقْتَا
…
إِخْوَانَ صِدْقٍ بِهِمُ الْتَحَقْتَا
مُقَدِّرِينَ كُلَّ مَا وَسَقْتَا
…
مِنْ حِكَمٍ غُرٍّ وَمَا نَسَقْتَا
وَلَوْ فَعَلْتَ كُنْتَ قَدْ أَنْطَقْتَا
…
أَلْسُنَهُمْ بِشُكْرِهَا أَغْدَقْتَا
وَمَا ثَوَابٌ مُنْفِسٌ أَنْفَقْتَا
…
فِي طِفْلَةٍ يَتِيمَةٍ أَصْدَقْتَا
أَوْ حُرَّةٍ أَسِيرَةٍ أَطْلَقْتَا
…
أَوْ وَالِدٍ عَنْ رُوحِهِ صَدَّقْتَا
أَوْ بَائِسٍ عَنْ حَالِهِ رَقَقْتَا
…
أَوْ دَمَ هَدْيٍ فِي مِنًى أَرْقَتَا
أَوْ قَوْلَ حَقٍّ فِي الْمَلَا نَفَّقْتَا
…
أَوْ بَاطِلٍ بَيْنَهُمُ مَحَقْتَا
أَجَلَّ مِنْ عِتْقٍ لَنَا حَقَّقْتَا
…
وَفَتْقِ مَا مِنْ أَمْرِنَا رَتَقْتَا
أَصَبْتَ فِي الْبَابِ الَّذِي طَرَقْتَا
…
وَجِئْتَ بِالْبُرْهَانِ إِذْ نَطَقْتَا
73) خرنان: الذي يُكثر الكلام ويصرّ عليه.
يَا زُمْرَةً إِنْ بَاعَدُوكَ اشْتَقْتَا
…
لَوْ كُنْتَ عَبْدًا لَهُمْ أَبَقْتَا
بُوشْمَال: لَكِنَّنِي لَمْ أَفْهَمِ الْمَقْصُودَا
…
كَأَنَّ فِيهِ طِلْسَمًا مَرْصُودَا
وَلِي مَآرِبٌ مَعَ الزَّوَاوِي
…
مَعْطُوفَةٌ بِالْفَاءَ لَا بِالْوَاوِي
وَكُلُّ مَآرَبٍ لَهُ ثَوَانِ
…
مَحْدُودَةٌ يُضِيعُهُ التَّوَانِي
فَيَا رَئِيسَ الْقَوْمِ هَاتِ الْمَسْأَلهْ
…
حَتَّى يَرَى كُلُّ فَرِيقٍ مَوْئِلَهْ
الرَّئِيسُ: عُدْنَا وَقَدْ هَدَأَتِ الشَّقَاشِقْ
…
مِنْ نَابِلٍ بِقَوْلِهِ وَرَاشِقْ
وَصَاحِبٌ دَعَوْتُهُ لِي نَاصِرَا
…
عَلَى الْعِدَا أَضْحَى لَهُمْ مُنَاصِرَا
لَكِنَّنِي أَكْظِمُ غَيْظِي وَأَفِي
…
إِلَى الرِّضَى لِمَقْصَدٍ مُشَرِّفِ
وَهَلْ تَعُونَ مَا يَقُولُ النَّاصِحْ
…
وَالنُّصْحُ يَقْتَضِي الْكَلَامَ الْقَاسِحْ (76)؟
انَّ الصِّرَاعَ الْيَوْمَ يَا إِخْوَانِي
…
مَعَ طِبَاعِ الْعَجْزِ وَالتَّوَانِي
إِنَّ الصِّرَاعَ الْيَوْمَ مَعْ طَوَايَا
…
قَدْ أَقْفَرَتْ كَأَنَّهَا زَوَايَا
إِنَّ الصِّرَاعَ مَعَ عَدُوٍّ دَاخِلِي
…
أَدْخَلَنَا فِي أَضْيَقِ الْمَدَاخِلِ
نُصَارِعُ الْكُفْرَانَ وَالْجُحُودَا
…
وَاللُّؤْمَ وَالْخُمُولَ وَالْجُمُودَا
نُصَارِعُ الشُّحَّ الذَّمِيمَ المُرْدِي
…
فَقَدْ لَبِسْنَاهُ كَمِثْلِ الْبُرْدِ
نُصَارِعُ التَّفْرِيطَ وَالْإِضَاعَهْ
…
لِوَاجِبٍ يَسْتَوْجِبُ الْإِطَاعَهْ
نُعَالِجُ الْجَفَافَ فِي الْعَوَاطِفْ
…
(لِتَأْلَفَ الْبَذْلَ بِذِي الْمَوَاقِفْ)
نُقَاتِلُ التَّقْصِيرَ وَالْعُقُوقَا
…
فِي حَقِّ مَنْ وَفَّى لَنَا الْحُقُوقَا
نُقَاتِلُ الْجَفَاءَ فِي نُفُوسِنَا
…
(وَمَانِعِ الْخَيْرِ عَلَى غُروسِنَا)
نُفُوسُنَا يَا قَوْمُ لَا سِوَاهَا
…
هِيَ الَّتِي أَعْيَا الأُسَاةَ دَاهَا
وَطَالَمَا النَّفْسُ دَعَتْنَا لِلْهَوَى
…
فَضَلَّ مَنْ لَهَا اسْتَجَابَ وَغَوَى
وَهِيَ الَّتِي (نَرْجُو لَهَا الْحَيَاتَا
…
وَهَا هُنَا لِنَغْرِسِ النَّوَاتَا)
وَتَرَكَتْنَا فِي الْوَرَى أُضْحُوكَهْ
…
بفِعْلَةٍ مِنْ خُبْثِهَا مَحْبُوكَهْ
فَهَلْ أَتَاكُمْ وَالْحَدِيثُ يُذْكَرُ
…
أَنَّا فَعَلْنَا فِعْلَةً لَا تُشْكَرُ؟
جِئْنَا بِهَا شَوْهَاءَ لَا تُبَارَى
…
شَنْعَاءَ تُزْجِي الْعَارَ وَالْعُوَّارَا
إِنْ ضَاعَ فِي الْحَجِّ الدُّخُولُ مِنْ كَدَا
…
فَقَدْ أَضَعْنَا وَاجِبًا مُوكَّدَا
الْجَلَّالِي: قَتَلْتَنَا يَا شَيْخُ بِالتَّطْوِيلِ
…
وَبِالْإِشَادَةِ وَبِالتَّهْوِيلِ
76) القاسح: القاسي
…
الشديد.
فَاشْرَحْ لَنَا الْمَقْصُودَ مِنْ أَلْغَازِكْ
…
وَاعْجَلْ فَقَدْ أَسْعَطْتَنَا بِغَازِكْ
وَخَلِّنَا نَكْوِ الْحَشَا بـ (قَارُو)(77)
…
وَنَسْتَمِعْ لِقَارِئِي (الْفِقَارُو)(78)
إِنَّ الدُّخَانَ رُقْيَةٌ مُهِمَّهْ
…
لِلْهَمِّ وَالنَّفْثُ بِهَا تَتِمَّهْ
وَالْهَمُّ لِلشَّيْطَانِ لَيْسَ يُقْطَعُ
…
إِلَّا بِنَارٍ وَدُخَانٍ يَسْطَعُ
وَالْعَاسِلُونَ يَطْرُدُونَ النَّحْلَا
…
بِهِ فَيَجْنُونَ الرَّحِيقَ الْأَحْلَى
وَنَنْتَشِي بِقَهْوَةٍ مُرَوَّبَةْ
…
كَأَنَّهَا زِنْجِيَّةٌ مُذَوَّبَهْ
تَخَالُهَا إِذَا طَفَا عَنْهَا الْحَبَبْ
…
صَرْحًا مِنَ الْعَنْبَرِ تَعْلُوهُ الْقُبَبْ
أَمَّا الْأَخُ الْجَنَّانُ فَهُوَ كَالْقَرِمْ
…
لِنِفَّةٍ تَشْفِي الدِّمَاغَ الْمُضْطَرِمْ
وَكُلَّمَا هَمَّ بِهَا كَالْمُبْلِسِ
…
يَصُدُّهُ عَنْهَا وَقَارُ الْمَجْلِسِ
الرَّئِيسُ: أَتَذْكُرُونَ شَيْخَنَا الْمَنْفِيَّا؟
…
(سَكْتَةٌ طَوِيلَةٌ وَوُجُومٌ)
الْجَنَّانُ:
…
نَعَمْ وَقَدْ كَانَ بِنَا حَفِيَّا
وَكَانَ بَرًّا كَامِلًا صَفِيَّا
…
وَكَانَ حُرًّا عَامِلًا وَفِيَّا
كَانَ إِذَا مَا زَارَنَا فِي مَرَّهْ
…
أَحْلَى لَنَا هَذِي الْحَيَاةَ الْمُرَّهْ
وَنَالَنَا مِنْ عَطْفِهِ وَحَدَبِهْ
…
مَا نَالَنَا مِنْ عِلْمِهِ وَأَدَبِهْ
كُنَّا نَلُوذُ مِنْ حِمَاهُ بِكَنَفْ
…
فَيُبْدِلُ النَّحْسَ بِسَعْدٍ مُؤْتَنَفْ
وَكَانَ
…
وَكَانَ
…
وَكَانَ
…
وَكَانَ
…
عَهْدِي بِهِ يَخُصُّ هَذِهِ الْفِئَهْ
…
بِالأَلْفِ مِنْ حِبَائِهِ لَا بِالْمائَهْ
الْجَلَّالِي: هَيَّجْتَ يَا رَئِيسَنَا الْأَشْجَانَا
…
وَقَدْ نَثَرْتَ الدُّرَّ وَالْمَرْجَانَا
لَا زِلْتَ تَبْغِي خَيْرَنَا مَجَّانَا
…
وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا
بُوشْمَال: ذَكَرَهُ اللهُ بِخَيْرِ الذِّكْرِ
…
فِي الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَفَضْلِ الشُّكْرِ
وَرَدَّهُ
…
وَرَدَّهُ
…
وَرَدَّهُ
…
الْجَنَّانُ: لَا تَخْشَ مِنْ نَفْيٍ وَمِنْ تَغْرِيبِ
…
فَلَسْتَ بِالْجَانِي وَلَا الْمُرِيبِ
77) قارو: معناها سيجارة، والقاف تنطق كالجيم المصرية.
78) الفِقارو: هي الجريدة الفرنسية المعروفة Le Figaro.