الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هلال رمضان: معلومات وتنبيهات *
1 -
جاءنا في التقرير الأخير من المكتب العمالي لجمعية العلماء بوهران ما خلاصته:
زيادة على رؤية هلال رمضان ليلة الثلاثاء رؤية مستفيضة بقرية "تيغنيف" وقرية "سيق" وقرية "حمام بو حجر" فقد ثبتت رؤيته تلك الليلة في القرى الآتية: "تيزي" و"عيون افكان" و"مسرقين"و"بطيوه".
فهذه سبع بلدان رُئِي فيها هلال رمضان ليلة الثلاثاء، أما رؤية "تيزي" فقد بلغت إلى محكمة معسكر، وسجلها عدل المحكمة بحضرة مفتي البلدة وجماعة، وبلغها العدل إلى مفتي وهران، وأبلغت إلى رئيس اللجنة فلم يقبلها
…
ويشاع أن هذا الرَّئِيسُ علل عدم القبول بأن "الواجب" أن تكون الشهادة أمام القاضي لا العدل، وهذا شرط جديد شرعه رئيس اللجنة، ولو جاءته وثيقة الرؤية من قاض لما عدم عذرًا آخر، ولو شهد الإنس والجن لوجدت هذه اللجنة في كل شهادة قادحًا، حتى لا يبقى إلّا الأمر المدبر بليل ....
وأما رؤية "بطيوه" فقد كانت مسلسلة بالرسميين، من إمام "بطيوه" الرسمي إلى مفتي وهران إلى رئيس اللجنة، ولكن هذا كله لم يشفع لها عند اللجنة أو عند رئيسها.
وأما القريتان الأخريان فإنهما لم تخبرا جمعية العلماء لبعد مكان الرؤية عن مركز التيليفون، ولم تخبرا المحاكم للعلة التي ذكرناها في الكلمات السابقة، ولكن القرى كلها عممت الخبر لكل من يمكن الاتصال به.
2 -
أصبح ثبوت رمضان بالثلاثاء أمرًا لا يكابر فيه حتى الذين يريدون أن يكون للجزائر هلال خاص.
* " البصائر"، العدد 162، السنة الرابعة من السلسلة الثانية، 2 جويلية 1951م.
3 -
نرجو أن يكون الشهر كاملًا، فيكون العيد بالخميس، فتفطر الأمة كلها في يوم واحد، ونتقي شر الخلاف والعناد.
4 -
الرجوع إلى الحق فريضة وفضيلة، فعلى مقلدي اللجنة في أول رمضان أن لا يقلدوها في الإفطار، إن ثبتت الرؤية ليلة الثلاثين من رمضان، وأصرت اللجنة على عنادها وعبثها، وستلبس على مقلديها بأنهم إذا خلعوا ربقة تقليدها فإن (رمضانهم) يكون ثمانية وعشرين يومًا، ولكن اللجنة هي التي سببت لهم الإفطار في اليوم الأول من رمضان، أفيرضون أن تتسبب لهم في صوم يوم العيد؟ فيبدَأُوا صومهم بمأثم ويختموه بمأثم، وشر أهون من شرين.
5 -
سنكون في رؤية شوال، كما كنا في رؤية رمضان- صلة حق، وواسطة خير في تبليغ خبر الرؤية إن ثبتت ليلة الثلاثين من رمضان، وهي ليلة الأربعاء، في داخل القطر أو في خارجه، ونحن مع المثبت إن صح خبره وتحققت رؤيته مع التشدد والاحتياط وعدم التساهل، فلا نعمل بالرؤية الضعيفة في أدائها أو تحملها، ولا برؤية نشم منها رائحة التساهل في تعديلها أو تبليغها، فإذا ادعيت الرؤية في قطر من الأقطار الإسلامية، ولم تثبت في سائرها ممن يساويه أو يفوقه في العناية والاهتمام ووجود المرجع الديني- فإننا مع الأكثر، فإذا كانت المحاكم الشرعية في مصر تبقى مفتوحة إلى الفجر لانتظار الشهادات، وفي تونس تبقى مفتوحة إلى نصف الليل مثلًا، فذلك تفوق في العناية والاهتمام يصير تقليد صاحبه أرجح وأقرب إلى الصواب، ومركز الجمعية مفتوح ليلة الثلاثين إلى نصف الليل، والمراكز الفرعية كلها متصلة به لهذا الغرض.
6 -
نرجو أن تتشدد تونس في تعديل الرؤية وتحتاط ولا تتساهل، فهي أقرب الأقطار الإسلامية- ذات القضاء الإسلامي المستند على إمارة شرعية- إلينا، فإن قبولها لشهادة الرؤية في عيد الفطر من العام الماضي يعد تساهلًا منها، بعدما رأت الألوف المؤلفة الهلال صباح ذلك اليوم قبل طلوع الشمس بثلاثة أرباع الساعة، وإذا كنا نقلد تونس لمكانة المجلس الشرعي الذي هو مرجع ديني نحن محرومون من مثله- فإنما نقلدها في المعقول المقبول، وإنما نقلدها لمعنى جليل يذهب التساهل بجلاله، فأما أن ننقض بهذا التقليد سنة من سنن الله في كونه برؤية أربع أعين قد تكون إحداهن عوراء، وقد تكون اثنتان منهن عمشاوين- فلا، لا
…
لا سيما مع فساد الزمان، وإذا رُئِي الهلال صباحًا ومساءً في يوم واحد، فأحد الرأيين مخطئ لا محالة، ولا يسعنا أن نخطئ رؤية الألوف لرؤية اثنين، والاحتياط في هذه الأمور ألزم وأحزم.
7 -
كل عيد يصرف على هوى هذه اللجنة فهو عيد حكومي، لمسته يد الحكومة فجردته من المعاني الدينية والقومية والاجتماعية، وتعطيل المصالح فيه لا يعدو الحاقه بعيد (الكرنفال) وما أشبهه، وإن لم يكن فيه فرحه وطلاقته، ويد هذه الحكومة، يد مسمومة، ما لامست شيئا من ديننا إلّا أهدته السم، ونزعت منه الروح، وأبقت له الإسم ....
8 -
يضاعف جمال العيد وجلاله اتحاد المسلمين عليه، وكم لاتحاد المسلمين في أعيادهم من معان، وكم له من مزايا، أجلها أنه يغذي قوّة المسلمين الروحية، ويمد قوتهم المادية بأمداد التحابب والتعاطف، فالتعاون والتناصر، وقد حضرنا الأعياد في الأقطار الإسلامية التي لها مرجع ديني، تلقي إليه الأمة بالمقاليد ففهمنا تلك المعاني واستجلينا تلك المزايا، ولمسنا آثارها في اتحادهم على الأعياد، أما في الجزائر فكثيرًا ما تكون في القرية الواحدة ثلاث فرق، بثلاثة أعياد، في ثلاثة أيام متعاقبة، فكيف نطمع أن تكون للأعياد روعة؟ أم كيف نطمع أن تكون لها في نفوسنا تلك الآثار التي هي الحكمة العليا في الأعياد؟ ولا سبب لهذا البلاء إلّا فقد المرجع الديني الذي يجمع الأمة على الحق.
9 -
لعل قراء البصائر من إخواننا في الشرق والغرب ينكرون ولوعنا بهذه القضية ويعدونها أهون من هذا الترديد لها، وتكرار القول فيها، وينزل بمكانة البصائر في نفوسهم هذا الأنين المتصاعد من هذا القلم المتألم .... ويا ويح الشجي من الخلي، ويمينًا لو اطلعوا على الحقيقة، أو لو ابتلوا ببعض ما ابتلينا به- لقام لنا عندهم عذر، أو لكان لنا منهم شفيع.