الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى أي: إذا تدفق في الرحم
وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى قال ابن كثير: أي كما خلق البداءة هو قادر على الإعادة، وهي النشأة الآخرة يوم القيامة أي الإحياء بعد الموت
وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى أي: وأعطى القنية وهي المال الذي تأثلته وعزمت على ألا تخرجه من يدك، قال ابن كثير: أي ملك عباده المال، وجعله لهم قنية، مقيما عندهم لا يحتاجون إلى بيعه
…
وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى قال ابن كثير: هو هذا النجم الذي يقال له مرزم الجوزاء، كانت طائفة من العرب يعبدونه، قال النسفي:(فأعلم الله أنه رب معبودهم هذا)
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى قال النسفي: (هم قوم هود، وعاد الأخرى إرم) ولم يفرق ابن كثير بين عاد هود وعاد إرم فهم شئ واحد عنده
وَثَمُودَ فَما أَبْقى أي: وأهلك ثمود فما أبقاهم، قال ابن كثير: أي دمرهم فلم يبق منه أحدا
وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ أي من قبل هؤلاء المذكورين في السورة إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى أي: أشد تمردا من الذين من بعدهم
وَالْمُؤْتَفِكَةَ قال النسفي: (أي والقرى التي ائتفكت بأهلها، أي انقلبت وهم قوم لوط) أَهْوى قال ابن كثير: (يعني حدائق لوط قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها) أي: رفعها إلى السماء ثم أهواها إلى الأرض أي أسقطها
فَغَشَّاها ما غَشَّى قال النسفي: أي ألبسها ما غشى، تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى أي: تتشكك، قال ابن كثير:(أي ففي أي نعم الله عليك أيها الإنسان تمتري أي تشك، قاله قتادة: وهو اختيار ابن جرير) فالآلاء: النعم، والامتراء والتماري: الشك والتشكك، والخطاب للإنسان.
كلمة في السياق:
1 -
الظاهر من السياق أنه من قوله تعالى: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى
…
إلى قوله تعالى: فَغَشَّاها ما غَشَّى أن كل ذلك موجود في صحف إبراهيم وموسى، وعلى هذا فإن السياق بعد أن عرض علينا حال الإنسان المعرض عن الإيمان والبخيل في الإنفاق خاطبه خطابين: الأول: أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى والثاني هو: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ثم عرض علينا بعض ما هو موجود في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، وهذا يعني أن الإنسان ما دام لم يعرف الغيب، وما دام قد نبئ بهذا القرآن بما في صحف إبراهيم وموسى فإنه
لا ينبغي له أن يكفر أو يبخل، وإذ استقرت الحجة عليه، خوطب بقوله تعالى:
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى أي: تتشكك، قال النسفي في الآية:(فبأي آلاء ربك أيها المخاطب تتشكك بما أولاك من النعم، أو بما كفاك من النقم، أو بأي نعم ربك الدالة على وحدانيته وربوبيته تتشكك) فلا تؤمن ولا تنفق، وعلى هذا فالمجموعة بدأت بالحديث عن الإنسان المعرض البخيل، وأقامت عليه الحجة بجهله، وبما هو موجود في رسالات الله، ثم أنكرت عليه تشككه بنعم الله التي تقتضي إيمانا وعطاء بينما هو يكفر ويمنع.
2 -
رأينا أن محور السورة هو الآيات الأولى من مقدمة سورة البقرة، والتي فيها: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ونلاحظ هنا: أنه قد جاء قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى أي: تتشكك، ثم جاء بعدها مباشرة هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى وسنرى أن الإشارة في (هذا) إما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى القرآن، وكل ذلك يخدم قضية الإيمان واليقين، وصلة ذلك بمحور السورة الداعي إلى الاهتداء بالقرآن، والإيمان بالغيب، والإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لا تخفى، ولنعد إلى التفسير:
…
فبعد أن قامت الحجة على هذا المعرض يأتي قوله تعالى: هذا أي: الرسول أو القرآن نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى أي: من جنسها
أَزِفَتِ الْآزِفَةُ أي:
اقتربت القريبة وهي القيامة
لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ أي: ليس لها من دون الله نفس كاشفة، أي: قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله تعالى، غير أنه لا يكشفها، أو ليس لها نفس مبينة حتى تقوم
أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ أي: القرآن تَعْجَبُونَ منكرين في زعمكم أن يكون صحيحا، وهذا إنكار على المشركين في استماعهم القرآن، وإعراضهم عنه وتلهيهم
وَتَضْحَكُونَ أي: منه استهزاء وسخرية وَلا تَبْكُونَ خشوعا كما يفعل الموقنون
وَأَنْتُمْ سامِدُونَ أي:
مغنون، أو غافلون، أو لاهون لاعبون، أو معرضون، ثم قال تعالى آمرا عباده بالسجود له والعبادة
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا قال ابن كثير: أي: فاخضعوا له، وأخلصوا، ووحدوه ....
…