الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تُفارق دين محمَّد، فيقول بلال: أحدٌ أحد قال: فلما رآه قال: رأسُ الكفر أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجا، قال: قلتُ: أي بلال، أَبِأَسيري؟! قال: لا نجوتُ إن نجا، قال: قلتُ: أتسمع يا ابن السوداء؟ قال: لا نجوتُ إن نجا، قال: فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المَسَكَة (1) وأنا أذبُّ عنه، قال: فأخلف رجلٌ السيفَ (2)، فضرب رِجْلَ ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعتُ مثلها قط، قال: فقلتُ: انج بنفسك، ولا نجاء بك، فوالله ما أُغْني عنك شيئًا، قال: فهبروهما (3) بأسيافهم، حتى فرغوا منهما، قال: فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلالًا، ذَهَبتْ أدراعي، وفجعني بأسيري (4).
فانتهت المعركة بهزيمة المشركين هزيمة نكراء، ونصر كبير للمسلمين.
عدد القتلي والأسرى من المشركين في المعركة:
عن الْبَرَاء بن عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: وكان النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا (5).
بعد انتهاء المعركة:
عن أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَنْطرُ لَنَا مَا صَنِعَ أبو جَهْلٍ؟ "، فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ، قَال: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آنْتَ أبو جَهْلٍ؟ فَقَالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ (6) أَوْ قَالَ:
(1) المَسَكَةُ: السوار، أو الأسورة.
(2)
أي أخرجه من غمده.
(3)
هبروهما: أي قطعوا لحمهما.
(4)
حسن: أخرجه ابن هشام في "السيرة" 2/ 150، 151، بأسانيد حسنة إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأخرجه البخاري (2301)، كتاب: الوكالة، باب: إذا وكَّل المسلم حربيًا في دار الحرب أو في دار الإِسلام جاز. مختصرًا.
(5)
صحيح: أخرجه البخاري (3986)، كتاب: المغازي، باب:(10).
(6)
أي: لا عار عليَّ في قتلكم إياي "شرح مسلم" للنووي.