الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعُثْمَانَ بن أبي الْعَاصِ: "إِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا فَأَخِفَّ بِهِمْ الصَّلَاةَ"(1).
27 - وفي رمضان من هذه السنة: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ملوك حِمْير مُقرِّين بالإسلام
.
الشرح:
قال محمد بن سعد رحمه الله
-:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مُرارة الرهاوي رسول ملوك حِمْير بكتابهم وإسلامهم، وذلك في شهر رمضان سنة تسع، فأمر بلالًا أن ينزله ويكرمه ويُضيِّفه، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن عبد كُلال وإلى نُعيم بن عبد كُلال وإلى النعمان قَيْل ذي رُعَين، ومعافر وهمدان:(أما بعد ذلكم فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم فبلَّغ ما أرسلتم، وخبَّر عما قِبَلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين، فإن الله تبارك وتعالى قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغنم خمس الله وخمس نبيه وصفيه وما كُتب على المؤمنين من الصدقة (2).
28 - وفي رمضان من هذه السنة: مات رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول
.
الشرح:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي يعوده
(1) صحيح: أخرجه مسلم (468)، كتاب الصلاة، باب: أمر الأئمة بتخفيف الصلاة.
(2)
"الطبقات" 1/ 356.
في مرضه الذي مات فيه، فلما عرف فيه الموت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما والله إن كنت لأنهاك عن حُبِّ يهود"، فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة، فمه؟ (1) يعني: فما نفعه؟
وعَنْ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا مَاتَ عبد الله بن أبي ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَه رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيّ، وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا كَذَا وَكَذَا؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله وَقَالَ:"أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ" فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: "إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرْ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا"، قَالَ: فَصلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةَ:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إلى قَوْلِهِ: {وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84] قَالَ عمر: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (2).
وعن جَابِرِ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ أَتَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بَعْدَ مَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَاُخْرِجَ فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ فَاللهُ أَعْلَمُ، وَكَانَ كَسَا عَبَّاسًا قَمِيصًا، وَكَانَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَمِيصَانِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عبد الله يَا رَسولَ الله أَلْبِسْ أبي قَمِيصَكَ الَّذِي يَلِي جِلْدَكَ قَالَ سُفْيَانُ فَيُرَوْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَ عبد الله قَمِيصَهُ مُكَافَأَةً لِمَا صَنَعَ (3).
(1) صحيح: أخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/ 285 من رواية ابن إسحاق، قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه.
قلت: وهذا إسناد صحيح قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث.
(2)
صحيح: أخرجه البخاري (4671)، كتاب: التفسير، باب: قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80].
(3)
متفق عليه: أخرجه البخاري (1350)، كتاب: الجنائز، باب: هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟، ومسلم (2773)، كتاب: صفات المنافقين.