الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلمين وإغناءً لهم، حتى إن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما يقول: مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ (1).
وقالت عَائِشَةَ رضي الله عنها: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، قُلْنَا: الآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ (2).
ولما وسع الله على المهاجرين وأخذوا من غنائم خيبر، رَدَّ الْمُهَاجِرُونَ إلى الْأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمْ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ إياها حين هاجروا من مكة، حتى إن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قد ردَّ عِذَاقًا (3) على أم سليم كانت قد أعطتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أَعْطَاها لأُمِّ أَيْمَنَ، فرد على أم سُليم عِذاقها، وأعطنى أم أيمن مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ (4).
النبي صلى الله عليه وسلم يؤمِّر أحد الأنصار على خيبر:
عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخَا بني عَدِيٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ إلى خَيْبَرَ فَأَمَّرَهُ عَلَيْهَا (5).
وعنهما أيضًا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى خَيبَرَ فَجَاءَهُ بتَمْرٍ جَنِيب (6)، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَكُلُّ تَمْرِ خَيبَرَ هَكَذَا؟ "، فَقَالَ: لَا وَاللهَ يَا رَسُول الله إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذَا بِالصَّاعَيْنِ، والصاعين بِالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ: "لَا
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4243)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
(2)
صحيح: أخرجه البخاري (4242)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
(3)
العذاق: جمع عذق، وهو عرجون النخل.
(4)
متفق عليه: أخرجه البخاري (2630)، كتاب: الهبة، باب: فضل المنيحة، ومسلم (1771)، كتاب: الجهاد والسير، باب: رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والتمر حين استغنوا عنها بالفتوح.
(5)
صحيح: أخرجه البخاري (4246، 4247)، كتاب: المغازي، باب: استعمال النبي صلى الله عليه وسلم على أهل خيبر.
(6)
قال ابن حجر: بتمر جنيب: قال مالك: هو الكبيس، وقال الطحاوي: هو الطيب، وقيل: هو الصلب، وقيل: الذي أُخرج من حشفة ورديئه، وقال غيرهم: هو الذي لا يخلط بغيره. اهـ "فتح الباري" 4/ 467.
تَفْعَلْ بعْ الْجَمْعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا" (1).
وهذا الرجل- الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر- هو سواد بن غزية (2).
وعَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا غزَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُم، إِنكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ"، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ لِي:"يَا عبد الله بن قَيسٍ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله فَدَاكَ أبي وَأُمِّي، قَالَ:"لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ"(3).
وفي غزوة خيبر أُصيب سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في ساقه، فَنَفَثَ فِيهِا النبي صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ، يقول سلمة: فَمَا اشْتَكَيتُهَا حَتَّى السَّاعَة (4).
وفي خيبر أيضًا نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ (5)، ونَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أيضًا عَنْ أَكْلِ الثُّومِ (6).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4244، 4245)، كتاب: المغازي، باب: استعمال النبي صلى الله عليه وسلم على أهل خيبر.
(2)
"فتح الباري" من رواية أبي عوانة والدارقطني.
(3)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4205)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (2704)، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر.
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (4206)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر.
(5)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4216)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (1407)، كتاب: النكاح، باب: نكاح المتعة.
(6)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4215)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم =