الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم غالب بن عبد الله الليثي في مائة وثلاثين رجلاً، ودليلهم يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهجموا عليهم جميعًا، فقتلوا من أشراف لهم، واستاقوا نعمًا وشاءً، فحدروه إلى المدينة ولم يأسروا أحدًا، وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال: لا إله إلا الله (1)، ويحكي أُسَامَةَ رضي الله عنه قصته هذه يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَكَفَّ الْأَنْصارِيُّ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله"، قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (2).
25 - وفي شوال من هذه السنة: كانت سرية بشير بن سعد أيضًا إلى يمْنٍ وجَبَارٍ
.
الشرح:
قال ابن سعد رحمه الله
-:
ثم سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمْنٍ وجبار في شوال سنة سبع، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعًا من غطفان بالجِناب، قد واعدهم عيينة بن حصن الفزاري؛ ليكون معهم، ليزحفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)"الطبقات الكبرى" 2/ 119، "عيون الأثر" 2/ 201.
(2)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4269)، كتاب: المغازي، باب: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، ومسلم (96)، كتاب: الإيمان، باب: تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله.
قول أسامة رضي الله عنه حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أي: تمنيت أن لو كان هذا صدر مني ضمن أخطاء الجاهلية التي تُجَبُّ بالإسلام.