الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ (1).
13 - وفي مُنصرفة من خيبر أيضًا فتح وادي القرى، وغنم أموالها وترك أرضها مع اليهود على شَطر ما يخرج منها كأهل خيبر
.
الشرح:
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم متوجهًا إلى وادي القرى، التي لم يستسلم أهلها كأهل فدك إنما استقبلوا جيش المسلمين بالرمى، فقتلوا مِدْعَم عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فتحها عنوة، وأقام بوادي القرى أربعة أيام، وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى، وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم عليها (2).
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ (3)، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَة عبد لَهُ يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَه أَحَدُ بني الضِّبَابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ (4)، حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ (5) الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا"، فَجَاءَ رَجُلٌ
(1) إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2967)، كتاب: الخراج والإمارة والفيء، باب: في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، وحسن إسناده الألباني "صحيح سنن أبي داود".
(2)
انظر: انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى، "سيرة ابن هشام" 3/ 200، "زاد المعاد" 3/ 314، و"عيون الأثر" 2/ 197.
(3)
الحوائط: أي الحدائق.
(4)
عائر: أي لا يُدرى من رمى به.
(5)
الشملة: كساء غليظ يُلْتحف به.