الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتحدث عندهم طويلاً، وأهدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا منها فرس يقال له: المرواح وأمر به فشوّر بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلَّموا القرآن والفرائض، وأجازهم كما يُجيز الوفد (1).
32 - وفي هذه السنة: قدم وفد عَنْس على رسول الله صلى الله عليه وسلم
-.
الشرح:
ذكره ابن سعد في "الطبقات"، أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني عَنْس يقال له: ربيعة، وذكر له قصة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مات بعد انصرافه من عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى أهله (2).
33 - وفي هذه السنة: قدم وفد الصَّدِف على رسول الله صلى الله عليه وسلم
-.
الشرح:
قدموا في بضعة عشر راكبًا فصادفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، فجلسوا ولم يسلموا، فقال:"أمسلمون أنتم؟ "، قالوا: نعم، قال:"فهلَّا سلمتم"، فقاموا، فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال:"وعليكم السلام، اجلسوا"، فجلسوا، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أوقات الصلوات (3).
34 - وفي هذه السنة: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن
.
الشرح:
عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ
(1)"الطبقات" 1/ 344، مختصرًا.
(2)
"الطبقات" 1/ 343.
(3)
"الطبقات" 1/ 329، مختصرًا.
يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:"يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وْلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وْقَبْرِي"، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ الْتَفَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إلى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا"(1).
وعَنْ أبي بُرْدَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بن جَبَل إلى الْيَمَنِ قَالَ وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ (2)، قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ ثمَّ قَالَ يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إلى عَمَلِهِ وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ في أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَارَ مُعَاذٌ في أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أبي مُوسَى فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَقَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ يَا عبد الله بن قَيْسٍ أَيُّمَ هَذَا قَالَ هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ قَالَ لَا أَنْزِلُ حَتَّىِ يُقْتَلَ قَالَ إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ قَالَ مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ فَأَمَرَ بهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نزَلَ فَقَالَ يَا عبد الله كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا (3)، قَالَ فَكَيْفُ تَقْرَأُ أنْتَ يَا مُعَاذُ قَالَ أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنْ النَّوْمِ فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ الله لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي (4).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بن جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى
(1) إسناده حسن: أخرجه أحمد 5/ 235، بإسناد حسن.
(2)
المخلاف: هو الإقليم، بلغة أهل اليمن، وكانت جهة معاذ العليا إلى صوب عدن، وله بها مسجد مشهور إلى اليوم، وكانت جهة أبي موسى السفلى (فتح).
(3)
يعني: ألازم قراءته ليلاً ونهارًا، شيئًا بعد شيء، وحينًا بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تُحلب ثم تُترك ساعة حتى تدر، ثم تُحلب هكذا دائمًا. (فتح).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (4341، 4342)، كتاب: المغازي، باب: بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.