الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمية بن عبد شمس- وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم.
وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة، حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس (1).
الصلح بين الفريقين:
قال السهيلي:
وكان آخر الفجار أن هوازن وكنانة تواعدوا للعام القابل بعكاظ، فجاءوا للوعد وكان حرب بن أمية رئيس قريش وكنانة، وكان عتبة بن ربيعة يتيمًا في حجره، فضنَّ به حرب، وأشفق من خروجه معه، فخرج عتبة بغير إذنه، فلم يشعروا إلا وهو على بعيره بين الصفين ينادي: يا معشر مضر، علام تتقاتلون؟ فقالت له هوازن: ما تدعو إليه؟ فقال: الصلح على أن ندفع لكم دية قتلاكم ونعفوا عن دمائنا، قالوا: وكيف؟ قال: ندفع إليكم رهنًا منا، قالوا: ومن لنا بهذا؟ قال: أنا، قالوا: ومن أنت؟ قال: عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فرضيت كنانة ورضوا، ودفعوا إلى هوازن أربعين رجلًا فيهم حكيم بن حزام، فلما رأت بنو عامر ابن صعصعة الرهن في أيديهم عفوا عن الدماء وأطلقوهم، وانقضت حرب الفجار، وكان يقال لم يَسُدْ من قريش مملق (2) إلا عتبة وأبو طالب بن عبد المطلب فإنهما سادا قريشًا مع الفقر .... اهـ (3).
10 - ثم شهد صلى الله عليه وسلم حلف الفضول لنصرة المظلوم
.
الشرح:
روى الإمام أحمد، عَنْ عبد الرَّحمنِ بن عَوْفٍ: أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قالَ: "شَهِدْتُ
(1)"سيرة ابن هشام" 1/ 141 بتصرف.
(2)
مملق: أي فقير.
(3)
نقلًا عن تعليق الشيخ محمَّد محي الدين عبد الحميد علي "سيرة ابن هشام"، ط. دار الطلائع.
حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنا غُلامٌ، فَما أُحِبُّ أَن لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ" (1).
وقام بعقد حلف الفضول نفس العشائر التي عقدت حلف المطيبين.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ".
ولا يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترك في الحلفين والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح في بعض النصوص بأنّه لم يشهد للمشركين سوى حلف واحد وقال: ما شهدت حلفًا لقريش إلا حلف المطيبين.
قال ابن كثير:
وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين، قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشًا تحالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار في السقاية والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد الدار وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جَفنة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها، وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين، وكان هذا قديمًا، ولكن المراد بهذا الحلف، حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان .... اهـ (2).
ثم أن حلف المطيبين القديم لا يحمل من معاني الانتصار للعدالة مثل
(1) صحيح: أخرجه أحمد (1655)، وأبو يعلى (844)، والبخاري في "الأدب المفرد"(569)، والحاكم 2/ 219 كتاب: التفسير، وقال: هذا حديث حسن الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"(1900).
(2)
"البداية والنهاية" 2/ 321.