الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّفَا ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ بِكَ، قَالَ:"وَتَفْعَلُوا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لك: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ الصَّفَا لَهُمْ ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ، قَالَ:"بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ"(1).
ثم سأل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشق لهم القمر شقين فأجابهم الله لهذا:
فعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَينِ فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا"(2).
فلما انشق القمر قال كفار قريش: سحركم ابن أبي كبشه، فقال: رجل منهم: إن محمدًا إن كان سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا، فسألوا فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك (3).
ثم التجأ المشركون بعد ذلك إلى أسلوب المجادلة:
عن جابر رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش يومًا فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، وينظر ماذا يرد عليه؟ فقالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة،
(1) صحيح: أخرجه أحمد 1/ 345، وابن جرير في "التفسير" 15/ 108، والحاكم 2/ 362، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، قال الألباني وهو كما قالا "صحيح السيرة"(152 - 153).
(2)
متفق عليه أخرجه البخاري (4867)، كتاب:"التفسير"، باب: قوله تعالى وانشق القمر، ومسلم (2802)، كتاب: صفة القيامة، باب: انشقاق القمر.
(3)
"عيون الأثر" 1/ 207.