الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي قتادة قال: جاء عَمْرُو بن الْجَمُوحِ رضي الله عنه إلى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ في سَبِيلِ الله حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذهِ صَحِيحَةً في الْجَنَّةِ؟ فقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نَعَم"، فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلىً لَهُمْ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"كَأنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذهِ صَحِيحَةً في الْجَنَّةِ"، فَأَمَرَ رَسُولُ الله بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا في قَبْرٍ وَاحِدٍ (1).
عبد الله بن جحش رضي الله عنه يتمنى الشهادة في سبيل الله فينالها:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال له يوم أحد ألا تدعو الله، فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو، فلقني رجلاً شديدًا بأسه، شديدًا حردُهُ، أقاتله ويُقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديدًا حرده، شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع (2) أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا، قلت: من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت، قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط (3).
بعد انتهاء المعركة:
وبعد انتهاء القتال وانصراف كل فريق إلى معسكره وقد تأكد بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل، إذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يطلع عليهم بَينَ السَّعْدَين (4) عرفه
(1) صحيح: أخرجه أحمد (22452)، وصححه أحمد شاكر، والألباني أيضًا في "فقه السيرة"(267).
(2)
يجدع: أي يقطع.
(3)
صحيح: أخرجه الحاكم 3/ 999، وقال: صحيح على شرطهما لولا إرساله، ووافقه الذهبي، وصححه موصولاً من حديث إسحاق بن سعد، والبيهقي في "السنن" 9/ 24.
(4)
اسم مكان. والله أعلم.
الصحابة -رضوان الله عليهم- بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى (1) يقول ابن عباس رضي الله عنهما: فَفَرِحَ به الصحابة حَتَّى كَأَنَّهُم لَمْ يُصِبْهم شيء فَرَقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم نَحْوَهم وَهُوَ يَقُولُ: "اشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ"، وَيقُولُ مَرَّةً أُخْرَى:"اللهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا"(2).
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا هذا بنبِيِّهِ"، وهو حينئذ يُشِيرُ إلى رَبَاعِيَتِهِ ويقول:"اشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ الله فِي سَبِيلِ الله"(3).
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يَسْلُتُ عن نفسه الدَّمَ وَيَقُولُ: "كَيفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلى الله"، فَأَنْزَلَ الله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128](4).
وعن عبد الله بن مسعود قال: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "اللهُمًّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"(5).
(1) التكفؤ: التمايل إلى قدام.
(2)
صحيح: أخرجه أحمد (2609)، الحاكم 2/ 296، 297، وصححه وأقره الذهبي، وصححه الشيخ أحمد شاكر.
(3)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4073)، كتاب: المغازي، باب: ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد، ومسلم (1793)، كتاب: الجهاد والسير، باب: اشتداد غضب الله علي من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
صحيح: أخرجه مسلم (1791)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة أحد.
(5)
متفق عليه: أخرجه البخاري (3477)، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: حدثنا أبو اليمان، ومسلم (1792)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة أحد.
قال الدكتور أكرم العمري: لقد استبعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوفق الله من آذوه بهذه الصورة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ
…
"- فأخبره الله سبحانه بأن ذلك ليس ببعيد إن =