الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لما أَجْلَى الله الْأَحْزابَ: "الْآنَ نَغْزُوهُم، وَلا يَغْزُونَنا نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ"(1).
8 - وفي ذي القعدة من هذه السنة: وقعت غزوة بني قريظة، ونالوا جزاء خيانتهم العظمى
.
الشرح:
لَمّا رَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ الْخَنْدَقِ ووَضَعَ السِّلاحَ واغْتَسَلَ، أَتاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنْ الْغُبارِ فَقالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلاحَ؟ واللهِ ما وَضَعْتُهُ اخْرُجْ إِلَيهِم، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فأَيْنَ"، فَأَشارَ إلى بني قُرَيْظَةَ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم (2).
وسارع في الخروج، وحث الصحابة على سرعة اللحاق به، حتى قالَ لهم صلى الله عليه وسلم:"لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلّا في بني قُرَيْظَةَ"، فَأَدْرَكَ بَعْضُهُم الْعَصرَ في الطَّرِيقِ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَها، وَقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا مِنْهُمْ (3).
خروج جبريل عليه السلام في كوكبة من الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة:
عَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه قالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى الْغُبارِ سَاطِعًا في زُقاقِ بني غَنْمٍ
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4110)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق وهي الأحزاب.
(2)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4122)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم، مسلم (1769)، كتاب: الجهاد والسير، باب: جواز قتال من نقض العهد.
(3)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4119)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، مسلم (1770)، كتاب: الجهاد والسير، باب: المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين.
مَوْكِبَ جِبرِيلَ صَلَواتُ الله عَلَيهِ حِينَ سارَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قُرَيْظَةَ (1).
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قالَ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لِحَسَّانَ بن ثابت: "اهْجُ المشركين فإنَ جِبْرِيلَ مَعَكَ"(2).
ووصل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى بني قريظة، وسمع بنو قريظة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فتحصنوا في حصونهم، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، خمسًا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وقد كان حُييُّ بن أخطب النضري دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان (3).
فلما أيقنوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم أعلنوا استسلامهم فحكّم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه ورضي أهلُ قريظة بحكمه.
عن أبي سعيد الْخُدرِيِّ رضي الله عنه قالَ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بن مُعاذٍ، فأَرْسَلَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى سَعْدٍ، فأَتَى عَلَى حِمَار، فَلَمّا دَنا مِنْ الْمَسجِدِ، قالَ لِلْأَنْصارِ:"قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ -أَوْ خَيرِكُم-" فقالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَؤُلاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ"، فقالَ: تَقْتُلُ مُقاتِلَتَهُمْ، وَتَسْبِي ذُرِّاريهُمْ، قالَ:"قَضَيْتَ بِحُكْمِ الله"، وَرُبَّما قالَ:"بِحُكْمِ الْمَلِكِ"(4).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4118)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم ومخرجه إلى بني قريظة.
(2)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4124)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، مسلم (2486)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه.
(3)
"سيرة ابن هشام" 3/ 127.
(4)
متفق عليه: أخرجه البخاري (4122)، كتاب: المغازي، باب: مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، مسلم (1768)، كتاب: الجهاد والسير، باب: جواز قتل من نقض العهد.