الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكيف بمن ليس كمثله شيء، ومن ليس كمثل محبَّته محبَّة؟!
فصل
ومنها: الإسراع إليه في السير
، وحَثُّ الركاب نحوه، وطيُّ المنازل في الوصول إليه، والاجتهاد في القرب والدُّنوِّ منه، وقطعُ كل قاطع يقطعُ عنه، واطراحُ الأشغال الشَّاغلة عنه، والزُّهد فيها، والرغبةُ عنها، والاستهانةُ بكلِّ ما يكون سببًا لغضبه ومقته، وإن جلَّ، والرغبةُ في كل ما يدني إليه؛ وإن شقَّ
(1)
:
ولو قلتِ طَأْ في النار أعلمُ أنه
…
رضًا لك أو مُدنٍ لنا من وصالكِ
لقدَّمتُ رجلي نحوها فوطئتُها
…
هدًى منك لي أو ضَلَّةً من ضلالك
فصل
ومنها: محبةُ أحباب المحبوب، وجيرانه، وخدمه
، وما يتعلق به، حتى حرفته، وصناعته، وآنيته، وطعامه، وشرابه، قال
(2)
:
أحبُّ بني العوَّام طُرًّا لِحُبِّها
…
ومِنْ أجلها أحببتُ أخوالها كلبا
(1)
سبق البيتان و تخريجهما.
(2)
سبق البيت ضمن أبيات مع خبر.
وقال الآخر
(1)
:
يشتاقُ واديَها ولولا حبُّكُم
…
ما شاقه وادٍ زهتْ أزهارُهُ
وقال الآخر
(2)
:
فيا ساكني أكنافِ طيبةَ كلُّكم
…
إلى القلب من أجل الحبيب حبيبُ
وفي أخبار العشَّاق: أنَّ عاشقًا عشق السَّراويلات من أجل سراويل معشوقته، فوُجد في تركته اثنا عشر حملًا، وفردةٌ من السراويلات، ذكره البصري.
وعشق آخرُ الهاوُونات من أجل صوت هاوُون محبوبته، فوجد في تركته عدة آلاف منها. وعند الناس من هذا عجائب كثيرةٌ.
وكان أنسُ بن مالك يحبُّ الدُّبَّاء كثيرًا، لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم [102 أ] يتتبعها من جوانب الصحفة
(3)
.
(1)
البيت للصرصري في فوات الوفيات (4/ 301).
(2)
البيت للعباس بن الأحنف في ديوانه (ص 29)، والوافي بالوفيات (16/ 643). وللمجنون في ديوانه (ص 52)، وتزيين الأسواق (1/ 163). وانظر ديوان الصبابة (ص 29).
(3)
أخرجه البخاري (2092)، ومسلم (2041) عن أنس.
فصل
ومنها: قِصَرُ الطريق حين يزوره ويوافي إليه، كأنها تطوى له، وطولها إذا انصرف عنه، وإن كانت قصيرة، قال
(1)
:
وكنت إذا ما جئتُ ليلى أزورُها
…
أرى الأرض تُطوى لي ويدنو بعيدها
من الخفرات البيض ودَّ جليسُها
…
إذا حدَّثت أُحدوثة لو تُعيدُها
وقال الآخر
(2)
:
واللهِ ما جئتكمُ زائرًا
…
إلَّا وجدتُ الأرض تُطْوى لي
ولا انثنى عزميَ عن بابكم
…
إلَّا تعثَّرتُ بأذيالي
وقال الآخر
(3)
:
وإذا قمتُ عنك لم أمشِ إلَّا
…
مشي عانٍ يُقاد نحو الفناء
وإذا جئت جئت أَسرعَ في السَّيـ
…
ـرِ من الطير نازلًا في الهواء
(1)
البيتان لمجنون ليلى في ديوانه (ص 106، 108)، وشرح أبيات مغني اللبيب (1/ 77). ويُنسبان لكثير أو ذي الرمة في تزيين الأسواق (1/ 126) وليس في ديوانهما. والأول في الزهرة (1/ 35) بلا نسبة.
(2)
البيتان للمرتضى الشهرزوري في وفيات الأعيان (3/ 52). وبلا نسبة في كتاب الفوائد (ص 70).
(3)
الأول مع بيتين آخرين لابن حزم في طوق الحمامة (ص 27).