الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع عشرة ومائة
فيها جاشت [1] التّرك بخراسان، وانضم إليهم الحارث بن أبي شريح [2] الخارجي، فاقتتلوا، وجاوزوا نهر جيحون، وأغاروا على مرو الرّوذ [3] فسار إليهم أسد بن عبد الله القسري، فالتقوا، ونصر الله حزبه، وقتلهم المسلمون قتلا ذريعا.
وفيها افتتح مروان الحمار ثلاثة حصون، وأسر الملك تومان شاه، وبعث به إلى هشام، فمنّ عليه وأعاده إلى ملكه.
وفيها توفي أبو الحباب سعيد بن يسار المدنيّ مولى ميمونة. روى عن أبي هريرة وجماعة.
[1] في الأصل: «جاست» ، وفي المطبوع:«حلت» وكلاهما خطأ. والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 144) .
قال ابن منظور: جاشت القدر: إذا بدأت تغلي ولم تغل بعد
…
ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي:
تجيش علينا قدرهم فنديمها
…
ونفثؤها عنّا إذا حميها غلى
أي نسكّن قدرهم- وهي كناية عن الحرب إذا بدأت تغلي- «لسان العرب» (جيش) .
[2]
في المطبوع: «الحارث بن أبي سريج» وهو خطأ.
[3]
بلدة تقع في شرق إيران الآن، خرج منها عدد كبير من العلماء. انظر «معجم البلدان» لياقوت (5/ 112) ، و «اللباب» لابن الأثير (3/ 198) .
وفيها توفي بالاسكندرية عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج المدنيّ صاحب أبي هريرة.
وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشيّ التيميّ المدنيّ عن سنّ عالية، وقد ولي القضاء لابن الزّبير، ويكنى أبا بكر، وأبا محمّد. روى عن جده، وابن عبّاس، وابن عمر في آخرين.
كان إمام الحرم، وشيخه، ومؤذنه الأمين، وقاضي مكّة والطائف زمن ابن الزّبير.
وفيها فقيه دمشق عبد الله بن أبي زكريا الخزاعيّ. كان عمر بن عبد العزيز يجلسه معه على السرير.
قال أبو مسهر: كان سيّد أهل المسجد. قيل: بم سادهم؟ قال:
بحسن الخلق.
قال في «العبر» [1] : أرسل عن أبي الدّرداء، وعبادة، وهو ثقة قليل الحديث. انتهى.
وفيها، وقيل: في سنة ثمان عشرة، الحافظ أبو الخطّاب قتادة بن دعامة السّدوسيّ، عالم أهل البصرة. روى معمر عنه.
قال [2] : أقمت عند سعيد بن المسيّب ثمانية أيام، فقال لي في اليوم التاسع [3] : ارتحل يا أعمى عني [4] فقد أنزقتني [5] .
[1](1/ 145) .
[2]
القائل قتادة.
[3]
في المطبوع، و «العبر» :«في اليوم الثالث» وهو خطأ.
[4]
لفظة «عني» لم ترد في «العبر» المطبوع.
[5]
في «العبر» : «أترفتني» وهو تحريف، فتصحيح فيه. وانظر «الأنساب» (7/ 58) .
وقال قتادة: ما قلت لمحدّث قطّ أعد عليّ.
قال ابن ناصر الدّين: مات بواسط في الطاعون، وهو أبو الخطّاب الضرير الأكمه، مفسر الكتاب، [كان] آية في الحفظ، إماما في النسب، رأسا في العربية واللغة وأيام العرب. انتهى.
قال في «العبر» [1] : قال قتادة: ما قلت لمحدّث قطّ أعده عليّ، وما سمعت شيئا إلّا وعاه قلبي.
وقال فيه شيخه ابن سيرين: قتادة أحفظ النّاس.
وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلّا و [قد][2] سمعت فيها شيئا. انتهى.
وفيها موسى بن وردان المصريّ القاضي. روى عن أبي هريرة وسعد، وطائفة. وعاش نيفا وثمانين سنة.
قال أبو حاتم [3] : ليس به بأس، وكان آخر أصحابه ضمام [4] بن إسماعيل.
وفيها مات قاضي الجزيرة [5] ميمون بن مهران الرّقّيّ [6] أبو أيوب الفقيه. كان من العلماء العاملين. روى عن عائشة، وأبي هريرة، وطائفة.
وفيها مات فقيه المدينة أبو عبد الله نافع الدّيلمي مولى عبد الله بن عمر.
[1](1/ 146) .
[2]
سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي (1/ 146) .
[3]
في «الجرح والتعديل» (8/ 166) .
[4]
في الأصل: «صمام» وأثبت ما في المطبوع. وهو الصواب.
[5]
يعني جزيرة أقور التي بين دجلة والفرات، وتقع الآن بين سورية والعراق وتركيا.
[6]
نسبة إلى الرّقة. انظر «الأمصار ذوات الآثار» ص (58) .
كان من جلّة التابعين. بعثه عمر بن عبد العزيز إلى مصر يعلمهم السنن.
قال في «العبر» [1] : وقد روى نافع أيضا عن عائشة، وأبي هريرة.
وفيها توفيت عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص بالمدينة، وقد رأت شيئا من أمهات المؤمنين، وعاشت أربعا وثمانين سنة، قاله في «العبر» [2] .
وسكينة بنت الشهيد الحسين بن عليّ بالمدينة، واسمها أميمة، وقيل:
أمينة، وسكينة لقب [3] وأمها الرّباب ابنة امرئ القيس بن عدي، تزوجها مصعب بن الزّبير، ثم عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، ثم زيد بن عمرو بن عثمان بن عفّان، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها، وجمالها وحسن خلقها مشهور. لها نوادر، منها أنها لما سمعت مرثية عروة بن أذينة [4]- وكان من أعيان العلماء الصلحاء- في أخيه بكر وقوله فيها:
على بكر أخي ولّى حميدا
…
وأيّ العيش يصفو بعد بكر [5]
قالت سكينة: ومن بكر! أهو ذاك الأسود الذي كان يمر بنا؟ قيل:
نعم، قالت: لقد طاب بعده كل عيش حتّى الخبز والزيت.
توفيت سكينة بالمدينة، والعامة تزعم أنها بمكّة في طريق العمرة.
[1](1/ 147) .
[2]
(1/ 147) .
[3]
انظر «تاريخ دمشق» لابن عساكر (تراجم النساء) ص (155- 171) .
[4]
انظر ترجمته في «الأغاني» (18/ 322- 335) ، و «الشعر والشعراء» ص (367- 368) طبعة ليدن.
[5]
لفظ البيت في الأصل والمطبوع:
على بكر أخي فارقت بكرا
…
وأي العيش يصلح بعد بكر
وأثبت اللفظ الذي في «الأغاني» (18/ 334) .