الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وأربعين ومائة
في صفر تحوّل المنصور، فنزل بغداد قبل استتمام بنائها، وكان لا يدخلها أحد أبدا راكبا، حتّى أنّ عمه عيسى بن علي شكا إليه المشي، فلم يأذن له.
وفيها توفي أشعث بن عبد الملك الحمرانيّ، منسوب إلى حمران [1] ، مولى عثمان. روى عن ابن سيرين وغيره، وكان ثبتا، ثقة، حافظا.
أما أشعث بن سوّار، فكوفيّ فيه ضعف.
وكذا أشعث الحدّانيّ الرّاوي عن أنس ليس بالقوي.
وفيها عوف الأعرابيّ البصريّ، وكان صدوقا، شيعيا، كثير الحديث.
روى عن أبي العالية وطائفة.
قال في «المغني» [2] : ثقة، مشهور.
قال بندار [3] : قدريّ، رافضيّ، يعني يتشيع. انتهى.
[1] في الأصل والمطبوع: الحمراني مولى حمران، وما أثبته من «تهذيب الكمال» (3/ 277) طبع مؤسسة الرسالة.
[2]
(2/ 495) .
[3]
هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر، وبندار، لقب له.
وفيها محمد بن السّائب أبو النّضر الكلبيّ الكوفيّ، صاحب التفسير، والأخبار، والأنساب، أجمعوا على تركه، وقد اتّهم بالكذب والرّفض.
وقال ابن عدي: ليس لأحد أطول من تفسيره.
عنه [1] قال: سميت العرب شعوبا لأنهم تفرّقوا من ولد إسماعيل- عليه السلام ومن ولد قحطان تشعّبوا، والعرب كلهم بنو إسماعيل إلا أربع قبائل، السلف، والأوزاع، وحضرموت، وثقيف، وأول من تكلم بالعربية يعرب بن الهميسع بن نبت بن إسماعيل، وكل نبي ذكر في القرآن فهو من ولد إبراهيم غير إدريس، ونوح، ولوط، وهود، وصالح- وكأنه لم يستثن آدم لأنه أبو الكلّ- قال: ولم يكن في العرب نبي إلا هود، وصالح، وإسماعيل، ومحمّد صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن عبّاس أن أصحاب سفينة نوح كانوا ثمانين رجلا، فلما كثروا ملكهم نمرود بن كنعان بن حام بن نوح، فلما كفروا بلبل الله ألسنتهم وتفرقوا اثنتين وسبعين لسانا، وفهّم الله العربية عمليق، وأمم [2] وطسم ابني لاوذ بن سام [3] وعادا وعبيلا بني عوص بن سام بن نوح. انتهى كلام ابن الكلبي.
وانظر ما في كلامه، فإنه ذكر [أنّ] أول من تكلم بالعربية يعرب من ذريّة إسماعيل، ثم ذكر أنّ الله فهّمها عمليقا ومن ذكر بعده من ذريّة نوح، وكلاهما مخالف لما جاء، أنّ إسماعيل تعلم العربية من جرهم لما نشأ بينهم، حتّى قيل: إنّ إبراهيم لما كان يبني البيت يقول لإسماعيل: هات
[1] يعني عن ابن الكلبي، وهو غير ابن الكلبي صاحب «جمهرة النسب» المنشور بدمشق بعناية الأستاذ محمود فردوس العظم.
[2]
في الأصل: «اسم» وأثبت ما في المطبوع.
[3]
في الأصل، والمطبوع:«لوذ بن سام» وهو خطأ، والتصحيح من «القاموس المحيط» (1/ 372) .
هيك، والهيك بالسريانية الحجر، فيقول له إسماعيل: خذ الحجر، فهذا يتكلم بالسريانية، وهذا بالعربية.
وقيل: لما نزل أصحاب نوح من السفينة، خلق الله في قلوبهم لغات مختلفة، فتكلم كل منهم بلغة.
وفيها توفي هشام بن عروة بن الزّبير الفقيه، أحد حفّاظ الحديث.
قال مسح ابن عمر برأسي ودعا لي.
وقال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة، فكان مثل الحسن وابن سيرين.
وحدّث عن أبيه، وعمّه، وكان ثبتا، متقنا، توفي ببغداد، وصلى عليه المنصور، ودفن بمقبرة الخيزران.
قيل: إنه ولد هو وعمر بن عبد العزيز، والزّهريّ، وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين بن علي في المحرم سنة إحدى وستين.
وفيها، أو في التي تليها، يزيد بن أبي عبيد صاحب سلمة بن الأكوع ومولاه بالمدينة.