الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وعشرين ومائة
فيها تمت وقعة عظيمة [1] كبيرة بالمغرب مع الصفريّة، ورأسهم ميسرة الحقير. وذاق المسلمون منهم مشاقّا وبلاء شديدا.
وفيها مات محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد [2] بن زرارة الأنصاري، أحد الثقات، وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز، وأدركه ابن عيينة.
والقاسم بن أبي بزّة المكي. روى عن أبي الطّفيل وجماعة يسيرة.
وفي رمضان منها توفي الإمام أبو بكر محمّد بن [مسلم ابن] عبيد الله بن عبد الله بن شهاب [3] الزّهري المدني، أحد الفقهاء السبعة [4] وأحد الأعلام المشهورين، عن أربع وسبعين سنة. سمع من سهل بن سعد، وأنس بن مالك، وخلق.
[1] لفظة «عظيمة» لم ترد في المطبوع، و «العبر» للذهبي (1/ 158) ، ولعلها زيادة من ناسخ المخطوطة التي اعتمدتها في تحقيق الكتاب.
[2]
في «العبر» للذهبي: «سعد» وهو خطأ فيصحّح فيه.
[3]
في الأصل، والمطبوع:«أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن شهاب» ، وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 158) . وانظر «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبان ص (66) ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (5/ 326) ، و «مرآة الجنان» لليافعي (1/ 286) .
[4]
قلت: قوله: «أحد الفقهاء السبعة» غير صحيح، فهو لم يكن من الفقهاء السبعة المشهورين في المدينة، ولكنه مدني أيضا، وأحد الأئمة الأعلام وعالم الحجاز والشام، ولعله اشتبه عليه ب (عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) فهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة.
قال اليافعي: وكان- يعني الزهري- قد حفظ علم الفقهاء والسبعة.
قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث.
وقال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أعلم بسّنة ماضية من الزّهري.
وكذا قال مكحول.
وقال اللّيث: قال ابن شهاب: ما استودعت قلبي علما فنسيته. قال اللّيث: فكان يكثر شرب العسل، ولا يأكل شيئا من التفاح الحامض.
وقال: من أحب حفظ الحديث فليأكل الزّبيب.
وقال أيوب: ما رأيت أعلم من الزّهريّ.
قال في «العبر» [1] : قلت: وكان معظّما، وافر الحرمة عند هشام بن عبد الملك، أعطاه مرّة سبعة آلاف دينار.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدّينار والدّرهم عند أحد أهون منهما عند الزّهريّ، كأنها بمنزلة البعر. انتهى.
ورأى عشرة من الصحابة- رضي الله عنهم وكان إذا أقبل على كتبه لم يلتفت إلى شيء. فقالت له امرأته [2][يوما] : والله إن هذه الكتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر.
وقال ابن تيميّة: حفظ الزّهريّ الإسلام نحوا من سبعين سنة.
وقال ابن قتيبة [3] : وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا، وكان أحد النّفر الذين تعاقدوا يوم أحد، لئن رأوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم
[1](1/ 159) .
[2]
في الأصل: «زوجته» ، وأثبت ما جاء في المطبوع لأنه يوافق لفظ «مرآة الجنان» لليافعي أحد مصادر المؤلف.
[3]
«المعارف» ص (472) .
ليقتلنه، أو ليقتلنّ دونه، وهم عبد الله بن شهاب، وأبي بن خلف، وابن قمئة [1] ، وعتبة بن أبي وقّاص.
وكان يزيد بن عبد الملك استقضى الزّهري، ولما مات دفن بماله [2] على قارعة الطريق ليمرّ مارّ فيدعو له، والموضع الذي دفن فيه آخر أعمال [3] الحجّاز، وأول عمل فلسطين، وبه ضيعته [4] .
وأخوه الزّهريّ عبد الله بن مسلم، كان أسنّ [5] من الزّهري، ويكنى أبا محمّد، وقد لقي ابن عمر وروى عنه وعن غيره، ومات قبل الزّهريّ.
انتهى ملخصا.
[1] ويقال: «ابن قميئة» أيضا. وهو عبد الله بن قمئة الليثي. انظر «السيرة النبوية» (2/ 718) تحقيق السقا، والأبياري، والشلبي.
[2]
في الأصل، والمطبوع:«بمالة» وهو تصحيف، والتصحيح من «المعارف» لابن قتيبة ص (472) .
[3]
في «المعارف» : «آخر عمل» .
[4]
في الأصل، والمطبوع:«وبه ضيعة» وهو خطأ، والتصحيح من «المعارف» .
[5]
في الأصل: «أسبق» ، وأثبت ما في المطبوع، وهو موافق لما في «المعارف» .