الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست ومائة
فيها استعمل هشام بن عبد الملك على العراق، خالد بن عبد الله القسريّ، فدخلها، وقبض على واليها عمر بن هبيرة [1] الفزاريّ، فنقب له غلمانه السّجن، وهرب إلى الشّام، فاستجار بمسلمة بن عبد الملك، ثم مات على القرب [2] .
وفيها غزا المسلمون فرغانة [3] والتقوا التّرك، فقتل في الوقعة ابن خاقان، وانهزموا ولله الحمد.
وفيها غزا الجرّاح الحكميّ وأوغل [4] في بلاد الخزر، فصالحوه وأعطوه الجزية.
وحج بالنّاس خليفتهم هشام.
[1] في الأصل، والمطبوع:«عمرو بن هبيرة» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 130) الذي ينقل عنه المؤلف رحمه الله.
[2]
في «العبر» للذهبي: «ثم مات قريبا من ذلك» . وجزم الزركلي في «الأعلام» (5/ 68) بأنه مات سنة (110) هـ.
[3]
فرغانة: بلدة تقع اليوم في الجنوب الغربي للاتحاد السوفييتي. وانظر «معجم البلدان» لياقوت (4/ 253- 254) .
[4]
في «العبر» : «ووغل» .
وفيها توفي سالم بن عبد الله [بن عمر][1] العدويّ المدنيّ الفقيه الزّاهد العابد القدوة، وكان شديد الأزمة، خشن [2] العيش، يلبس الصوف ويخدم نفسه.
وقال مالك: لم يكن أحد [3] في زمانه أشبه بمن مضى من الصّالحين منه.
قال أحمد: أصحّ الأسانيد: الزّهري، عن سالم، عن أبيه.
وقيل: مالك عن نافع، عن ابن عمر [والشّافعيّ عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر][4] وهي سلسلة الذّهب.
دخل سليمان بن عبد الملك الكعبة فرأى سالما واقفا، فقال له: سلني حوائجك؟ فقال: لا والله لا سألت في بيت الله غير الله.
وكان أبوه يقبّله ويقول: ألا تعجبون من شيخ يقبّل شيخا.
وقال:
يلومونني في سالم وألومهم
…
وجلدة بين العين والأنف سالم [5]
وفيها الإمام طاووس بن كيسان اليمانيّ الجنديّ الخولانيّ، أحد الأعلام علما وعملا.
[1] ما بين حاصرتين زيادة من «العبر» للذهبي.
[2]
في الأصل: «حسن» وهو تحريف.
[3]
لفظة «أحد» لم ترد في «العبر» للذهبي.
[4]
ما بين حاصرتين سقط من الأصل، وأثبته من المطبوع.
[5]
البيت في «طبقات ابن سعد» (5/ 196) ، و «العقد الفريد» (2/ 273) ط دار الكتب العلمية في بيروت، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (4/ 460) ، و «مختصر تاريخ دمشق» لابن منظور (9/ 191) ط دار الفكر بدمشق.
أخذ عن عائشة وطائفة.
قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا قط مثل طاووس.
ولما ولي عمر بن عبد العزيز، كتب إليه طاووس: إن أردت أن يكون عملك كله خيرا فاستعمل أهل الخير، فقال عمر: كفى بها موعظة.
توفي حاجا بمكّة قبل يوم التّروية [1] بيوم، وصلّى عليه هشام بن عبد الملك، وأراد الخروج عليه فلم يقدر لكثرة النّاس، ووضع عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب السرير على كاهله وسقطت قلنسوته، ومزّق رداؤه من خلفه للزحام.
قيل: إنه ولي صنعاء، والجند [2] ووليه بعده ابنه عبد الله.
قيل: سئل طاووس عن مسألة، فقال: أخاف إن تكلمت، وأخاف إن سكت، وأخاف أن آخذ بين الكلام والسكوت.
وكان أعلم التابعين بالحلال والحرام.
وفيها أبو مجلز لاحق بن حميد البصريّ، أحد علماء البصرة، لقي [3] كبار الصّحابة كأبي موسى، وابن عبّاس، وكان ينزل خراسان وعقبه بها، وكان عمر بن عبد العزيز بعث إليه فأشخصه ليسأله عنها.
وقال قرّة بن خالد: كان أبو مجلز عاملا على بيت المال وعلى ضرب السّكّة [4] .
[1] قال الحافظ ابن حجر: يوم التروية: أي يوم الثامن من ذي الحجة، وسمي التروية، لأنهم كانوا يروون إبلهم ويتروون من الماء، لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون.
«فتح الباري» (3/ 507) .
[2]
بلدة في اليمن بينها وبين صنعاء ثمانية وخمسون فرسخا، وقد نسب إليها كثير من أهل العلم. انظر «معجم البلدان» لياقوت (2/ 169- 170) .
[3]
في الأصل، والمطبوع:«لحق» وأثبت ما في «العبر» للذهبي (1/ 131) .
[4]
قال ابن منظور: السّكّة: الدّينار والدرهم المضروبين، سمي كل واحد منهما سكّة لأنه طبع
قال هشام بن حسّان: كان قليل الكلام، فإذا تكلم كان من الرّجال.
وفيها مات عبد الملك [1] قاضي الكوفة بعد الشّعبيّ. رأى عليا، وروى عن جابر.
وعنه قال: كنت عند عبد الملك بقصر الكوفة فجيء برأس مصعب بن الزّبير، فارتعت لذلك، فقال: مالك؟ فقلت: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين، كنت بهذا القصر مع عبيد الله بن زياد، فرأيت رأس الحسين بن علي بن أبي طالب بين يديه، ثم رأيت رأس عبيد الله بين يدي المختار [2] في هذا المكان، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب في هذا المكان، ثم هذا رأس مصعب، فأمر عبد الملك بهدم ذلك الطّاق [3] .
بالحديدة المعلمة له. «لسان العرب» (سكك) .
[1]
هو عبد الملك بن جابر بن عتيك الأنصاري المدني. انظر ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزّي (2/ 851) مصوّرة دار المأمون للتراث بدمشق.
[2]
يعني المختار بن أبي عبيد الثّقفي. انظر المجلد الأول من كتابنا هذا ص (293) .
[3]
الطاق: عقد البناء حيث كان. انظر «لسان العرب» (طوق) .