الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاثين ومائة
فيها كانت فتنة الإباضية، وهم المنسوبون إلى عبد الله بن إباض [1] قالوا:
مخالفونا من أهل القبلة كفار، ومرتكب الكبيرة موحّد غير مؤمن، بناء على أن الأعمال داخلة في الإيمان، وكفّروا عليا وأكثر الصحابة، وكان داعيتهم في هذه الفتنة عبد الله بن يحيى الجنديّ الكنديّ الحضرميّ، طالب الحق، وكانت لهم وقعة بقديد [2] مع عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فقتل عبد العزيز، ومن معه من أهل المدينة، فكانوا سبعمائة، أكثرهم من قريش، منهم مخرمة بن سليمان الوالبي، روى عن عبد الله بن جعفر وجماعة، وبعدها سارت الخوارج إلى وادي القرى، ولقيهم عبد الملك السّعدي، فقتلهم، ولحق رئيسهم إلى مكّة فقتله أيضا، ثم سار إلى تبالة وراء مكّة بست مراحل، فقتل داعيتهم الكندي.
وفيها توفي بالبصرة شعيب بن الحبحاب صاحب أنس.
وأبو الحويرث [3] عبد الرّحمن بن معاوية الأنصاريّ المدنيّ.
[1] في المطبوع: «عبد الله بن أباض» وانظر «الأعلام» للزركلي (4/ 61- 62) فقد استوفى رحمه الله ترجمته فيه وهي نافعة.
[2]
قرية قرب مكة. انظر «معجم ما استعجم» للكبري (2/ 1054- 1055) ، و «معجم البلدان» (4/ 313- 314) .
[3]
في الأصل: «أبو الحريرث» وهو تحريف، وأثبت ما في المطبوع، وهو الصواب.
وعبد العزيز بن رفيع المكيّ ثم الكوفي عن نيّف وتسعين سنة. روى عن ابن عبّاس وجماعة.
وشيبة بن نصاح بن سرجس [1] بن يعقوب، مولى أمّ سلمة، ولا يعلم أحد روى عن نصاح إلّا ابنه شيبة، وكان شيبة إمام أهل المدينة في القراءات في دهره، قرأ على أبي هريرة، وابن عبّاس.
وقال: قالون [2] : كان نافع أكثر اتّباعا لشيبة من أبي جعفر [3] .
وعبد العزيز بن صهيب البصريّ الأعمى.
وكعب بن علقمة التنوخيّ المصريّ. روى عن أبي تميم الجيشاني وطائفة.
وفيها، وقيل: سنة إحدى وثلاثين، السيد الجليل، كبير الذّكر، محمد بن المنكدر التيميّ المدني.
قال ابن ناصر الدّين: هو محمّد بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزّى [4] بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرّة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر القرشيّ التيميّ أخو أبي بكر، وعمر [5] . سمع أبا هريرة، وابن عبّاس، وجابرا، وأنسا، وابن المسيّب، وعدة أخر، وهو من أضراب
[1] في الأصل: «ابن سرخش» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع، وهو الصواب.
[2]
هو عيسى بن ميناء بن وردان بن عيسى الزّرقيّ، مات سنة (220) هـ. انظر «معرفة القراء الكبار» للذهبي (1/ 155- 156) طبع مؤسسة الرسالة، وسوف ترد ترجمته في المجلد الثالث من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
[3]
في الأصل، والمطبوع:«كان نافع أكثر اتباعا لشيبة بن جعفر» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (1/ 170) . وانظر «معرفة القراء الكبار» للذهبي (1/ 80) .
[4]
في الأصل: «ابن معبد» ، وفي المطبوع:«ابن معبد القرشي» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «تهذيب الكمال» للمزي (3/ 1276) مصورة دار المأمون للتراث و «تهذيب التهذيب» (9/ 473) .
[5]
يعني أخو أبي بكر بن المنكدر، وعمر بن المنكدر.
عطاء بن أبي رباح، لكن تأخرت وفاته عن تلك الطبقة. انتهى.
قيل له: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمنين.
وقيل له: أيّ الدّنيا أحبّ إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
وكان يحج وعليه دين. فقيل له: أتحج وعليك دين؟ فقال: هو أقضى للدّين.
وكان إذا حجّ خرج بنسائه وصبيانه كلّهم، فقيل له في ذلك، فقال:
أعرضهم على الله.
قال مالك: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة آتي ابن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأبغض نفسي أياما، وكان من أزهد النّاس وأعبدهم، وكان له أخوان فقيهان عابدان، أبو بكر ابن المنكدر، وعمر بن المنكدر.
وسمع محمد عائشة، وأبا هريرة، وكان بيته مأوى الصالحين ومجتمع العابدين.
وفيها توفي أبو وجزة [1] السعديّ المدنيّ يزيد بن عبيد، الذي روى عن عمير بن أبي سلمة.
ويزيد الرّشك [2] بالبصرة. روى عن مطرّف بن الشّخّير، وجماعة.
وفيها توفي يزيد بن رومان المدني. روى عن عروة، وجماعة، وقيل:
إنه قرأ على ابن عبّاس، وهو من شيوخ نافع في القراءة.
[1] في الأصل: «وجرة» وهو تصحيف، وأثبت ما جاء في المطبوع، وهو الصواب.
[2]
قال ابن منظور: الرّشك: اسم رجل كان عالما بالحساب، وفي «التهذيب» : اسم رجل كان يقال له: يزيد الرّشك، وكان أحسب أهل زمانه، وكان الحسن البصريّ إذا سئل عن حساب فريضة قال: علينا بيان السّهام، وعلى يزيد الرّشك الحساب، قال الأزهريّ: ما أدري الرّشك عربيا، وأراه لقبا، قال: ولا أصل له في العربية علمته. «لسان العرب» (رشك) .
وقاضي دمشق يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مليك الهمدانيّ الفقيه.
أخذ عن واثلة بن الأسقع، وجماعة [1]
[1] قلت: وفيها قتل شيبان بن سلمة الحروري. انظر «تاريخ الطبري» (7/ 385- 386) و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (5/ 382- 383) ، وانظر ص (121) من هذا المجلد.