الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وثمانين ومائة
فيها أحدث الرّشيد في صدور كتبه الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وفيها غزا الرّشيد، وافتتح حصن الصّفصاف من أرض الرّوم بالسيف..
وسار عبد الملك بن صالح بن علي العبّاسي حتّى بلغ أنقرة [1] وافتتح حصنا.
وفيها توفي الإمام محدّث الشّام ومفتي أهل حمص، أبو عتبة، إسماعيل بن عيّاش العنسيّ، عن بضع وسبعين سنة. روى عن شرحبيل بن مسلم، ومحمّد بن زياد الألهاني، وخلق من التابعين بالشّام والحرمين.
قال ابن معين: هو ثقة في الشّاميين.
وقال يزيد بن هارون: ما لقيت شاميّا ولا عراقيّا أحفظ منه، وما أدري ما الثوري.
وقال ابن عدي: يحتجّ به في حديث الشّاميين خاصة.
وقال أبو اليمان: كان إسماعيل جارنا، فكان يحيي الليل.
قال داود بن عمرو: ما حدّثنا إسماعيل إلّا من حفظه، [و] كان يحفظ نحوا من عشرين ألف حديث.
[1] وهي عاصمة دولة تركيا المعاصرة.
وقيل: توفي سنة اثنتين وثمانين، ومناقبه كثيرة.
وفيها أبو المليح الرّقّيّ عن نيّف وتسعين سنة. واسمه الحسن بن عمر.
روى عن ميمون بن مهران، والزّهريّ، والكبار، ووثّقه أحمد، وغيره.
وفيها حفص بن ميسرة الصّنعانيّ بعسقلان. روى عن زيد بن أسلم، وطبقته، وكان ثقة صاحب حديث.
و [فيها] المعمّر أبو أحمد خلف بن خليفة الكوفيّ ببغداد، وقد جاوز المائة بعام. رأى عمرو بن حريث الصّحابي [1] وروى عن محارب بن دثار، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: هو أقدم شيخ للحسن بن عرفة. قاله في «العبر» [2] .
وفيها الأمير حسن بن قحطبة بن شبيب الطائيّ، وله أربع وثمانون سنة، وكان من كبار قوّاد المنصور.
وفيها، وقيل: سنة ثمانين، أبو معاوية عبّاد بن عبّاد بن المهلّب البصريّ، أحد المحدّثين والأشراف. روى عن أبي جمرة [3] الضّبعي صاحب ابن عبّاس [4] وغيره.
قال في «المغني» [5] : عبّاد المهلّبيّ، ثقة، مشهور، وقد قال أبو حاتم:
لا يحتجّ به.
[1] تحرّفت لفظة «الصحابي» في «العبر» إلى «الصابي» فتصحّح فيه.
[2]
(1/ 280) .
[3]
واسمه نصر بن عمران.
[4]
في المطبوع: «صاحب ابن عيّاش» وهو خطأ.
[5]
«المغني في الضعفاء» (1/ 326) .
وذكره ابن سعد في «الطبقات» [1] فقال: لم يكن بالقويّ. انتهى.
وفي رمضان، توفي الإمام العلم أبو عبد الرّحمن عبد الله بن المبارك الحنظليّ، مولاهم المروزيّ، الفقيه، الحافظ، الزّاهد، ذو المناقب، وله ثلاث وستون سنة. سمع هشام بن عروة، وحميد الطّويل، وهذه الطبقة، وصنّف التصانيف الكثيرة، وحديثه نحو من عشرين ألف حديث.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وقال شعبة: ما قدم علينا مثله.
وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين.
وعن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك مثل نفسه.
وكانت له تجارة واسعة، [و] كان ينفق على الفقراء في السنة مائة ألف درهم.
قال ابن ناصر الدّين: الإمام العلّامة الحافظ شيخ الإسلام وأحد أئمة الأعلام [2] ، ذو التصانيف النافعة والرحلة الواسعة.
حدّث عنه ابن معين، وابن منيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، وفصاحة العرب، مع قيام الليل والعبادة.
قال الفضيل بن عياض: وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن المبارك. انتهى.
وقال ابن الأهدل: تفقّه بسفيان الثّوري، ومالك بن أنس، وروى عنه
«الموطأ» وكان كثير الانقطاع في الخلوات، شديد الورع، وكذلك أبوه مبارك. روي أنه نظر بستانا لمولاه، فطلب منه رمّانة حامضة، فجاءه بالرّمّانة حلوة، فقال له: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟ قال: لا. قال: ولم؟
قال: لأنك لم تأذن لي فيه، فوجده كذلك، وعظم قدره عند مولاه، حتّى كان له بنت خطبت كثيرا، فقال له: يا مبارك من ترى نزوّج هذه البنت؟ فقال:
الجاهلية كانوا يزوّجون للحسب، واليهود للمال، والنصارى للجمال، وهذه الأمّة للدّين، فأعجبه عقله، وقال لأمها: ما لها زوج غيره، فتزوجها، فجاءت بعبد الله، وكان واحد وقته، وفيه يقول القائل:
إذا سار عبد الله من مرو ليلة
…
فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأحبار في كلّ بلدة
…
فهم أنجم فيها وأنت هلالها
وقد صنّف في مناقبه. وعدّ بعضهم ما جمع من خصال الخير فوجدها خمسا وعشرين فضيلة، وكان يحجّ عاما، ويغزو عاما، فإذا حجّ قبض نفقة إخوانه، وكتب على كل نفقة اسم صاحبها، وينفق عليهم ذهابا وإيابا من أنفس النفقة، ويشتري لهم الهدايا من مكّة والمدينة، فإذا رجعوا اتخذ سماطا عليه من جفان الفالوذج نحو خمس وعشرين فضلا عن غيره، فيطعم إخوانه، ومن شاء الله، ثم يكسوهم جديدا، ويردّ إلى كلّ منهم نفقته، وذلك أنه كانت له تجارة واسعة.
قال سفيان الثّوري: وددت عمري كله بثلاثة أيام من أيام ابن المبارك.
قيل: مات بهيت- بالكسر- بلد بالعراق [1] منصرفا من غزوة، وقيل:
[1] في الجنوب الأوسط منه الآن، وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. وانظر «معجم البلدان» لياقوت (5/ 420- 421) .
مات في برية سائحا مختارا للعزلة، وكان كثيرا ما يتمثّل بهذين البيتين:
وإذا صاحبت فاصحب صاحبا
…
ذا حياء وعفاف وكرم
قائلا للشيء لا إن قلت لا
…
وإذا قلت نعم قال نعم
انتهى.
وقال في «العبر» [1] : كان أستاذه تاجرا، فتعلّم منه، وكان أبوه تركيّا، وأمّه خوارزميّة.
وقال عبد الرّحمن بن مهدي: كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثّوري.
قلت [2] : كان رأسا في العلم، رأسا في الذكاء، رأسا في الشجاعة والجهاد، رأسا في الكرم. وقبره بهيت ظاهر يزار، رحمه الله تعالى.
انتهى.
وفيها أبو الحسن عليّ بن هاشم بن البريد الكوفيّ الخزّاز. يروي عن الأعمش وأقرانه.
وخرّج له مسلم والأربعة. وكان شيعيّا جلدا.
قال في «المغني» [3] : قال ابن حبّان: روى المناكير عن المشاهير. انتهى.
وفيها قاضي مصر أبو معاوية المفضّل بن فضالة القتبانيّ الفقيه. روى عن يزيد بن أبي حبيب، وطائفة كثيرة. وكان زاهدا، ورعا، قانتا، مجاب الدّعوة، عاش أربعا وسبعين سنة.
[1](1/ 281) .
[2]
القائل الذهبي في «العبر» .
[3]
(2/ 456) .
قال في «المغني» [1] : ثقة حجة.
قال ابن سعد: منكر الحديث. انتهى.
وفيها بالاسكندرية، يعقوب بن عبد الرّحمن القارئ المدنيّ. روى عن زيد بن أسلم وطبقته فأكثر.
[1](2/ 674) .