الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع ومائة
فيها وقعة بهرزان [1] دون الباب بفرسخين، التقى المسلمون وعليهم الجرّاح الحكميّ [2] ، هم وابن خاقان [3] فهزموه [4] بعد قتال عظيم، وقتل خلق من الكفار.
وفيها توفي خالد بن معدان الكلاعيّ الحمصيّ، الفقيه العابد.
قيل: كان يسبّح كل يوم أربعين ألف تسبيحة [5] .
[1] في الأصل، و «العبر» للذهبي (1/ 126) :«بهرازان» ، وأثبت ما في المطبوع، وهو موافق لما عند ياقوت في «معجم البلدان» (1/ 514) وفيه قال: بهرزان: بليدة بينها وبين شهرستان فرسخان من جهة نيسابور، رأيتها في صفر سنة (617) وهي عامرة ذات خير واسع، وعليها سور حصين، وبها سوق حافل.
قلت: وبهرزان تقع الآن في أراضي إيران.
[2]
هو الجراح بن عبد الله الحكمي، أبو عقبة. استشهد غازيا بمرج أردبيل، قتله الخزر، ورثاه كثير من الشعراء. قال الزرقي: كان الجراح يد الله على خراسان كلها، وقال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيما، فبكوا عليه في كل جند. انظر «تاريخ خليفة» ص (329) ، و «الأعلام» للزركلي (2/ 115) .
[3]
في «العبر» للذهبي: «هم والخاقان» وما جاء في «تاريخ خليفة» ص (329) موافق لما في كتابنا.
[4]
في الأصل، والمطبوع:«فهزموهم» والتصحيح من «العبر» للذهبي، وانظر «تاريخ خليفة» .
[5]
انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (4/ 540) .
سمعه صفوان [1] يقول: لقيت سبعين من الصّحابة.
وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت ألزم للعلم منه.
وقال الثّوريّ: ما أقدّم عليه أحدا.
وفيها، وقيل: قبل [2] المائة، عامر بن سعد [3] بن أبي وقّاص الزّهريّ، أحد الإخوة التسعة، كان ثقة كثير الحديث.
وفيها، وقيل: في سنة سبع أبو قلابة الجرميّ، عبد الله بن زيد، البصري الإمام.
طلب للقضاء فهرب ونزل الشّام، فنزل بداريّا، وكان رأسا في العلم والعمل.
سمع من سمرة [4] وجماعة.
ومناظرته مع علماء عصره في القسامة [5] بحضرة عمر بن عبد العزيز مشهورة في «الصحيح» [6] .
[1] هو صفوان بن عمرو السّكسكي محدّث حمص، المتوفى سنة (155) هـ. انظر ترجمته في ص (252) من هذا المجلد.
[2]
في المطبوع: «وقيل في المائة» وهو خطأ، وما جاء في الأصل الذي بين يدي موافق لما عند الذهبي في «العبر» (1/ 127) .
[3]
في الأصل: «عامر بن سعيد» وهو تحريف وأثبت ما في المطبوع.
[4]
هو سمرة بن جندب الفزاري، المتوفى في أول سنة ستين، رضي الله عنه وأرضاه. وقد تقدم خبره باختصار في المجلد الأول من كتابنا هذا ص (270) فراجعه.
[5]
قال ابن الأثير: القسامة بالفتح: اليمين، كالقسم، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدّم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، ولا يكون فيهم صبي، ولا امرأة، ولا مجنون، ولا عبد، أو يقسم بها المتّهمون على نفي القتل عنهم، فإن حلف المدّعون استحقّوا الدية، وإن حلف المتّهمون لم تلزمهم الدية. «النهاية» (4/ 62) .
[6]
قلت: وذلك في حديث طويل فيه الكثير من الفوائد والآداب، رواه البخاري رقم (6899) في الدّيات: باب القسامة، ومسلم رقم (1669) في القسامة، ويحسن بالقارئ الرجوع إليه.
وفيها، وقيل: في التي قبلها، وقيل: في سنة ست أو سبع، توفي أبو بردة عامر بن أبي موسى الأشعريّ.
قضى في الكوفة بعد شريح [1] ، وله مكارم ومآثر مشهورة.
وولي القضاء في البصرة بعده ابنه بلال، وكان ممدّحا.
وفيه يقول ذو الرّمّة:
رأيت [2] النّاس ينتجعون غيثا [3]
…
فقلت لصيدح انتجعي بلالا [4]
يعني بصيدح ناقته.
وأبو موسى وبنوه كلهم ولي القضاء.
وفيها، وقيل: قبلها، وقيل: بعدها، توفي فجأة [5] الإمام الحبر العلّامة، أبو عمرو عامر بن شراحيل بن معبد الشّعبيّ، وهو من حمير، وعداده في همدان، ونسب إلى جبل باليمن، نزله حسّان بن عمرو الحميريّ هو وولده ودفن فيه، [وهو ذو شعبين] [6] فمن كان منهم بالكوفة قيل لهم: شعبيون.
ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعبون، والأشعوب [7]، ومن كان منهم بالشّام قيل لهم: شعبانيّون. ومن كان منهم باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين. وكان نحيفا ضئيلا. وقيل له: مالنا نراك ضئيلا؟ قال: إني
[1] هو أبو أميّة شريح بن الحارث الكنديّ القاضي. انظر ترجمته في المجلد الأول من هذا الكتاب ص (320- 323) .
[2]
في «ديوان ذي الرّمّة» : «سمعت» ، ولكن لفظة «رأيت» وردت في إحدى النسخ كما ذكر محقق «الديوان» .
[3]
في الأصل: «عيشا» وهو تحريف وأثبت ما في المطبوع.
[4]
البيت في «ديوانه» (3/ 1535) .
[5]
في المطبوع: «فجاءة» .
[6]
ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلكان (3/ 15) .
[7]
انظر «المعارف» لابن قتيبة ص (450) .
زوحمت في الرّحم، وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد.
وقيل لأبي إسحاق: أنت أكبر أم الشّعبي؟ فقال: هو أكبر مني بسنتين.
وحدثنا [1] الرّياشي [2] عن الأصمعي: أن أمّ الشّعبي كانت من سبي جلولاء، قال: وهي قرية بناحية فارس [3] .
وكان مولده لست سنين مضت من خلافة عثمان، وكان كاتب عبد الله بن مطيع العدوي، وكاتب عبد الله بن يزيد الخطمي عامل [4] ابن الزّبير على الكوفة، وكان مزّاحا.
حدّثني [5] أبو مرزوق، عن زاجر بن الصّلت الطّاحيّ [6] عن سعيد بن عثمان، قال: قال الشعبي لخياط مرّ به: عندنا حب مكسور تخيطه؟ فقال له:
نعم، إن كان عندك خيط من ريح.
وحدثني [7] بهذا الإسناد، أن رجلا دخل عليه ومعه في البيت امرأة، فقال: أيكما الشّعبيّ، فقال: هذه. قاله ابن قتيبة [8] .
[1] القائل ابن قتيبة.
[2]
هو أبو الفضل العبّاس بن الفرج الرّياشي النحوي اللغوي، كان من أهل السّنة، قتل في المسجد الجامع بالبصرة في أيام صاحب الزنج، انظر «الأنساب» للسمعاني (6/ 200- 201) .
[3]
قلت: جلولاء بلدة تقع اليوم في شرق الأراضي العراقية. وانظر «معجم البلدان» لياقوت (2/ 156) .
[4]
في المطبوع: «عامر بن الزبير» وهو خطأ.
[5]
القائل ابن قتيبة في كتابه «المعارف» .
[6]
في الأصل، والمطبوع:«جابر بن الصلت الطائي» وهو خطأ، وفي «المعارف» لابن قتيبة ص (450) ط د. ثروة عكاشة:«زاجر بن الصلت الطلحي» وهو تحريف، وقد جاءت العبارة على الصواب في «المعارف» ط الصاوي وانظر «الأنساب» للسمعاني (8/ 170) بتحقيق الأستاذ محمد عوّامة.
[7]
القائل ابن قتيبة.
[8]
في «المعارف» ص (450) .
ومات وله بضع وثمانون سنة.
وشعب، بطن من همدان.
مرّ به ابن عمر وهو يحدّث بالمغازي، فقال: شهدتها، وهو أعلم بها مني.
وعنه [1] قال: بعثني عبد الملك إلى ملك الرّوم، فأقمت عنده أياما، فلما أردت الانصراف قال لي: من [أهل][2] بيت الملك أنت؟ قلت: بل رجل من العرب، فدفع إليّ رقعة وقال: أدّها إلى صاحبك، فلما قرأها عبد الملك قال لي: تدري ما فيها؟ قلت، لا، قال:
فإن فيها: عجبت من قوم فيهم مثل هذا كيف ملّكوا غيره؟ فقلت: والله لو علمت ما حملتها، وإنما قال هذا لأنه لم يرك، فقال عبد الملك: بل حسدني عليك، فأغراني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الرّوم، فقال: ما أردت إلّا ذلك [3] .
وقال له أبو بكر الهذلي: تحب الشعر؟ فقال: إنما يحبه فحول الرّجال ويكرهه مؤنّثوهم.
وقال: ما أودعت قلبي شيئا فخانني قطّ.
وقال: إنما الفقيه من تورّع عن محارم الله، والعالم من خاف الله تعالى.
وقال: اتقوا القاصر من العلماء والجاهل من المتعبّدين.
وقال: أدركت خمسمائة من الصّحابة أو أكثر.
ودخل الشّعبيّ مع زياد على هند بنت النّعمان في ديرها، فإذا هي وأختها جالستان عليهما ثياب سود، قال الشّعبيّ: فما أنسى جمالها، وقد كان
[1] أي عن الشعبي.
[2]
زيادة من «وفيات الأعيان» (3/ 13) .
[3]
في المطبوع: «ما أردت إلّا ذاك» ، وفي «وفيات الأعيان» :«ما أردت إلّا ما قال» .
كلّمها للمغيرة بن شعبة في الزّواج، فقالت: أردت أن يقال: تزوج هند بنت النّعمان بن المنذر، إن ذلك غير كائن، فقال لها زياد: حدثيني عن ملككم وما كنتم فيه؟ قالت: أجمل، أم أفنّن؟ [1] . قال: أجملي، قالت: أصبحنا وكل من رأيت عبدا لنا، وأمسينا وعدونا ممن يرحمنا.
قال ابن المديني [2] : ابن عبّاس في زمانه، والشّعبيّ في زمانه، وسفيان الثّوري في زمانه [3] .
وقال الشعبيّ: ما كتبت سوداء في بيضاء إلّا حفظتها.
[1] قال ابن منظور: الرجل يفنّن الكلام أي يشتقّ في فنّ بعد فن والتّفنّن فعلك. «لسان العرب» (فنن) .
[2]
في الأصل: «ابن المدني» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع، وهو الصواب. وهو علي بن عبد الله بن جعفر المديني، توفي سنة (234) هـ، وسوف ترد ترجمته في المجلد الثالث من كتابنا هذا فراجعها هناك.
[3]
انظر: «العبر» (1/ 127) .